mardi 14 février 2012

تورط المخابرات والمجلس العسكرى والإخوان والحكومة فى مجزرة بورسعيد

59

الجناة يعرفون انفسهم لكنهم يغسلون ايديهم من دماء شهداء بورسعيد.. من يملك حقن الدماء ولا يفعل مصيره مثل مصير من اريق دمه لكنه لن يعد من الشهداء ولكم فى معمر القذافى أسوة حسنة

كانت المخابرات أيضًا حاضرة فى مجزرة بورسعيد فالجهاز هو الوحيد الذى يعمل وبكامل قوته ولديه من المعلومات ما يمكنه به حقن الدماء لقد ذهب الإخوانى محمد البلتاجى وعلى صفحته عبر الفيس بوك إلى الدور الخفى للمخابرات فى مجزرة بورسعيد بل ذهب إلى دورها فى الأحداث الخطيرة التى وقعت فى مصر منذ قيام ثورة 25 يناير منها ما جرى من فتح السجون وموقعة ماسبيرو ومسرح البالون

كان مريبا غياب الداخلية عن استاد بورسعيد فى مباراة سبقتها مشاحنات بين الجماهير.. كان مريبا اكثر أن يتم التخلص من مدير أمن بورسعيد قبل المبارة بـ10 ايام.. وقتها خرج علينا الهمام إبراهيم يوسف لاعب الزمالك السابق على فضائيات الرياضة المحرضة على الثورة والثوار ليقول: يا جماعة مدير الأمن خرج على المعاش وفى قرار من الوزارة بعد الثورة بعدم المد لأى شخص» تحدث ابراهيم يوسف على انه العالم ببواطن الأمور باعتبار انه ضابط شرطة سابق..

لكن محمد ابراهيم وزير الداخلية خرج فى مؤتمر صحفى ليقول إن مدير الأمن تم نقله لأسباب صحية.. هنا لا بد أن تشم رائحة كريهة ألم يكن فى إمكان الوزير أن يبقى على مدير الأمن حتى يشرف على تأمين هذه المباراة؟!.. ألا يعنى ذلك أن هناك شيئاً مدبراً تم فى ليل؟!.. لو أرادت الداخلية أن تتجنب هذه المجزرة لقامت بدورها مثلما جرى فى مباراة الأهلى وغزل المحلة.. لكنها مثلا المجلس العسكرى تريد تأديب المصريين..

لقد ذهب وزير الداخلية إلى البرلمان الهزلى بعد تقديم عدد من الاستجوابات ضده وما إن بدأت الجلسة حتى تأكد للجميع انه لا يوجد استجواب ولا يحزنون.. هم منحوا الفرصة للوزير ليقول ما يريده.. ذهب الوزير ومعه بيأن ألقاه على الجميع لا تخرج منه بشىء مفيد.. كان مثل الشخص الذى يقدم لعناوين الصحف.. تلى ما شاهده المصريون على الهواء.. كان الوزير فى المجلس اشبه بمواطن لا حيلة له.. فالوزير لديه من الإمكانيات ليس فقط للكشف عن الجناة وانما تجنب وقوع الجرائم والكوارث .. لديه اجهزة تنصت تركب على تليفونات المصريين .. ولديه من المرشدين والمخبرين ما يرصد تحركاتهم ويعد انفاسهم.. اللهم إذا كان الوزير يعرف من هم هؤلاء الجناة جيدا ويحتفظ بأسمائهم لنفسه وللمجلس العسكرى.. لقد وقف الوزير وعلى طريقة عادل امام فى مسرحية شاهد ماشافش حاجة ليقول انه عندما وصل إلى وزارة الداخليه» قالوا له إن هناك من يريد اقتحام وزارة الداخلية.. لما الوزير بيقول «قالوا له» امال المصريين يقولوا ايه..

لم يكن الإخوان بعيدين عن مجزرة بورسعيد.. كانوا قريبين منها إلى درجة كبيرة .. لا يمكن أن تبرئ ساحتهم منها.. ولا يمكن أن تتقبل بياناتهم المراوغة وتصريحاتهم الملتوية .. إذا كان المجلس العسكرى قد ألقى بالمسئولية على الطرف الثالث هم أيضا خرجوا وقدموا متهما جاهزاً .. اتهموا نظام مبارك أنه وراء الأحداث.. اتهموا نزلاء طرة بأنهم هم من دبروا المجزرة ودفعوا أموالاً طائلة لمرتكبيها.. وهى تهمة روج لها الإخوان بقوة حتى يبعدوا النظر عنهم فلا يلتفت أحد إلى مافعلوه قبل المجزرة وبعدها.. قبل المجزرة فقدت الجماعة ثقتها فى نفسها.. اعضاؤها شعروا بأن قوتهم التى يروجون لها لا قيمة لها أمام قوة الشارع التى تخيلوا أنهم يحكمون قبضتهم عليه.. لقد أدخل المصريون الرعب إلى قلوبهم عندما نزلوا فى مشهد رهيب يوم 25 يناير.. خرحوا ليؤكدوا أن الثورة مستمرة بينما الإخوان يريدون تصويرها على أنها احتفالية..

فى هذا اليوم هتف المصريون ضد الإخوان .. طردوهم من رحمة الميدان.. اسمعوهم ما لم يتخيلوه فعجزوا عن الرد.. كانوا يسمعون الشتائم فيلتزمون الصمت خوفا.. كانت الصفعة أقوى أمام البرلمان عندما ذهب اليه الثوار وحاصروهم بالهتافات فى برلمان اختطفوه فى غفلة.. فى هذا اليوم استعد الإخوان بميليشيات لتأديب الثوار بدعوى حماية البرلمان منهم رغم انه لم تكن هناك دعوى باقتحام برلمان أو ممارسة عنف فهم من ارادوا جرجرة الشباب إلى معركة لتقديمهم كمتهمين أمام الرأى العام.. هم من مارسوا عنفا تجاه النساء قبل الرجال.. كان المشهد مرعبا ايضا..

خاف الإخوان على ما حققوه من مصلحة شخصية حتى الآن.. كانت رسالة الشباب قاسية.. لم يكن فى جرابهم ما يصرف النظر عنهم سوى كارثة كبرى تخطف الانتباه فلا يتحدث أحد عن مدنية دولة أو تزوير انتخابات أو انتخابات رئاسية وقد وقعت مجزرة بورسعيد.. المجزرة التى استفادوا منها أيما استفادة.. المجزرة التى جنوا ثمارها قبل أن تجف دماء الشهداء.. لكنهم لن يستمتعوا بثمار جنوها.. فقد كان رد الألتراس عليهم وعلى العسكر قويا.. التنظيم الذى يهدد عرشهم.. التنظيم الذى ستجده فى كل بيت مصرى.. التنظيم الذى يهدد مشروع الإخوان.. الألتراس قوة لا يستهان بها.. قوة تفتقدها كل الأحزاب والقوى السياسية التى لا تجتمع على كلمة واحدة أو هدف واحد.. قوة الألتراس فى كلمته «الموحدة» وفى تحركه «الموحد».. وفى ذلك خطر على الجماعة لو تعلمون عظيم..

ووجب عليها هنا ازاحته من طريقها.. ستجد الجماعة ومن خلال برلمان يسيطرون عليه تقوم بتصدير الألتراس على أنهم متهمون.. لجان تقصى الحقائق المشكلة بمعرفتهم لن تقدم جانيا حقيقيا ربما هنا تحمل ما يجرى بجوار وزارة الداخلية للألتراس للتخلص منهم.. لقد خرج كبيرهم –المرشد- مساء مجزرة بورسعيد ببيأن يلقى فيه بالمسئولية على بعض ضباط الداخلية-لاحظ بعض- وعن تقاعس السلطة عن حماية المواطنين دون أن يحدد من هى السلطة وإن كانت اشارة إلى المجلس العسكرى دون أن يصرح بذلك فهو لا يريد قطع العلاقة الآن .. لا يريد أن ينتهك اتفاقا عقدوه مع العسكرى الآن.. هم حتى هذه اللحظة فى خندق واحد.. العسكرى اوصل الإخوان إلى البرلمان وعلى الإخوان أن يردوا الهدية بأحسن منها .. عليهم أن يؤمنوا خروجه وأن يضمنوا بتشريعاته عدم الاقتراب من ميزانية الجيش أو التفكير فى الرقابة على اقتصاده.. عليهم عدم محاسبة رجال المجلس العسكرى مهما كانت كوارثهم.. لكن انتهاك العهود سيقع حتما وهى عادة الإخوان ولن يشتروها .. تاريخهم ملىء بالخيانة وملىء بالمراوغة حتى لو كان ذلك على حساب وطن بأكمله.. الحكم بالنسبة لهم ليس متعة وانما جهاد كما قال سيدهم حسن البنا، والجهاد يعنى انك لا تعدم حيلة كى تنتصر.. يعنى أن كل شىء مباح والجهاد خدعة حتى تنال ما تريده.

لقد ذهب المصريون وبعد أقل من ساعة من وقوع مجزرة بورسعيد إلى الربط بينها وبين موقعة الجمل.. فعلوا ذلك وعلى الفضائيات الرياضية قبل الفضائيات العامة وقبل أن يعمل تويتر والفيس بوك بنشاط.. ربطوا بينها وبين الطريقة التى جرت بها موقعة الجمل وبين التوقيت ايضا..فى موقعة الجمل تخيل نظام مبارك وبعد خطابه المؤثر الذى قال فيه إنه عاش هنا ويريد أن يموت هنا أن قتل ثوار التحرير فى اليوم التالى للخطاب سيكون أولا تأديبا لثوار خرجوا وتطاولوا عليه، وثانيا أن المصريين فى البيوت سيتقبلون هذا الفعل لكن موقعة الجمل هى من كتبت نهاية النظام.. هى الموقعة التى افقدته شرعيته فى الحكم.. هى من خلصتنا من «منّة» علينا بأنه حمى ارواحنا فى أكتوبر فإذا به يزهقها فى ميدان التحرير.. وكما راهن مبارك راهن المجلس العسكرى .. تخيل المشير أن دعوته لحرب أهلية بين المصريين ستجد ترحيبا فإذا بها تتحول إلى حرب عليه.. خرج عليه المصريون يطالبون بإسقاطه ومحاكمته.. استقبلوا قطار المصابين فى محطة مصر بهتافات مرعبة اظن انه سمعها وهو فى وزارة الدفاع..لقد خسر المشير رهانه!

لم تعد حيل المجلس العسكرى تنطلى على المصريين.. ما حصدوه من محبة فى الأيام الأولى للثورة تحول إلى كراهية بعد مرور سنة عليها.. الدبابة التى ادعى اعضاء العسكرى أنها حمت المصريين هى من عادت لتقتلهم دون رحمة.. هى من عادت لتدهسهم أمام ماسبيرو وأمام مجلس الوزراء.. لقد راهن العسكرى على أن يفقد المصريون عزيمتهم.. أن يفقدوا إيمانهم بهذه الثورة، وفى كل مرة يكتشفون أنهم لن يعودوا إلى الوراء مرة ثانية.. لن يسبحوا بحمد نظام خلعوه، ولن يقبلوا بقيادة أحد منهم حتى لو جرى إرهابهم.. فى كل كارثة يخرج المشير ليلقى كلمة لا تصيب هدفا ولا تحقق نتيجة.. فى كل مرة يقول كلاما يحفظه الناس جميعا وعليه أن يريح نفسه وألا يخرج مرة أخرى.. يكفى أن تعيد اى كلمة له لن تجد فيها جديدا.. لقد ذهب المشير محمد حسين طنطاوى إلى مطار ألماظة ليكون فى استقبال الطائرة التى تحمل لاعبى الأهلى وعدداً من المصابين.. مارس دورا كان يقوم به مبارك طوال سنوات حكمه..

فى المطار وجه المشير كلمة للشعب فيها ما سبق أن قاله من انهم-اى العسكر- ماضون فى نفس الطريق-لاتعرف اى طريق-، وأن البلد زى الفل تمام التمام والحالة الأمنية مستقرة وأن مصر لن ينال منها أحد .. كلام لا يليق بكارثة يجهل المشير حجمها وأثرها .. كلمة تعنى ان حسه السياسى غائب..لكن كله كوم وما أضافه كوم آخر.. لقد قال بالنص :«عايزين الشعب المصرى ما يقعدش .. اللى عمل كدا افراد من الشعب .. الشعب المصرى ساكت عليهم ليه.. لازم كله يشترك».. هى دعوة إلى حرب أهلية.. دعوة لأن يقتل المصريون بعضهم البعض.. أن يفعلوا ذلك نيابة عنهم وعن الداخلية تفاديا لمصير لا يرتضونه لأنفسهم.. تجنبا لمحاكمة قد تطول رقابهم.. محاكمة يكون قضاتها من الشعب الذى وثق فيه ووضع ثورته تحت تصرفهم فإذا بهم يقدمونها على طبق من فضة إلى الإخوان والسلفيين.. إذ بهم مع كل جريمة يلقون بمسئوليتها على الطرف الثالث-اللهو الخفى-، وكأنهم لا يحكمون هذا البلد ولا يتصرفون فيه مثلما كان نظام مبارك يفعل.. إذا كان العسكرى لا يعرف الطرف الثالث وهو المسيطر فمن يعرف؟!.. هم يضعون أيديهم على كل شىء فى الداخلية، ولن يكن مدهشا إذا قلنا إنهم من يديرونها.. فقد ذكر زياد العليمى وتحت قبة برلمان الإخوان أن اللواء العصار اتصل من وزارة الداخلية بعدد من النشطاء لوقف ما يجرى بجوار وزارة الداخلية.. معنى ذلك أنه يديرها.. لا تقولوا انه ذهب لتأمين مبنى الوزارة وانه كى يفعل ذلك لا بد أن يكون هناك فهو قول لن يصدقه أحد.
لم يكن غريبا أن تستيقظ مصر كلها على مجزرة بورسعيد.. لم يكن غريبا أن يتم قتل 74 مصريا على الهواء ولا أحد يفعل شيئا.. هذه المجزرة لن تكون الأخيرة ولا تندهش إذا رأيتها تتكرر مرة أخرى وبصورة أكثر وحشية.. لا تندهش إذا استيقظت يوما ورأيت مصر كلها تحرق أمامك .. لا تندهش إذا رأيت السلب والنهب والتخريب والقتل والاغتصاب والفوضى على الهواء مباشرة.. إنها الحرب الأهلية التى يراهن عليها المجلس العسكرى والداخلية والإخوان.. هى الفوضى التى ستبقى كل منهم فى مكانه.. المجلس فى السلطة والداخلية تسترد طغيانها وفجورها والإخوان فى البرلمان وما يستجد من سلطة..

الفوضى هى المناخ المثالى لبقاء هؤلاء.. الإخوان يعملون بنشاط فى مثل هذه الأجواء.. قد تتقبل بكاء المصريين على شهداء بورسعيد.. قد تتقبل لطمهم على الخدود وشق الصدور.. لكن لا يمكن أن تتقبل بكاء المجلس العسكرى.. لا يمكن أن تتقبل لطم الإخوان فى البرلمان.. دموعهم غير حقيقية.. يبكون ليغسلوا أياديهم من مجزرة .. دماء الشهداء فيها معلقة فى رقابهم .. انظر إلى أياديهم لترى الدماء التى تسيل منها.. اقرأ تصريحاتهم ليتأكد لك أنهم يعاقبون شعباً بأكمله على ثورة أطاحت بنظام تربوا فى خيره ويدينون له حتى هذه اللحظة.. نظام ما زالوا يحمونه حتى لو قدموه إلى محاكمة هزلية قد يخرج منها مثل الشعرة من العجين حتى لو كان خروجه يعنى خراب هذا البلد.. إذا أردتم تقديم جناة لهذه المجزرة فهم من يحكمون الآن.. هم من حازوا الأغلبية فى برلمان تلاحقه الاتهامات.. هم من يؤمنون بالعادلى إيمانا مطلقا.. لكن كل واحد منهم راح يغسل يديه من دماء الشهداء.. كل واحد منهم راح يلقى بالمسئولية على الآخر فى مشهد لا يمكن لعين أن تخطئه.

الفجر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire