vendredi 18 mai 2012

مصر.. انتخابات وقودها "المنابر"


مصلون مصريون في ميدان التحرير
أحمد عطا- القاهرة - سكاي نيوز عربية
بين من يدعو بعض المرشحين للوحدة ومن يحذر الناخبين من "الهوى" في الاختيار ومن يدفعهم لترشيح شخصية بعينها، جاءت خطب آخر جمعة في مصر قبل انطلاق أول انتخابات رئاسية بعد الثورة لتظهر تأثير المنابر على أهم استحقاق سياسي تمر به البلاد.
ومن قلب ميدان التحرير، دعا الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم - الذي يلقبه البعض بخطيب الثورة - في خطبته إلى توحد مرشحي الرئاسة الذين "يحملون مبادئ الثورة، حتى لا تتفتت الأصوات وتصب في صالح مرشحي فلول النظام السابق" من وجهة نظره.
وقال شاهين مخاطبا المرشحين الإسلاميين والليبراليين معا: "لو حدث تفتت لأصوات المصريين وجاء الفلول للرئاسة سيكون ذنبنا في رقبتكم. عليكم توحيد صفوفكم والاتفاق على مرشح واحد تتحقق فيه أهداف ثورة 25 يناير".
وبينما دعا شاهين المصلين إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات التي تجرى في يومي 23 و24 مايو الجاري، أكد على أن المصريين "يحتاجون لرئيس قوي وأمين وذي كفاءة".
وخارج المسجد، خطب الشيخ جمعة محمد في عدد قليل من المصلين داخل الميدان، محذرا من انتخاب من وصفهم بـ"فلول النظام السابق".
كما دعا المجلس العسكري الذي يحكم البلاد حاليا إلى ضمان إجراء انتخابات نزيهة.
وفي وسط القاهرة، خطب الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب في المصلين بمسجد عين الحياة، مطالبا إياهم بـ"أداء أمانة الانتخاب واتقاء الله"، ومحذرا من اتباع "هوى النفس".
ودعا يعقوب المرشحين إلى تطبيق الشريعة وحدود الله إذا وصل أي منهم للسلطة، قائلا: "يا عوا يا موسى يا مرسى يا أبو الفتوح، أعلموا أن الجميع سوف يموت وأن الله سيسألكم يوم القيامة هل نصرتم ديني في الأرض؟ هل أقمتم الحدود؟"، في دعوات مباشرة للمرشحين محمد سليم العوا وعمرو موسى ومحمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح".
وأفاد شهود بتوزيع دعاية انتخابية لكل من المرشحين أبو الفتوح العضو السابق لجماعة الإخوان المسلمين ومرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الجماعة بعد صلاة الجمعة.
حسان يدعو لصلاة استخارة
ومن جانبه، دعا الداعية السلفي محمد حسان خلال خطبة الجمعة بأحد مساجد مدينة دمياط شمال البلاد المصريين لأداء "صلاة استخارة" قبل انتخاب الرئيس.
وطالب حسان بانتخاب مرشح "سني صالح"، كما كرر الدعوات بالتوافق على مرشح واحد "إن صحت النوايا لصالح هذا البلد على أن يطبق منهج الله ويحقق الأمن والاستقرار".
لكن الجامع الأزهر اتخذ منحا بدا محايدا بالتركيز فقط على تحذير المصلين من دعوات الاحتجاجات إذا فاز مرشح لا يحظى بقبول فئة من الفئات.
وشدد خطيب الجمعة على أن "صندوق الانتخابات هو الفيصل بين جميع المرشحين".
واقتصرت عدد من خطب الجمعة بحسب إفادات لمصلين تواصلت معهم "سكاي نيوز عربية" على حث الناس على المشاركة الإيجابية في الانتخابات فقط، دون دعوتهم لانتخاب مرشح بعينه.
وفي تعليقه على هذا المشهد الديني السياسي المتداخل، قال الشيخ سعد الدين هلالي رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف إن "استخدام المنابر في الدعاية لمرشح أو تزكيته غير جائز شرعا".
وأوضح في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن كافة المرشحين يجوز انتخابهم شرعا لأنهم استوفوا شروط الترشح بحسب العرف والنص القانونيين، مشيرا إلى ضرورة الاحتكام للقانون في حالة غياب نص ديني هذه المسألة.
وقال إن تزكية علماء الدين لأحد المرشحين "يتناقض مع مبدأ العدل وتساوي الفرص".
وتابع: "بما أن اختيار الشعب للحاكم حق مطلق، فإن اختياره لأي من المرشحين مباح شرعا. لذلك لا يجوز للمشايخ أو أي شخص أن يحرموا ما أحل الله".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire