mardi 10 janvier 2012

محمد فتحى :الأسطوانات المشروخة

32
الانبهار بشخص ما لا يجعلك ترى عيوبه أبدا إذا كنت من دراويشه ومن يدورون فى فلكه. لا يجعلك تنظر إليه إلا بعيون المحب الولهان، وأظن -وليس كل الظن إثما- أن هذا هو ما حدث مع مجموعات كبيرة من الشباب بدأت تقترب من أحمد شفيق بعد ضربة علاء الأسوانى القاضية التى أطاحت بشفيق من الوزارة بعد الحلقة الشهيرة التى احتدم فيها الحوار بينهما. منذ ذلك الحين بدأ المتحمسون لشفيق يعيدون تقديمه للناس، فيقدمونه على أنه المؤدب عف اللسان، الذى يقول يا فندم وحضرتك، الذى يتواضع فيرتدى البلوفر، والذى يعتبر من أبطال حرب أكتوبر، والذى أحدث طفرات فى وزارة الطيران المدنى، ومع مرور الوقت بدأت الأسطوانات تتشابه، وبدأ يعاد تنظيمها وترتيبها لتهاجم المقالات التى تنتقد الرجل، وتنسج حوله عداوات أسطورية، فتشتم فى البرادعى، وتتهم «6 أبريل» بأنهم البلطجية الذين يستحقون التأديب وغيرها من الاتهامات الصبيانية. لا ينفى ذلك بالطبع وجود عدد من المقتنعين فعلا بشفيق، الذين يحبونه بصدق حتى نكون منصفين فالرجل شخصيته آسرة. لكن الجميع يأتى عند موقعة الجمل ويخرس أو يهذى بمبررات عبيطة وغير منطقية تثبت أن الرجل متورط، وأن المجلس العسكرى يحميه.. والكل يعلم ذلك. عند هذا الحد نقف لنلتقط أنفاسنا، وأشكر كل من تواصل معى بشأن هذه المقالات، وكل من أرسل لى مستندات سأتأكد منها قبل نشرها، وغدا تعود مقالاتنا للحياة الطبيعية مع وعد باستكمال تشريح ظاهرة شفيق.. فى الوقت المناسب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire