samedi 14 janvier 2012

هام : كشف اسرار كيفية هروب بن علي من تونس إلى جدة

435
هذه اسرار الساعات الحاسمة في تاريخ تونس الحديث تنشرها "العربية نت" والتي بني عليها الفيلم الوثائقي الدرامي التي بثته قناة العربية على مدى الايام الثلاثة وحقق مشاهدة عالية في انحاء العالم العربي. سردت وقائع وأحداث تمت في كواليس وأروقة السلطة بمختلف مراتبها منقولة على لسان كل الشخصيات المهمة التي خضعت للتحقيق لتقديم شهاداتهم عن تفاصيل الايام الثلاثة الاخيرة في تاريخ الثوة التونسية وليس عن فترة حكم بن علي.
يوم الرابع عشر من يناير2011
يوم الرابع عشر من يناير2011 كما عاشه التونسيون تعيد طرح التساؤل من جديد حول الاسباب التي دفعت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي مغادرة قصره ومن ثمة الهروب من بلاده.
على كرسي الاعتراف تروي هنا القيادات السياسية والعسكرية والامنية واقارب الرئيس ما حدث في الايام الاخيرة في تونس العاصمة تحديدا و بشكل خاص مقرات السيادة والقرار وهي القصر الرئاسي بقرطاج ، مقر اقامة الرئيس السابق بسيدي بوسعيد ، وزارة الداخلية ووزراة الدفاع وشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ومطار تونس قرطاج الدولي والثكنة العسكرية بالعوينة حيث المطار العسكري والوزارة الاولى بالقصبة .
وكانت الثورة التونسية دفعت كل الاجهزة والقيادات للاستسلام وخاصة في اليوم الثالث. فقد تسارعت الاحداث من الساعة الثامنة صباحا حينما وصل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى مكتبه في قصر قرطاج وكذلك وصول كل من وزراء الداخلية والدفاع والوزير الاول محمد الغنوشي وهو نفس التوقيت الذي يبدأ فيه عدد قليل من المتظاهرين التوافد على شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة امام وزارة الداخلية التونسية تتقدمهم المحامية والناشطة الحقوقية راضية النصراوي المرشحة لجائزة نوبل للسلام والمطالبة في حينها بغطلاق سراح زوجها زعيم حزب العمال الشيوعي المسجون في وزراة الداخلية .
بداية حالة التأزم
بدات الحالة في التازم إعتبارا من الساعة الحادية عشر صباحا حينما بدا بن علي يتلقى تقارير ومعلومات متضاربة تحذره من ان الثورة بلغت ذروتها في حدود الساعة الواحدة ظهرا. بلغ تعداد المتظاهرين نحو سبعين الف متظاهر وبرزت حالة من الانفلات الامني في عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة حيث اقدم المتظاهرون على حرق مراكز ومقرات الشرطة والحرس الوطني وإزداد الامر تعقيدا حينما شهدت السجون الكبرى في كل من العاصمة ومدن اخرى حالات عصيان وتمرد ضاعفت من تشتيت قدرات الامن والجيش التونسيين..
واللذين كانا في حالة من العجز نتيجة استمرار الثورة في الضغط والتقدم نحو ثلاثة اسابيع من الاحتجاجات والمظاهرات المتواصلة، في تلك اللحظات تكشف المعلومات ان الرئيس الرئيس السابق قرر تهريب زوجته وإبنه محمد وأبنته حليمة الى جدة بالمملكة العربية السعودية بحجة اداء العمرة، وبدا فعليا مدير التشريفات بتجهيز الرحلة بشكل مستعجل وحتى الآن يتضح انه لم يكن في نية بن علي الهروب ايضا. تلقت زوجته ليلى بن علي التي تعتبر من اكثر الشخصيات مكروهة في الشارع التونسي امرا من قبل زوجها بتجهيز حقائبها بنية السفر الى جدة ، في نفس الوقت تكشف التحقيقات اللاحقة ان اجهزة الامن تقول انها تلقت معلومات تداولتها اجهزة اللاسلكي التابعة لامن الرئيس بتفاصيل متضاربة عن اعتزام طائرة مروحية الهجوم على القصر الرئاسي بهدف قتل الرئيس ومعلومات اخرى عن اعتزام زوارق حربية مهاجمة القصر من جهة البحر، فوقعت حالة هلع في القصر الرئاسي .
التحقيقات تقول ايضا انه شهد مطار تونس قرطاج الدولي وتحديدا القاعة الشرفية بالمطار التي يستخدمها كبار الزوار حادثة مفصلية في ذلك اليوم حيث اقدم المقدم بفرقة مكافحة الارهاب سمير الطرهوني مصحوبا بعناصر من فرقته بإقتحام المطار مانعا عائلة الطرابلسي وهم اصهار الرئيس بن علي من مغادرة البلاد وقد تم ذلك دون اذن من روؤسائه المباشرين في وزارة الداخلية وقد اعتبر الامر تمردا خاصة وان فرقة طلائع الحرس الوطني قد انسحبت من حراسة القصر الرئاسي والتحقت بالمطار لتساهم في هذه العملية التي شغلت القيادات الامنية، وفي هذه الاثناء حلت زوجة الرئيس بن علي بالقصر الرئاسي لتوديع زوجها ومعها ابنه محمد لكن وبطريقة فجئية ووسط حالة الخوف والشائعات فجأة قرر الرئيس المخلوع مرافقتهم الى الثكنة العسكرية لتامين مغادرتهم، وفق محاضر التحقيق..
ليلى تقود سيارة في الركب الرئاسي
موكب الركب الرئاسي من تسعة سيارات كانت زوجته ليلى تقود إحداها بسرعة جنونية وتقل الرئيس وابنه لتصل الى الثكنة العسكرية بالعوينة وتقف مباشرة امام الطائرة الرئاسية التي كانت تتزود بالوقود داخل المستودع في مخالفة لقوانين السلامة. وفي تلك اللحظات قرر بن علي السفر قائلا للحاضرين انه يريد مرافقة عائلته الى جدة والعودة الى بلاده. هنا لا احد متأكد ان كان بن علي خطط مبكرا لخروجه ام ان قياداته العسكرية طلبت منه الخروج.
الفجر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire