dimanche 6 mai 2012

"الديمقراطية" تغرق دول "الربيع العربي" في الفوضى

قالت صحيفة "الجارديان" الأحد إن "تحول السلطة الهش إلى الديمقراطية في مصر ينزلق إلى حالة من الفوضى، يأتي هذا في وقت تحذر توقعات المراقبين من انزلاق ثورات الربيع العربي نحو المجهول.
تمرّ مصر هذه الأيام بأخطر مراحل الفترة الانتقالية في ظلّ منظومة معقدة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تهدّد مسيرة الثورة، التي لم تتجاوز إلى الآن سوى مرحلتها الأولى، على غرار أغلب الدول العربية التي عاشت انتفاضات شعبية نجحت في إسقاط الأنظمة إلا أنها لا تزال تتخبّط لتتجاوز مرحلة الانتخابات وتمرّ إلى مرحلة بناء الدولة.
في بداية الثورات كانت التقارير تشير إلى دول "الربيع العربي" على أنها نموذج يسير نحو صنع الديمقراطية، إلا أن هذه النظرة المتفائلة بدأت تخف والتقارير الإيجابية أصبحت تحذّر من خطر ثورات مضادة تهدد بانهيار "الربيع العربي"، بعد أن فشلت الحكومات الانتقالية في الخروج من أزماتها السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
و"ما يحدث اليوم بمنطقة الشرق الأوسط يشير إلى تعثر الربيع العربي، وضياع آمال المتفائلين بالانتقال نحو الديمقراطية والمستقبل الزاهر"، وفق الكاتب الأمريكي توماس فريدمان.
وقال فريدمان، في مقال له في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، “إن بريق الصحوات العربية الإسلامية تلاشى أمام ما يوصف بأنياب الثورة المضادة التي تحاول وأد المستقبل وما يحمله من آمال”. و“بالنظر إلى الأوضاع والتطورات الجارية في تلك البلدان، على المرء أن يدرك أن آفاق عملية انتقال سلمي للسلطة والسير نحو العملية الديمقراطية أضحت واهية”.
واتهم فريدمان بقايا الأنظمة السابقة التي لا تزال تتشبّث بالسلطة بالتسبب في الفوضى السياسية التي تشهدها دول "الربيع العربي".
وتستعدّ مصر لإجراء أول انتخابات رئاسية بعد سقوط نظام مبارك، فيما تستعدّ ليبيا لإجراء أول انتخابات تشريعية بعد سقوط نظام القذافي، إلا أن هناك مخاوف وشكوكا حول إجراء هذه الانتخابات في أجواء ملائمة وفي توقيتها المحدّد.
وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب اتهم من وصفهم بـ"أزلام وأعوان" نظام القذافي بالوقوف خلف إثارة الاضطرابات الأمنية والعسكرية في ليبيا. وجاءت تصريحات الكيب، وسط مخاوف من احتمال أن يؤدي التدهور الأمني والعسكري الراهن في ليبيا، إلى تأجيل الانتخابات.
من جانبه قال إبراهيم صهد، الأمين العام لجبهة إنقاذ ليبيا، إن "ليبيا ما بعد سقوط ورحيل القذافي تواجه تحديات أساسية... وهناك شعور بأمل مشوب بالحذر إزاء ما يمكن أن يشهده الربيع العربي في ليبيا في الشهور القادمة".
وفي مصر تضج الساحة بالصراعات بين مختلف الأطياف السياسية، وترتفع أصابع الاتهام بوجه المجلس العسكري "المتّهم" الأول في عدم استقرار الوضع في البلاد.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة "الجارديان" امس في تقرير لها تحت عنوان "العسكر في مصر يتأهبون للانقضاض على السلطة مع اشتعال المعركة الانتخابية" إلى "أن الانقسام الحقيقي في مصر الذي يلقي بظلاله على الانتخابات ودفع الآلاف إلى الخروج للتظاهر هو الخلاف بين قادة المجلس العسكري والأحزاب السياسية حول تسليم السلطة".
ورأت الصحيفة أن "تحول السلطة الهش إلى الديمقراطية في مصر ينزلق إلى حالة من الفوضى والسبب ليس أعمال العنف ولكنه المجلس العسكري الذي يسعى مع كل تغير يحدث إلى تقويض عملية التحول للديمقراطية مما أشاع حالة من اليأس لدى المصريين".
وأشارت الصحيفة إلى أن أعظم خوف ينتاب القوى السياسية الآن وخاصة جماعة الإخوان المسلمين أن يكون الجيش قد اصطنع هذه الأزمات الأخيرة التي شهدتها مصر ليشعل صراعا سياسيّا أوسع، ويتم تأجيل الانتخابات.
واعتبر نواب مجلس الشعب أن محاولة تأجيل الانتخابات الرئاسية، على خلفية أحداث العباسية الأخيرة، "لعب بالنار" سيؤثر على الأمن القومي والمشهد السياسي بشكل عام وسيدفع بالبلاد إلى المجهول؛ فيما أصدر ثلاثة مرشحين مصريين في الانتخابات الرئاسية بيانا مشتركا حذّروا فيه ممّا وصفوه بـ "محاولات جر البلاد إلى سيناريوهات الفوضى".
وفي سياق قريب، دعا المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتم هاوس" في لندن، في تقرير له تحت عنوان، "الخبز والكرامة والعدالة الإجتماعية: الإقتصاد السياسي للتحول في مصر"، الشخصيات العسكرية في مصر إلى تطوير وبلورة مخططات واضحة للسياسة الاقتصادية للبلاد، محذّرا من أن "الفشل في إصلاح الاقتصاد المصري يمكن أن يقود إلى ثورة ثانية".
ولا يختلف الوضع كثيرا في دول "الربيع العربي" الأخرى، ففي اليمن تشير التقارير إلى أن الثورة اليمنية لم تنجح إلا في تغيير الرئيس عبد الله صالح فيما عدا ذلك فإنها فتحت الباب أمام القاعدة لتتعمّق أكثر في بلد يعاني من الفقر والجوع والأمية ويعيش تأزّما سياسيا خانقا.. فهذا "الطوفان العربي"، وفق تعبير رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى، احتل العراق ودمّر ليبيا وقسّم السودان وهو اليوم يكسر مصر.

العرب أونلاين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire