vendredi 18 mai 2012

بالصور "وردة" الغناء العربى.. رحيل مفاجىء بعد نجاح كبير.. ورسالة أخيرة لجمهورها

وردة

كأن السماء قد غابت عنها النجوم فجأة.. كأن الشمس أسدلت ستار غروبها الحزين.. وكأن القدر كان حاملاً وداعاً للوردة الجميلة، التى ظلت ملكة متوجة على عرش بستانها.. هكذا صمت الجميع، واستقبل خبر وفاة وردة الغناء العربي، التى قدر لها أن تفرح بآخر نجاحتها، من خلال ألبومها الأخير "اللى ضاع من عمرى"، الذى صدر في أكتوبر الماضي، بعد أن غابت عن الوسط الفنى لمدة 10 سنوات، وكأنها كانت تخطط لترك آخر رسالة لمحبيها من جميع أنحاء العالم، تؤكد فيها أنها كانت وستظل الأميرة المتوجة على عرش الغناء العربي.
وردة اختفت سنوات عن محبيها، ليس فقط بسبب الظروف الصحية التى مرت بها، لكن تخوفاً من العودة إلى جمهورها بعمل دون المستوى فتخسر القاعدة العريضة التى أسستها على عقود طويلة، تربت فيها أجيال كثيرة على أغانيها من الصغار والكبار.

اختارت وردة أغنية "اللى ضاع من عمرى"، لتتصدر ألبومها الأخير، في رسالة أخيرة منها، أرادت من خلالها تلخيص تجربتها في الحياة، لتستقطب وردة بهذه الأغنية قاعدة أوسع من محبيها.
تيمة الشجن التى سيطرت على ألبوم وردة الأخير، لم تأتى من فراغ، بل جاءت بعد فترة كبيرة من الحزن، خصوصا بعد فترة المرض التى أصابتها وجعلتها وحيدة في الدنيا، لم يفكر في السؤال عنها إلا صديقتها الفنانة نبيلة عبيد، التى كانت تداوم بالسؤال عليها طوال الوقت، وذلك في الوقت الذى كان هناك الكثيرون الذين جمعتهم صداقة كبيرة بالراحلة.

الصراحة التى صاحبت وردة قد لا يتمتع بها غيرها من الفنانين، ففي آخر حوارتها مع اذاعة "نجوم إف إم"، أعلنت عن ندمها الشديد من الغناء إلى الرئيس السابق مبارك، رغم أنها كانت المطربة الأساسية في معظم احتفالات أكتوبر، ليس فقط لمجرد أنه رفض منح نجلها الجنسية المصرية، لكن لاقتناعها بأن الفنان لابد أن يغنى للشعب وليس للرئيس، لدرجة أنها قالت: "دى غلطة عمرى، انى غنيت لمبارك، لأن الفنان لابد أن يغنى للشعب وليس للرئيس".
وعلى مدار مشوارها الفنى، اختارت وردة أن تصنع لنفسها طرازاً خاصاً، فرغم أن لهجتها الفرنسية، التى كانت تتحدثها وكان من الممكن أن تصنع لذاتها نجومية كبيرة في أوروبا تساهم في انتشارها على مستوى العالم بشكل سريع، إلا أنها اختارت أن تكون بصمتها منذ البداية منطلقة من الشرق، حيث تقديمها لفيلم "ألمظ وعبده الحامولى"، الذى كشف عن صعود مطربة تنبأ لها الجميع بمستقبل مبهج، حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طلب بعدها أن يضاف لها مقطع غنائي في أوبريت "وطني الأكبر".

توالت نجاحات وردة بعد ذلك، وأصبحت نجوميتها تتصاعد يوما تلو الآخر، وبدت تمثل قطاعا عريضا من الشباب، من خلال أغانيها التى رصدت فيها حالات مختلفة من العواطف والمشاعر، حتى أن أجيالا عديدة ظلت تحفظ هذه الأغانى، ومنها أكدب عليك، حكايتى مع الزمان، لولا الملامة، مالى، حرمت أحبك، نار الغيرة.. وغيرها.
ولا يمكن لأحد أن يسقط عن ذاكرته أشهر ما تغنت به وردة لوطنها الثانى مصر، وهى أغنية "على الربابة"، أما عن الجانب العاطفي في حياة وردة، فقد كان الحب الأعظم لها هو زوجها الموسيقار الراحل بليغ حمدى، فرغم أن زواجهما لم يستمر لوقت طويل إلا أنهما ظلا أصدقاء واستطاعا أن يقدموا معا ثنائيا رائعا بالوسط الفنى.
ولم يكن بليغ حمدى فقط، هو من كون مع وردة دويتو فنى، لكن استطاعت أميرة الغناء أن تقدم عددا من الأعمال الناجحة مع الموسيقار صلاح الشرنوبي، كان من أشهرها أغنية "بتونس بيك".
ومن أكثر الأغانى، التى أثارت غيرة وردة الفنية طوال حياتها، أغنية "أى دمعة حزن لا"، خصوصا بعد أن استمعت إليها من زوجها بليغ حمدى، فقد كانت تتمنى وتحلم بتقديمها بدلاً من عبد الحليم حافظ.

وردة كانت تنوى بعد تقديم ألبومها الأخير أن تعود بأكثر من مشروع فنى جديد، منها دويتوهات غنائية مع كل من حسين الجسمى ومحمد عبده، إضافة إلى مشروع مسلسل تليفزيونى مأخوذ عن إحدى روايات الكاتبة أجاثا كريستى.
ورغم رحيلها ستظل وردة أميرة على مملكة الغناء العربي، التى تربت أجيال كثيرة على صوتها، وكانوا ينزلون الأسواق ويبحثون عن شريط الكاسيت، بمجرد صدور الألبوم، حتى أن مبيعاتها كانت دائماً تتصدر القائمة، وصولاً إلى أجيال الإنترنت، الذين يذهبون إلى المواقع الغنائية لتحميل والاستماع إلى أغانيها.

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire