dimanche 13 mai 2012

الفارس النبيل حمدين صباحى


شفيق أحمد علي
الإنسان تاريخ.. ومن فضلك، لا تنتخب من لا تعرف تاريخه، وأصارحك بأننى وزوجتى وابنتى وأشقائى وأصدقائى وكثيراً من زملائى وجيرانى ومعارفى سننتخب حمدين صباحى رئيساً لمصر
لماذا؟! لأننى أعرف تاريخه جيداً.. لم يركب الموجة فى أى هوجة، ولم يغير جلده تحت وطأة الملاحقة أو زنازين الاعتقال.. أعرفه شهماً وبشوشاً ومتواضعاً ومنحازاً للبسطاء والفقراء، وأعرفه أيضاً فارساً ونبيلاً وعروبياً وثائراً من يومه.. ثائراً وفارساً، لأنه زمان، حينما كان طالباً فى كلية الإعلام ورئيساً لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، انتقد الرئيس السادات فى وجهه، وأمام كاميرات التليفزيون، عقب "انتفاضة الخبز" التى أسماها السادات وقتها بـ"انتفاضة الحرامية" عام 1977.. ونبيلاً وصادقاً، لأنه الآن، فى عام 2012 حينما رشح نفس ليكون رئيساً لمصر، كان أول مرشح رئاسى يقدم للشعب عبر الصحف والفضائيات إقرار ذمته المالية، ولم يجرؤ أن يفعلها أحد غيره حتى الآن.. وما بين زمان والآن محطات كثيرة.. منها مثلاً، أن السادات حينما قام فى الخامس من سبتمبر عام 1981 باعتقال " 1536" من قيادات ورموز الحركة الوطنية المعارضة له، ومن بينهم كاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل، والمرحوم فؤاد سراج الدين، والمرحوم فتحى رضوان، والدكتور حلمى مراد، والشيخ عمر التلمسانى.. كان حمدين صباحى ضمن قائمة المعتقلين وأصغرهم سناً.. ومنها أيضاً، أن مبارك حينما أصدر عام 1997 قانون العلاقة بين المالك والمستأجر الذى أعاد زمن الإقطاع من جديد، وشرَّد ملايين الفلاحين الفقراء من أرضهم.. وقتها، انحاز حمدين صباحى إلى الفلاحين، وقاد مظاهرة شهيرة تضامناً معهم فكان جزاءه الاعتقال.. وتكرر اعتقاله عام 2003 وهو نائب فى مجلس الشعب ودون رفع الحصانة عنه، عقاباً لقيامه بالتظاهر احتجاجا على الغزو الأمريكى للعراق.. وأيضاً عام 2008 كان حمدين صباحى أول نائب برلمانى يكسر الحصار الذى يفرضه العدو الصهيونى على غزة، ويومها كنت أمرُّ بظرف صحى دقيق للغاية، ومازال يرن فى أذنى صوت "حمدين" وهو يقول لى عبر التليفون: "طمنى على صحتك.. أنا متأكد أنك هاتبقى أحسن بكتير، لو عرفت أننى بأكلمك من غزة".. لحظتها لم أستطع أن أخفى دموعى عمن حولى!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire