dimanche 6 mai 2012

«رجل روسيا الحديدى» يستعيد مفاتيح «الكرملين» رسمياً الاثنين

 

يعود «رجل روسيا الحديدى» فلاديمير بوتين إلى الكرملين الاثنين، لبدء ولاية رئاسية ثالثة، بعد احتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله إلى السلطة عام 2000، ووسط محاولات من المعارضة لإحياء حركتها الاحتجاجية المتهاوية وتجديد الضغط على الزعيم الأعلى لروسيا الذى تتهمه بالوصول إلى السلطة عبر تزوير الانتخابات.

وبعد انتخابه فى 4 مارس الماضى بنسبة 64% من الأصوات، فى استحقاق تخللته عمليات تزوير بحسب المعارضة ومراقبين، يؤدى «بوتين» القسم اليوم فى احتفال مهيب بالكرملين، الذى غادره عام 2008 ليتولى منصب رئيس الوزراء، نظراً لتعذر تولى الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين، بحسب الدستور. لكن منصب الرئاسة لم يكن بعيداً عن نفوذ بوتين أيضاً فى تلك الفترة، حيث ترك الموظف السابق بجهاز الاستخبارات السوفييتى «كى. جى. بى» المنصب لمساعده المقرب و«تلميذه النجيب» ديمترى مدفيديف، الذى سيقدمه بوتين كرئيس للوزراء غداً عبر تصويت للبرلمان الروسى «الدوما»، الذى يتمتع حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بأغلبية قوية فيه، الأمر الذى سيعزز تمركزاً دائماً للرجلين فى السلطة.

وشهدت السنوات الأولى من حكم بوتين «2000-2008» تشديد القبضة على البلاد، ونوعاً من الاستقرار بعد سنوات الفوضى تحت حكم بوريس يلتسين، لكن ولاية بوتين الثالثة، التى باتت مدتها 6 أعوام، تبدو أكثر صعوبة فى مجتمع أصبح متعطشاً للتغيير، حيث خرجت العام الماضى موجة احتجاجات شعبية غير مسبوقة للتنديد بالفساد وتزوير الانتخابات، بينما اتهم النظام معارضيه بأنهم «يخدمون الخارج».

ولكن، بعد خروج عشرات الآلاف فى عدة مظاهرات مناهضة لبوتين فى موسكو فى مارس الماضى، تراجعت وتيرة تعبئة الحركة بسبب غياب قائد واستراتيجية حقيقية لها، بحسب محللين، الأمر الذى دفع معارضين إلى الدعوة إلى مظاهرة حاشدة يتم تنظيمها خلال ساعات تحت مسمى «مسيرة المليون» مع شعار «توقف عن الكذب والسرقة»، عشية تنصيب بوتين - ستشكل اختباراً لقدرة الحركة الاحتجاجية على التعبئة.

ومن ناحيتها، قالت جماعة قرصنة الكمبيوتر «أنونيموس» إنها تستعد لمهاجمة المواقع الحكومية الإلكترونية لإظهار اعتراضها على عودة بوتين، بينما أعلن أنصار الرئيس المنتخب عن تنظيم تجمع، قائلين إنهم يتوقعون مشاركة 50 ألف شخص فى متنزه بجنوب شرق موسكو.

وأمام الاحتجاجات لم تحصل قوى المعارضة إلا على تنازلات محدودة من النظام، بينما وعد بوتين خلال ولايته الثالثة بزيادة رواتب المعلمين والأطباء، وبتوفير مساعدات اجتماعية كبيرة، كما أعلن برنامجاً لإعادة تسليح غير مسبوق للبلاد وزيادات تصل إلى 300% لرواتب العسكريين، غير أن تكاليف هذه الإجراءات «خيالية» وقد تشكل كارثة على البلاد إن تم تطبيقها كلها، بحسب خبراء أوضحوا أيضاً أن «بوتين» سيواجه اضطرابات خطيرة ما لم يستجب لتطلعات التغيير.

ولاشك أن «بوتين» يواجه هذه المرة «روسيا مختلفة»، فخلال مدة ولايته استفاد «الرجل الحديدى» من أسعار النفط المرتفعة التى وفرت نوعاً من الحماية الاقتصادية، وسمحت لروسيا بالتعافى اقتصادياً بوتيرة سريعة، الأمر الذى أكسبه شعبية كبيرة فى الفترتين الأولى والثانية، لكن صحيفة «كرستيان ساينس مونيتور» الأمريكية ترى أن بوتين قد لا يكون محظوظاً بنفس القدر هذه المرة، قائلة إنه من المتوقع أن تظل أسعار النفط منخفضة نسبياً خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعنى أن بوتين لن يستطيع الاعتماد على «هبة اقتصادية تنهمر عليه من السماء»، ومن ثم سيجد صعوبـة فى الوفاء بمطالب الروس، وأضافت أنه سيتعين عليه أيضاً التعامل مع طبقة وسطى «أكثر تمرداً».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire