من يهاجم الجيش يهاجم مصر كلها

  الكاتبة أميرة أبو الفتوح :

التي قالت يوم الخميس في 'الوفد' بغضب شديد: 'من ألقى حجراً أو زجاجة مولوتوف على جندي في جيشنا العظيم، أو من وجه إليه سباباً، فكإنما ألقاها على الدولة المصرية ذاتها والشعب المصري بأكمله، وهو إما جاهل بتاريخ هذا الوطن ودور جيشه البطل في الحركة الوطنية لبلاده ودفاعه الباسل عن حدوده ضد الأعداء وما أكثرهم على مدار تاريخه العريق، أو سفيه لا يعني أن شرفه وكرامته منبعها هذا الجيش العظيم، أو جاحد وكاره لهذه الأرض الطاهرة الطيبة كنانة الله في أرضه، لأسباب عدة لا مجال لسردها الآن، أو خائن استخدمه العدو الصهيوني لتدمير مصر، لأن الجيش هو العمود الفقري لأي دولة وفي كل الأحوال هو عدو لهذا الوطن!

ومن سخريات القدر أو من سوء الطالع أن يجيء اليوم الذي يهان فيه الجيش المصري من قبل 'شوية صبية متهورين ومضللين وبلطجية حشاشين' ونرى ثورجية الإعلام وزعماء الفضائيات وبلطجية السياسة يدافعون عنهم ويتبنون وجهة نظرهم ويزايدون عليهم وينافقونهم! والله لا أدري ماذا أقول لابد أننا نعيش آخر الزمان وأن يوم القيامة صار بين ليلة وضحاها! بفضل زعماء الفضائيات لعنة الله عليهم وعلى أصحاب تلك الفضائيات الهدامة التي تريد أن تخرب مصر، ومن دواعي السخرية أنهم يزعمون أنهم لا يهاجمون الجيش إنما يهاجمون المجلس العسكري وهو قول زور وكلامهم كله زور وافتراء، فهو حق أريد به باطل لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة جزء لا يتجزأ من الجيش وأعضاءه هم قادة فرقه المختلفة، ثم استعمالهم المتكرر والممل للفظ 'عسكر' غير موجود أصلاً في مفرداتنا اللغوية ولكنه موجود في إسرائيل ودول أخرى!

هذه الثورة المباركة لم يصنعها هؤلاء المعتصمون داخل مدينة الانتاج الإعلامي، بل صنعها الشعب كله ولولا وقوف الجيش بجانبها وحمايته لها والتحامه معها في مشهد أسطوري سجله التاريخ لم تنجح، إنها ثورة شعب بأكمله والجيش جزء لا يتجزأ من الجسد الشعبي ومن يقول غير ذلك إما جاحد أو منافق أو جاهل'.

القدس العربى