jeudi 9 février 2012

مصر وتاريخ مشرف : (العصيان المدنى فى ثورة 1919)

138

منذ 93 عاما قام الشعب المصرى بأول ثورة سلمية عرفها التاريخ الحديث والتى كان من أهم أسبابها هى رغبة المصريين بالحصول على الاستقلال وحق تقرير المصير طبقا للمبادئ الأربعة عشرة التى دعا إليها الرئيس الأمريكى (ويلسون) آنذاك.

فعندما انتهت الحرب العالمية الأولى بفوز الحلفاء وردد العالم مبادئ ويلسون الأربعة عشرة على اعتبار أنها ستنصف الشعوب المقهورة استناداً إلى مبدأ حق تقرير المصير، ذهب زعماء مصر يرأسهم سعد زغلول إلى المندوب السامى البريطانى (ونجت) للحصول منه على موافقة على السفر إلى باريس لعرض قضية استقلال مصر على مؤتمر الصلح ولكن (ونجت) كان قد تلقى أوامراً من الحكومة البريطانية برأسة (بلفور) آنذاك جاء كالتالى «الوقت الذى يصبح فيه ممكناً منح مصر حكماً ذاتياً لم يحن بعد» و لهذا رفض (ونجت) طلب سعد، بدعوة أن سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى لا يمثلون الشعب المصرى وليست لهم أي صفة رسمية،

140

وهنا قام الوفد بطبع آلاف التوكيلات وتوزيعها فى كل أقاليم مصر للحصول على توقيع المصريين عليها، ومع توالى الآلاف من توقيعات المصريين على الديوان السلطانى تعلن تأييد سعد والوفد المصاحب له؛ خشى (ونجت) من تبلور زعامة مصرية جديدة بعد أن خلت الساحة من زعيم يلتف حوله المصريون بعد وفاة مصطفى كامل وهجرة محمد فريد، فقام بالقبض على سعد زغلول ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى وأرسلهم إلى بورسعيد فى يوم 8 مارس 1919،

139

ومن هناك تم نقلهم فى إحدى السفن الحربية إلى مالطة. لكن فى اليوم التالي، يوم 9 مارس 1919 وهو اليوم المشهود فى تاريخ الأمة المصرية كانت المظاهرات تشعل نيران الثورة والتى بدأها طلبة الجامعة المصرية وفى غضون يومين امتدت المظاهرات لتشمل جميع الطلبة بمن فيهم طلبة الأزهر وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت فى جميع الأنحاء من قرى ومدن.

ففى القاهرة قام عمال الترام بإضراب وتم شل حركة الترام شللا كاملا،

ثم إضراب عمال عنابر السكة الحديد يوم 15 مارس

وأضرب سائقو التاكسى

وعمال البريد والكهرباء والجمارك،

137

وشاركت النساء فى المظاهرات لأول مرة فهزت المجتمع بجرأتها ووطنيتها وقاموا بمظاهرات نسائية كبرى فى يوم 16 مارس وأخرى يوم 20 مارس،

تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية.

كما اضرب المحامون فى 2 إبريل وانضم موظفو الحكومة للإضراب فى نفس اليوم.

141

شارك فى المظاهرات والاضرابات جميع طوائف الشعب من عمال وفلاحين وتجار وغيرهم، وبرزت الوحدة الوطنية فى أروع صورها باتخاذ الثورة للهلال والصليب شعاراً لها. وهنا لم تجد انجلترا مفرا إلا من الإفراج عن سعد ورفاقه والسماح له بالسفر إلى باريس. إن أرادة الشعب المصرى فى تغيير الواقع وفى تحديد مصيره هى إرادة لا حدود لها، إنها الإرادة التى يتحدث عنها العالم الآن وسيتحدث عنها لقرون وقرون قادمة.. وطبعا الكلام ليكى يا جارة...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire