vendredi 18 mai 2012

لهذا سيفوز مرشح الإخوان

 

اشتمني واتهمـني *** شــــتيمتك بتقــــــوّيني
واعــــمل ما بدا لك  *** عن هدفي ما تبعد عيني
هذه كلمات من الأغنية الأشهر لشباب النهضة المؤيدين للدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.. والحقيقة أن هذه الكلمات واضحة الدلالة بما يكفي في ظل أكبر حملة تواجه الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير.. صحيح أنها لم تكن الحملة الأولى، فأثناء أحداث محمد محمود وانتخابات مجلس الشعب ووُجِه الإخوان بقصف إعلامي في غاية العنف، ولكن الإخوان خرجوا أقوياء بـ43% من نسبة أعضاء مجلس الشعب، كما يتوقع أن يخرجوا أيضا من هذه الحملة برئيس منتخب ينتمي إليهم..
الفريق الذي يتدرب أكثر تكون فرصه في الفوز بالمباراة أكبر
أما لماذا أتوقع ذلك، فلأسباب كثيرة اسمح لي أن أحصي لك بعضها:
أولا: أن الإخوان المسلمين كانوا في جلساتهم السرية داخل أوكارهم السرية في عهد حكم حزب الوفد الليبرالي أيام فاروق، وفي عهد الاشتراكية أيام حكم عبد الناصر، وفي عهد الانفتاح أيام السادات، وفي عهد الرأسمالية المتوحشة أيام مبارك يرددون نشيدهم الأثير: "جدد العهد وجنبني الكلام إنما الإسلام دين العاملين"، فالإخوان يؤمنون بالعمل ويفرق منهجهم بين القول والعمل، وهناك مقولة خالدة تدرس للشيخ حسن البنا تقول:
"إن رجل القول غير رجل العمل، ورجل العمل غير رجل الجهاد، ورجل الجهاد فقط غير رجل الجهاد المنتج الحكيم؛ الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأقل التضحيات"..
هنا نجد تفريقا بين أربعة أنواع أو أربعة مراحل، أولاها القول وبعده العمل وبعد العمل الجهاد ثم يأتي بعد الجهاد ما اسمه الجهاد المنتج الحكيم، ومواصفاته تحقيق أعظم الربح بأقل التضحيات..
لهذا لم يوجه الإخوان كتائبهم لمحاربة أمريكا كما فعل بن لادن، ولم يدخلوا في صدامات مسلحة مع حكامهم كما فعل الجهاديون؛ إذ الجهاد الحكيم يقتضي أولا تغيير النفوس لإحداث التغيير على الأرض، بأقل التضحيات، وهو ما كان..
لا تتخيل أن تستوقف شابا إخوانيا يحمل لافتة لمحمد مرسي وتسخر منه بأنه يجب أن يحمل واحدة استبن؛ لأنه وقتها سيقول لك ما هي دي الاستبن والتانية في البيت! لأنه لن يضيع وقت الحصول على صوت انتخابي في الصندوق في الجدل العقيم مع صوت مضمون أنه ليس له..
ثانيا: لأنه من المعروف أن المهاجم يفقد قوته أولا بما يبذله من مجهود في المهاجمة بينما يبقى المدافع مستريحا إذا تمكّن من الصمود، والذي يهاجم الإخوان في انتخابات الرئاسة إذا لم يتمكن من هزيمتهم نفسيا فإنه هو من يبدد طاقته هباء، بينما يستمد الإخوان من هذا الهجوم تمسكا أكثر بالمنهج وتشبثا بالموقف، لاحظ أنني لا أتكلم عن شوية عيال فرافير كوّنوا ثقافتهم من على فيسبوك ويستمدون ثباتهم وتوازنهم من عدد اللايكات والكومنتات.. بل أتحدث عن شباب تلقى منهجا تربويا مخططا له بدقة لينتج في النهاية ما يمكن تسميته "جنديا".. وبهذا يرهقون المخالفين..
أنت تبدد طاقتك في محاولة إيجاد التهم، والتركيز على السلبيات وتفنيد نقاط الانتصارات وهو يزداد صلابة مع كل اتهام جديد ويقول لك بالفم المليان: "اشتمني اتهمني شتيمتك بتقويني"..
أعجبني أن علماء الإخوان المسلمين ركّزوا منذ فترة طويلة على الوصول لاختراع عجيب جدا يقوم بتحويل طاقة النقد والاتهام إلى طاقة كهربائية يشحن بها العضو الإخواني فيزداد قوة وطاقة للعمل.. تماما مثل طاقة "صراخ الأطفال" في شركة المرعبين المحدودة!
لاحظ أيضا أنه بقدر الهجوم والتكثيف الإعلامي ضد الإخوان يكتسبون أرضا خصبة من قاعدة جماهيرية كبيرة ما زالت ثقافتها هي الوقوف بجوار الضعيف المظلوم اللي الكلّ عليه..
ثالثا: لأن الفريق الذي تتاح له فرصة أكبر للتدريب تكون فرصه في الفوز بالمباراة أكبر، والإخوان يتدرّبون على الانتخابات منذ عشرات السنين، ولديهم برامج وخطط واضحة تنفّذ بمهارة قلما تخيب..
لاحظ أن الإخوان ترشّحوا على نصف مقاعد الشعب في ظل حملة كهذه فحصدوا أكثر من أربعين في المائة منها.. إنها عملية سهلة مجرد جمل معروفة واحد اتنين واحد اتنين لتجد مرشحك في قلب الشبكة.. ولا عزاء للمحللين!
أحيطك علما بما هو أبعد.. الانتخابات في نفسها ليست هدفا للإخوان، بل هي مجرد وسيلة تربوية وحركية للكوادر، وتفتح مجالا واسعا من الاستيعاب للطاقات والوصول لقطاعات جديدة كل يوم، لهذا غالبا لا يخسر الإخوان حتى وإن أعلنت لجنة الانتخابات خسارتهم.. ونادرا ما تفعل!
وفي هذا يقول الأستاذ محمد بديع: "عندنا قاعدة دائماً تحكم عملنا لن نحيد عنها.. أخلص عملك واستفرغ كل جهدك، وتوكل على ربك، ثم ارض بما قسم الله لك.. فإن نجحنا فالحمد لله كثيراً ونسأله أن يعيننا على ما حملنا به من تبعات... وإن كانت الأخرى فقد عافانا الله المسئولية.. وفي الحالتين نرجو المثوبة في الآخرة"
محمود الغنام - بص و طل

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire