samedi 14 janvier 2012

محمد فتحي : مجلس بالأجنحة

426
طب بذمتك مش حاجة تقرف فعلا؟ شىء يجعلك تتأكد أن من يحكموننا لا يتقون الله فينا، ولا يعيرون لدمائنا أى اعتبار أو اهتمام، لا سيما وهم الذين سحلوا وعرّوا وعذبوا وحاكموا عسكريا وداسوا بالمدرعات، ثم يقولون بوجه مكشوف: «نحن الذين حمينا الثورة». عندما نصرخ وتُبَحّ أصواتنا معلنين عن اسم رائد الصاعقة الذى عذّب النشطاء واعتدى عليهم فى مجلس الوزراء، وعندما تظهر ملامح وجه الضباط والعساكر الذين عرّوا الفتاة وسحلوها فى التحرير، وعندما يكلبشون المصابين فى قلب المستشفيات وهم مظلومون ويهينونهم بمنتهى قلة الضمير والأدب فنطالب بمحاكمة لهؤلاء ونقدم البلاغات ضدهم وضد انتهاكاتهم، ثم يكون الرد هو تحويل نشطاء إلى التحقيق بتهم كارتونية مضحكة لم توجه إلى كائن حى فى التاريخ، فيكون ضمن الاتهامات لمجموعة من أشرف وأنبل وأكثر النشطاء إخلاصا ووطنية -مهما اختلفنا معهم- اتهام هلامى بـ«إيهام الناس باستمرار الفساد». وبالمناسبة، هذا اتهام بجد وليس جزءا من مسرحية عبثية ليونسكو. والله العظيم قرفنا من قلة العقل وقلة الضمير، وأنا هنا لا أقوم بإيهام الناس باستمرار الفساد، بل أؤكد أن الفساد موجود فى كل مكان، ويقول الله عز وجل «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس». اكفروا بقى. يا مجلسنا العسكرى، لقد كررت فى عام أغلب أخطاء مبارك فى 30 سنة، وتريد أن يبدو للناس أنك لا تخطئ وأنكم مجلس ملائكة مجنحون لا يأتيكم الباطل وتنسون أن الثورة لا تُلدَغ من مجلس مرتين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire