jeudi 5 janvier 2012

"نيويورك تايمز": «الجنزوري يتشتت في بياناته العامة.. و ينسى اتجاه كلامه»

79

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس تحقيقاً عن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري وعلاقته بوسائل الاعلام والنكات التي يرددها المصريون عنه.

وهنا نص التحقيق الذي كتبه من القاهرة مراسل الصحيفة ديفيد كيركباتريك ومي الشيخ: "بالنسبة الى من يتلهفون على تحقيق وعد ثورتهم بالديموقراطية فإن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري يسأل: "لماذا التعجل؟".
وتساءل الجنزوري في مؤتمر صحافي يوم أمس: "بالنسبة الى بلد ظل صامتا لمدة 60 عاما، لماذا نضغط على أنفسنا بشأن خمسة أو ستة اشهر؟".
والجنزوري، 78 عاما، الذي تولى رئاسة الحكومة مرة في عهد مبارك، اختاره لهذه الوظيفة حكام مصر العسكريون قبل شهرين في محاولة لاستعادة ثقة الشعب المتآكلة بسلطتهم.
ولكن إن كان الهدف هو استعادة المصداقية، كما يقول مصريون كثيرون، فان هذه طريقة مضحكة لتحقيق ذلك.

وفي دولة تعتز بدعاباتها الأسطورية، ووضعها كأكثر الدول العربية انتاجا للنكت، فإن سن الجنزوري وحده جعل منه هدفا للتندر منذ اللحظة التي عين فيها، خصوصا بين اولئك المصريين- الذين يشكلون الآن الغالبية- ممن لم ينهوا دراستهم الثانوية حين تولى منصبه للمرة الأولى.
وتقول إحدى النكات المنشورة على الانترنت في اليوم الذي عين فيه :"الجنزوري، الله يرحمه، يشكل حكومة؟". لكن كلماته هو اثبتت أنه هدف سهل للسخرية منذ ذلك الحين.
فقد قال مدافعا عن تقدمه في السن في برنامج حوار تلفزيوني ظريف: "لست هنا من اجل رفع الاثقال. أنا هنا لإدارة دولة".
وجمع عدد من لقاءاته مع الإعلام الإخباري التي يتذكرها الناس ما بين الكوميديا والتراجيديا. وفي مؤتمره الصحافي الأول، مثلا، تباهى باستقلاليته غير المسبوقة، ولكنه اشار أكثر من مرة الى التعليمات التي تلقاها من أعلى ضابط في الجيش، المشير محمد حسين طنطاوي، 76 عاما.
وفي ظهوره الشهير يوم 17 كانون الأول (ديسمبر)، اعلن الجنزوري أن الحكومة التي يقودها الجيش لن تستخدم مطلقا العنف ضد المحتجين في اللحظة ذاتها التي كانت الشرطة العسكرية تقتحم ميدان التحرير وتضرب المدنيين بالهراوات، في هجمة اسفرت عن عدة قتلى في نهاية اليوم. ولم يكن ذلك مضحكا جدا.
وكثيرا ما يتشتت في بياناته العامة، أو حتى ينسى اتجاه كلامه. فقد امتدح يوم أمس الأربعاء مثلا إنجازات الثورة. وقال: "مصر غيرت النظام، مصر أجرت انتخابات لم يشوّش عليها أحد من الخارج، مصر ستصل إلى كذا وكذا وكذا".
ولكنه كان ينزلق في أحيان أخرى إلى صراحة مذهلة، مثل إعلانه على التلفزيون الحكومي أن اصدقاءه القدامى من السياسيين يرفضون، منذ توليه منصبه من المجلس العسكري، لقاءه في مكتبه، وكأنه "المندوب السامي للاحتلال".
ومع ذلك، فقد بدا وكأنه يحاول يوم أمس استخدام سنه كرصيد. وفي مؤتمر صحافي حول الاقتصاد أمس أمام مجموعة منتقاة من إعلاميي الحكومة- كان يناديهم كلهم بأسمائهم الأولى- تبنى لهجة أبوية لطيفة.
وقال، موضحا أنه أكبر سنا من أن يجيب عن أكثر من ثلاثة اسئلة: "اشفقوا على ابيكم". وتمازح مع صحافية قائلا: "صفية، اشعر وكأني والدك".
وعندما سالته عن الفكرة السائدة بين الناس بأن المجلس العسكري الحاكم سيسلم السلطة للبرلمان المنتخب حديثاً عند اجتماعه في وقت لاحق من هذا الشهر، وصل جوابه الذي اشتمل على كلمات كثيرة الى حد كلمة "لا" ابوية. فقد ألح على الشعب ان يكون صبورا خلال المرحلة التي سيشرف فيها الجيش على صياغة دستور جديد، وعلى انتخابات رئاسية خلال الشهور الستة المقبلة.
وقال الجنزوري بمفردات قاموسه المشتت، الذي هو ماركة تجارية، مشيرا كما يبدو الى المجلس العسكري الحاكم باعتباره كيانا أبويا وطنيا: "على مستوى العائلة، إذا تخلى الاب عن مسؤولياته، فسيكلف شخصا آخر بالقدوم ويسأله اين هو".
وعندما لمح الصحافيون الى أن رئيس البرلمان عادة ما يعتبر خلفا للرئيس بموجب الدستور المصري تجاهل الجنزوري ذلك أيضا، وقال: "دعونا نتكلم بعيدا عن الدستور والأرقام. إذا استيقظنا ذات صباح ولم نجد احدا يدير البلاد، فمن الذي سيديرها؟".

الدستور

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire