mardi 24 janvier 2012

بين القط والديب! ……. يا شعبى لاتحزن

نصر القفاص

كنت أعتقد قبل ثورة 25 يناير أن الأستاذ «ممتاز القط» حالة متفردة في عالم الصحافة.. وإن كانت الثورة قد أكرمتنا بإبعاده.. فتلك الثورة أنعمت علينا بحالة شديدة التفرد في عالم المحاماة.. أقصده – وظني أنه معروف – الأستاذ «فريد الديب» محامي «الملاك بجناحين».. اعتقدت الأمر قد توقف عند هذا الحد.. فإذا به يشطح، فيذهب إلي حد تشبيه هذا «المخلوع» بأعظم وأكرم الخلق أجمعين.. قال المحامي الفريد المتفرد إن «حسني مبارك» يشبه الرسول عليه الصلاه والسلام – خسئت كلمة تخرج من فيه.. واعتبر الشعب المصري هم أهل مكة قبل الإسلام.. أي أننا «قريش» الزمن الحديث.
لعلنا سمعنا عن طبيب أجري جراحة ناجحة قتل فيها المريض.. ونحن اليوم نشاهد ونسمع محامياً ناجحاً أدان الجيش والشعب والنيابة والداخلية.. ولم يشأ إدانة المجتمع الدولي وسكان الكرة الأرضية.. ربما تحسبا لأن يخرج «المخلوع» من خلف القضبان.. ويغادر السرير الساكن عليه، والذي يستمتع به كما لو كان «بساط الريح» طالبا اللجوء إلي دولة ما.. وكم شهدت تلك المرافعة من تناقضات تثير العجب، للحد الذي يجعلك إذا قرأتها من أولها إلي آخرها.. تعتقد أن عدة تلاميذ في عالم المحاماة كانوا وراءها.. وتعالوا نتابع تلك التناقضات.
أولا: بدأ «فريد الديب» مرافعته مستدرا للعطف علي هذا المريض.. القعيد.. الذي لا حول له ولا قوة.. وهو الذي نصحه بأن يمتطي سريره ذهابا وإيابا.. وإذا به في نهاية المرافعة يزعم أن هذا «المخلوع» ما زال رئيسا للجمهورية، بل يطالب بأن يعود إلي القصر الجمهوري.. أي أن المريض القعيد يجب أن يحكم أمة تخلصت منه كمرض خبيث.. هل فكرتم في ذلك؟! دعونا من تلك ولنذهب للثانية.
ثانيا: الأستاذ «فريد الديب» عندما حاول البحث عن مخرج لقضية التربح والفساد المالي، زعم أنها سقطت بالتقادم.. لم ينف الجريمة لكنه حاول استخدام ورقة الزمن لتهريب موكله من العقاب.. وكذلك فعل مع نجليه.. ونسي أن «حسين سالم» الذي يمثل الصندوق الأسود لجهاز أخذ شكل الإنسان متمثلا في «حسني مبارك» وأقصد أنه يملك تفاصيل أكثر خطورة من كل ما عرفناه.. فراح يهاجمه وينسبه إلي جهاز المخابرات، ويقول إنه كان يعبث في الوطن دونما دراية أو علم من «المخلوع».. وعندما وصله زئير «حسين سالم» من إسبانيا انصرف عن الرجل.. ثم استند إلي أن «حسني مبارك» يجب أن يذهب إلي محاكمة عسكرية للنظر في مسألة فساده وتربحه.. ولم يذكر أو يطلب محاكمته عسكريا عن قتل المتظاهرين.. كل هذه «السلاطات» أتحفنا بها الفريد المتفرد ليتجاوز إمكانات وقدرات «ممتاز القط» في الصحافة!
ثالثا: جعل «فريد الديب» من موكله «ملاكا» ثم شبهه بالرسول الكريم.. وبما أنه لا يعرف معني كلمة ملاك ولا مضمونها، فضلا عن عدم إدراكه قيمة سيد الخلق أجمعين.. فقد انطلق ليهذي خالعا عليه كل ما هو نبيل.. فوصفه بأنه الشريف والعفيف وطيب القلب.. للحد الذي جعل الناس تموت ضحكا في عز الدراما.. وهذا عندما يحدث لا يؤكد سوي شيء واحد.. أن الممثل مستواه رديء ولا يجيد تقديم دوره.. وضمن التناقض أنه انتهي إلي وصفه بأنه النسر الجريح، ومعلوم بالضرورة أن النسر يعيش في الأعالي بينما موكله لم يعش في غير مستنقعات الفساد وإهدار قيمة الوطن مع قتل كل قيمة علي أرضه.. وقتل كل موهوب كان يطل رأسه خلال فترة حكمه.
الفريد المتفرد محامي «المخلوع».. اعتقد أنه «جاب الديب من ديله» عندما قال أنه تمسك منذ بداية المرافعة حتي نهايتها بوصف «المخلوع» أنه رئيس الجمهورية.. ثم أخرج «الفيل من المنديل» زاعما أنه يجب أن يخرج من القفص ليعود حاكما لمصر.. ونسي أن موكله تحدث صوتا إلي قناة العربية ليؤكد أنه كان رئيسا.. وأنه ترك السلطة.. أي أن الاستاذ «فريد الديب» يعلم أن تلك المرافعة الرديئة لا تنقذ متهما علي الإطلاق من الجرائم التي يواجهها.. بل إنه لم يخاطب المنصة.. ولم يخاطب القاعة.. ولم يخاطب الرأي العام.. ولم يستند إلي قانون أو منطق.. لكنه كان يخاطب فقط «المخلوع» وأولاده، مع البلطجي الذي كان وزيراً لداخليته.. وللحقيقة هو كان يخاطب شعبا لا يتجاوز عدده 18 مواطنا يطلقون علي أنفسهم «آسفين يا ريس».. فضلا عن 22 من الذين يزعمون أنهم «أبناء مبارك».. وكلهم لم يدلنا أحدهم علي اسم أم!
لقد نجح الأستاذ «فريد الديب» في تحويل تراجيديا محاكمة «مبارك» إلي فانتازيا يعجز عن تقديمها المخرج العبقري «رأفت الميهي».. المهم أنه أبرأ ذمته وأفرغ علينا ما في جوفه من كلام! وبما أنه محام يشار إليه بالبنان، ويجب أن أخشاه إذا أخذني إلي ساحات القضاء..
أمسك عند هذا الحد.. وأؤكد له أن مصر المحروسة أكرمها الله بأمثاله من المحامين.. فلو أن هناك رجل قانون يقف في محراب العدالة مدافعا عن متهم، لديه بقايا ضمير لما فعل ما أقدم عليه الفريد المتفرد محامي «المخلوع».. وسننتظر باقي المحامين لعلنا نجد لديهم ما يجعلنا ننسي حكاية «المخلوع» ونركز بجدية وعقل مع أسنان اللبن التي تحيط به.. وأقصد بهم وزير الداخلية وخلفاءه غير الراشدين!

روز اليوسف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire