dimanche 27 mai 2012

معتز بالله عبد الفتاح يكتب :رسالة أمل إلى من يعنيه الأمر

معتز بالله عبد الفتاح

عندى لمن يعنيه الأمر عدة نقاط قد تستحق التأمل.

أولاً: الثورة الناجحة تمر بخمس مراحل: مرحلة هدم القديم (وهو ما بدأ فى أول 18 يوما)، ثم حالة من الرومانسية الثورية التى تجعل الثائرين يظنون أن الكون يتحرك وفقا لمشيئتهم، بغض النظر عن اعتبارات موازين القوى على الأرض، ثم مرحلة بناء المؤسسات كى تنتقل الثورة من الشوارع والميادين إلى المؤسسات والدواوين (عادة عبر انتخابات حرة نزيهة فى حالة الثورات الديمقراطية)، ثم مرحلة من الواقعية الثورية بعد أن تبدأ مؤسسات الدولة فى العمل وتتطور آليات للتفاوض الجماعى ومحاسبة المسئولين وتعدد مراكز صنع القرار والتداول السلمى للسلطة، ثم أخيرا مرحلة الرسوخ المؤسسى القائم على درجة عالية من ثقة الناس فى أن مؤسسات الدولة تعمل بكفاءة لمواجهة الفساد والاستبداد دون الحاجة لثورة أخرى. ربما تظل هناك مظاهر الاحتجاج الجزئى من مظاهرات واعتصامات، لكنها محددة بالقانون، ومنظمة بما يضمن نجاح النظام السياسى فى استيعاب المطالب المشروعة لمواطنيه.

ثانيا: نحن لم نزل فى منتصف الطريق الشاق الذى نحتاج فيه أن نطور آلياتنا، وعلينا ألا نرتكب خطأ: «الفشل اللاحق الناتج عن التمسك بأسباب النجاح السابق»، وتفسير ذلك أننى لو كنت قد اعتمدت تماما على «حفظ» المعلومات فى المرحلة الإعدادية ونجحت، فإن التمسك بنفس الطريقة وأنا فى الجامعة سيعنى الفشل، رغم أننى لم أفعل أكثر مما فعلته من أسباب النجاح فى مرحلة سابقة.

وارتباطا بهذه النقطة، نحن بحاجة لأن نتمهل أكثر قبل الإقدام على المزيد من تفعيل الأدوات الثورية (مظاهرات، اعتصامات، غلق طرق، تراشق بالحجارة مع أجهزة الأمن). هناك مردود سلبى كبير لمثل هذه الأدوات ونحن نبنى المؤسسات.

ثالثا: من المفيد أن يفكر الثائرون بمنطق خلق تحالف واسع بين «الثائرين والإصلاحيين» فى مواجهة التحالف الواسع بين «الرجعيين والمحافظين»، هذا سيقتضى ابتداء من بعض الثائرين أن يتوقفوا عن وصف كل من هم ليسوا على نفس قدر «ثوريتهم» بأنهم «إصلاحيون» وكأنها سبة أو جريمة. كما أن على الإصلاحيين ألا ينظروا للثائرين على أنهم راغبون فى هدم الدولة بمعنى تفتيتها أو الإضرار بمصالحها، فهذا ليس المعنى الذى يقصده معظم الثوريين وإنما هم يقصدون معنى أعمق مرتبطا بهدم علاقات القوة التى أفضت إلى استيطان الفساد والاستبداد فى مؤسساتها.

رابعا: الاختيار الآن أصبح واضحا بين 7 ملايين مواطن سينتخبون الفريق أحمد شفيق (حاصل جمع مؤيديه مع مؤيدى السيد عمرو موسى)، و7 ملايين مواطن سينتخبون الدكتور محمد مرسى (حاصل جمع مؤيديه مع مؤيدى التيار السلفى) ويبقى حوالى 11 مليون مواطن ممن أيدوا الثورة، ولكنهم لا يؤيدون الإسلاميين بالضرورة. هؤلاء هم حقيقة الذين سيحددون نتيجة الانتخابات، والوصول إليهم وإقناعهم بالتصويت فى اتجاه مرشح الإخوان سيقتضى أن تكون هناك اتفاقات مقنعة ومكتوبة ومعلنة وملزمة تضمن تحقيق أهداف الثورة عبر قطار التيار الإسلامى.

خامسا: الثورة لم تفشل، كما قد يتصور البعض، الثورة غيرت وتُغير القواعد الحاكمة للعمل السياسى فى مصر، لكنها لن تستطيع أن تغير ثقافة الناس بهذه السرعة.

الأمل قائم، واليأس خيانة، والغد أفضل بإذن الله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire