samedi 11 février 2012

الساعات الأخيرة لتنحى "مبارك"..

163

ننشر أخبار الساعات الأخيرة لتنحى "مبارك".. "اليوم السابع" انفرد بنشر خبر مغادرة "المخلوع" السلطة قبل ساعات من بثه عبر التليفزيون وتدخل نجله لتعديله.. و"سليمان" ينهى الموقف بنقل السلطة لـ"العسكرى"

تعيد "اليوم السابع" نشر عدد من الأخبار التى ارتبطت بالساعات الأخيرة للرئيس المخلوع حسنى مبارك قبل أن ينقل صلاحياته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وكان "اليوم السابع" انفرد بنشر الخبر الخاص بتنحى الرئيس السابق وبالتحديد يوم الخميس 10 فبراير 2011، قبل ساعات من نقل مبارك صلاحياته للمجلس العسكرى، حيث كانت مصادر مطلعة بالتليفزيون المصرى كشفت لـ"اليوم السابع" أن مبارك بدأ فى تسجيل خطابه الخاص برحيله نهائياً عن منصب رئيس الجمهورية، قبل أن يتدخل جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، ويقوم بتعديل الشريط الخاص بالتنحى.
وعقب نشر "اليوم السابع"، لخبر مغادرة مبارك للسلطة، خرج الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء، فى تلك الأثناء، قائلاً:"إن كل شىء فى يد الرئيس حسنى مبارك ولم يتم اتخاذ أى قرار حتى الآن"، موضحاً فى يوم 10 فبراير قبل ساعات من رحيل مبارك نهائياً عن السلطة، أن كل ما يدرس فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخطر به القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مرت ساعتان، على خطاب مبارك الأخير الذى أعقبه فى اليوم التالى خطاب عمر سليمان، حتى كشف مسئول أمريكى رفيع المستوى، أن حسنى مبارك وافق على تسليم سلطاته لنائبه عمر سليمان، وأبلغ ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، وفقا لـ"CNN" الكونجرس الأمريكى بأن هناك احتمالا كبيرا وقويا بأن يتنحى مبارك اليوم، الخميس، وذلك قبل التظاهرة الضخمة التى دعت إليها مختلف القوى غدا، الجمعة، وأسمتها بـ"مظاهرة التصعيد".
واستمرت ردود الأفعال يوم الخميس 10 فبراير 2011، على خطاب مبارك الهزيل فى تلك الأثناء، حيث توقع عدد من الخبراء الدستوريين تشكيل مجلس رئاسى عسكرى فى حالة تنحى الرئيس مبارك، وتوقع خبراء فى القانون الدستورى عدة سيناريوهات محتملة فى حالة تسليم الجيش الأمور حال تنحى رئيس الجمهورية.
وأشار الخبراء إلى أن هناك احتمالات بعودة الأحكام العرفية العسكرية أو تشكيل مجلس رئاسى عسكرى.
وحول السيناريوهات التى كانت متوقعة، قالت فوزية عبد الستار، رئيسة اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقا، بأن تنحى، يعتبر مثل الاستقالة، وينص الدستور بأن يتولى رئيس مجلس الشعب، أو رئيس المحكمة الدستورية العليا، أو يشكل الجيش مجلساً رئاسيا، أو يعين من يشاء.
فيما أكد الدكتور حسن أبو طالب، الخبير الاستراتيجى بمركز دراسات الأهرام "أن السيناريو الأقرب الآن بعد الإعلان عن الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة هو أن يتنحى، ويسلم السلطة للجيش عبر مجلس عسكرى انتقالى لإدارة شئون البلاد، وفى هذه الحالة سيفرض الجيش الأحكام العرفية العسكرية والتى تعد الأخطر وتقتضى هذه الأحكام إلغاء الدستور الحالى وحل مجلسى الشعب والشورى، وأن تظل البلاد تحت الحكم العسكرى لفترة انتقالية تجرى فيها انتخابات مجلسى الشعب والشورى والعمل على إصدار دستور جديد، مشددا على أنه ليس فقط مجرد حظر التجوال أو نزول الجيش دون فاعلية كما هو الآن.
أما السيناريو الثانى، وفقا لـ"أبو طالب" فهو تفويض نائبه عمر سليمان لكل صلاحيات الرئاسة وإعلان قرار جمهورى بتعديلات دستورية فى مواد انتخاب رئيس الجمهورية تسمح بالانتخاب الحر المباشر بعيداً عن قيود المادة 76 وتعديل المادة 77 بتحديد مدة الرئاسة.
وأشار أبو طالب إلى أنه "وفقاً للبيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فإن السيناريو الأول هو الأقرب للتنفيذ من خلال ما أكده البيان"، وبذلك "يعتبر فى كل الأحوال أوفى بوعوده للشعب ومن ثم يسلم السلطة لنائبه أو للجيش".
فى تلك الأثناء، توافد الآلاف على ميدان التحرير بعد الإعلان أن، مبارك سيلقى كلمة اليوم، الخميس، من مقر الرئاسة، وتمنى المتظاهرون أن يعلن مبارك خلال هذا البيان عن تنحيه عن منصبه، وسيطرت حالة من الترقب على المتواجدين بالميدان وشوارعه الجانبية انتظارا لخطاب مبارك وما سيسفر عنه، كما يسود الحذر بين المتواجدين، وفى السياق نفسه أدى توافد الآلاف على الميدان إلى اصطفافهم على هيئة طوابير طويلة فى كل مداخل ميدان التحرير.
وأعلن مبارك تفويض اللواء عمر سليمان بكافة سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية وفق الدستور، مؤكداً تعديل 5 مواد فى الدستور هى المواد 77 و88 و93 و179 و189 وإلغاء المادة 179، رافضاً التدخل الأجنبى فى شئون البلاد، معتذرا للضحايا وشهداء ثورة الغضب، ومحاسبة المسئولين عن العنف الذى وقع فيها.
كما قال الرئيس مبارك خلال خطابه والذى ألقاه مساء اليوم إننى على اقتناع تام بصدق نوايا الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير، لافتا إلى إلغاء قانون الطوارئ مع عودة الهدوء إلى البلاد، مؤكدا عدم الترشح لفترة ولاية سادسة لرئاسة الجمهورية.
واستقبل المتظاهرون بميدان التحرير والشوارع المؤدية له خطاب مبارك برفض قاطع وهتافات احتجاجية، وطالبوه بالتنحى فورا، واعتبروا أن الخطاب لم يكن مرضياً لهم على الإطلاق، ووصفوه بأنه أقل من مستوى طموحاتهم، وهتف الآلاف "على القصر رايحين شهداء بالملايين"، فى إشارة إلى أن المظاهرات المقررة غداً الجمعة قد تمتد إلى قصر الرئيس بمنطقة مصر الجديدة رغم الإجراءات الأمنية المشددة هناك.
فى الوقت نفسه خرجت مسيرة غاضبة من نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت فى اتجاه ميدان التحرير للتعبير عن رفض خطاب الرئيس، والتأكيد على عدة مطالب أساسية، أولها تنحى الرئيس الآن.
فيما استقبل المتظاهرون بالإسكندرية خطاب مبارك بالغضب، وهتفوا مطالبين برحيله فورا، وتعالت الأصوات نحو تدخل الجيش لوضع حل نهائى وشكل المرحلة الانتقالية القادمة.
وأعرب المتظاهرون بالإسكندرية عن رفضهم للنائب عمر سليمان، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة بأن الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية، بالرغم من أنه نفى تلك التصريحات، مؤكداً أن تصريحاته قد فسرت على النحو الخاطئ.
وبعدها، أصدرت منظمة "هيومن رايتس فرست" الأمريكية بياناً عقب خطاب مبارك، الذى أعلن فيه الرئيس نقل مهامه كرئيس للبلاد إلى عمر سليمان، ذكرت فيه: "بيان الرئيس حسنى مبارك مساء اليوم لم يخدم التحول الديمقراطى فى مصر لكنه سيزيد الأزمة".
وقالت المنظمة فى بيانها قبل ساعات من خطاب عمر سليمان، "إن هذا الإعلان يزيد من احتمال حدوث مواجهة مفتوحة بين المتظاهرين والقوات العسكرية، وهى حالة من شأنها أن تمثل سيناريو الحالة الأسوأ فى الشوارع فى مصر"، مطالبة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن تستخدم كل ما لديها صلاحيات الإقناع لتشجيع قادة مصر وخاصة فى "المؤسسة العسكرية" للاستجابة لمطالب الشعب المصرى مع تشكيل سلطة انتقالية شاملة.
وتوالت ردود الأفعال فى اليوم الأخير لمبارك فى السلطة، حيث رفضت القوى السياسية الخطاب الذى ألقاه الرئيس مبارك مساء يوم الخميس، الذى سبق جمعة التنحى، والذى فوض من خلاله اللواء عمر سليمان بما يفوضه له الدستور بإسناد مهام رئيس الجمهورية له، معتبرين أن مطالب الثوار هى رحيل الرئيس مبارك، وأن هذا الخطاب سيصعد الوضع الراهن فى مصر إلى الأسوأ ولن يحل الأزمة، مطالبين المؤسسة العسكرية بسرعة التدخل لحقن الدماء، وأكدت قيادات بحزبى الوفد والتجمع، أن خطاب مبارك لم يأت بجديد، وحذرت من ردود فعل سليبة التى يثيرها الخطاب فى الشارع المصرى.
وخرج الرئيس الأمريكى أوباما مساء أمس الخميس 10 فبراير 2011، ليعلن أن عملية نقل الصلاحيات التى أعلن عنها الرئيس حسنى مبارك "ليس كافيا"، ودعا أوباما، القاهرة، لرسم طريق واضح "لا لبس فيه" نحو الديمقراطية، مطالباً الحكومة بعدم اللجوء إلى "القمع والوحشية" ضد المتظاهرين.
ثم أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانه الثانى، أكد فيه ضمانة تنفيذ الإجراءات التى قدمها الرئيس مبارك فى خطابه مساء الخميس 10 فبراير 2011، كان نصه: "نظراً للتطورات المتلاحقة للأحداث الجارية والتى يتحدد فيها مصير البلاد وما تقرر أمس من تفويض الرئيس مبارك لنائبه السيد عمر سليمان من اختصاصات، وإيماناً من مسئوليتنا، تضمن القوات المسلحة تنفيذ التالى"، إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل فى الطعون الانتخابية وما يلى بشأنها من إجراءات، إجراء الانتخابات التشريعية، والالتزام بالتعديلات التشريعية اللازمة وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وفق التعديلات الدستورية.
بعدها، توجه آلاف المتظاهرين نحو التحرير والقصر الجمهورى للمطالبة برحيل مبارك بعد صلاة الجمعة، واختفت مظاهرات التأييد من الميادين وظهر "أبو تريكة" لأول مرة فى ميدان التحرير وأئمة المساجد يطالبون بالحفاظ على مصر، ليخرج اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، ليؤكد فى بيان يوم الجمعة 11 فبراير 2011، أن الرئيس مبارك قرر تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد.
وعقب خطاب عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الذى كُتبت فيه بداية النهاية لمبارك كرئيس لمصر يوم 11 فبراير 2011، حيث أعلن سليمان تخلى الرئيس مبارك عن منصبه كرئيس للبلاد، بعد أقل من 24 ساعة فقط من تفويضه للقيام بمهامه كرئيس مفوض، خر العديد من المتظاهرين المرابطين بميدان التحرير ساجدين لله، بعدما استطاعوا خلع رئيس جثم على قلوبهم أكثر من 30 عاماً، كانت سنوات عجافا على المواطنين المصريين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire