mardi 17 juillet 2012

كواليس نقل مبارك من «المعادي» إلى «طرة»

الرئيس السابق حسني مبارك، خلال نقله من مستشفى المعادي العسكري لمستشفى سجن طرة، القاهرة، 17 يوليو 2012. أصدر المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام قرارا بنقل الرئيس السابق حسنى مبارك من مستشفى المعادى للقوات المسلحة إلى مستشفى سجن المزرعة بعد تحسن حالته الصحية واستقرارها، لتنفيذ العقوبة المقضي بها عليه وفقًا لما تقضي به أحكام القانون.

اخترقت «المصرى اليوم» حواجز تأمين الرئيس السابق، حسنى مبارك، فى مستشفى المعادى العسكرى، ورصدت تفاصيل الساعات الأخيرة قبل إعادته إلى سجن المزرعة بطرة، بعد قرار النائب عبدالمجيد محمود بنقله.

فى تمام الثالثة والنصف عصراً، وقبل خروج «مبارك» من مستشفى المعادى بثلاث ساعات، دخلت «المصرى اليوم» إلى المستشفى وبدت الإجرءات الأمنية مشددة على المداخل والمخارج، وأسئلة عن كل كبيرة وصغيرة للزائرين، حتى «أسر لواءات الجيش»، الذين من المفترض دخولهم بسهولة طالهم التشديد، حتى وقعت مشادة كلامية بين ابن أحد اللواءات وقوات التأمين.

ولوحظ تواجد سيارتين من الأمن المركزى، بداخلهما عدد كبير من الجنود على الباب الجانبى للمستشفى، وبداخل المستشفى كان أول مظاهر للتأمين.

تواجدت ثمانى مدرعات، وأربع عربات قوات خاصة لتأمين المبنى الرئيسى، الذى يضم جناح مبارك، وتوزعت عدة سيارات شرطة فى أماكن متفرقة بالمستشفى.

أمام ساحة المبنى الرئيسى انتشرت عناصر من الجيش فى حالة تأهب واضحة. خلف المبنى، كانت عمليات التمشيط مستمرة، بحسب ما أكد مصدر داخل المستشفى.

حاولنا الاستفهام من أحد عناصر الجيش، فرد قائلاً: «بتسألى ليه.. مش مسموح الكلام عن أى إجراءات، برجاء الابتعاد».

حالة الاستعداد القصوى تجلت فى اصطفاف عدد كبير من الجنود بساحة خلفية للمستشفى، ولأن قرار النائب العام جاء سريعاً ومفاجئاً للجميع، سواء قيادات الجيش أو الأطباء، ومبارك نفسه، الذى طلب غاضباً لقاء اللواء دكتور سمير خلف الله، مدير المستشفى، وحاول الأطباء تهدئته بأنهم ليس لهم أى علاقة بقرار النائب العام.

بداخل المبنى الرئيسى ظهرت حالة توتر بين العاملين، وحركة غير طبيعية بجميع الأدوار، خاصة فى طابق الاستقبال والطوارئ، فالأوامر صدرت بتجهيز سيارة إسعاف لنقل مبارك «بعد قليل» لسجن المزرعة، وبعد نصف ساعة سمعنا طبيبا بوحدة الاستقبال والطوارئ يقول لزميله «خلاص جهزنا الإسعاف اللى هتنقل الراجل»، ويرد عليه «تمام».

وبالدور الأول من المبنى الرئيسى انشغلت الأحاديث الجانبية للعاملين بخبر نقل مبارك، وتأكيد بعضهم لنا استقرار صحته تارة، ونفى آخرون استقرارها تارة أخرى.

طبيبة قالت لنا: «وصلت لنا معلومات فعلية بنقل مبارك، ولكن متى؟ لا أحد يعلم ولن يخبرنا أحد»، واستطردت ساخرة: «وهل جاء أصلا وحالته متدهورة.. حالته جيدة من وقت وصوله، وكلنا نعلم هذا».

وبالطابقين الأول والثانى من المبنى الرئيسى، تتحرك قيادات أمنية عسكرية، ثم اختفت الحركة تماما بالدورين، بعد صدور أوامر لمدراء الأقسام بحظر تجول العاملين بالمستشفى لمدة ساعتين، دون إبداء أى أسباب، الأمر نفسه أكده مسعف بقسم الطوارئ: «فرضوا علينا حظر تجول بالساعتين، وحين استفسرنا قالوا: متسألش».

وخلال تواجدنا بكافيتريا الطابق الأول، أسفل جناح مبارك، وقت حظر تجول العاملين، رصدنا نزول قوات التأمين من الدور الثانى إلى الباب الخلفى للمبنى، المقرر خروج مبارك منه.

وحاولنا الوصول لجناح مبارك «وقت حظر التجول»، وكان الدور الثانى قد خلا من قوات التأمين، عدا اثنين من المجندين يقفان قرب الجناح، استطعنا فى غفلة منهما الوصول للجدار الخشبى الحاجب لرؤية ما يدور بالجناح. سألنا أحد أفراد الأمن بالمبنى عن أخبار نقل مبارك، فقال مبتسماً: «نايم جوه، قرار النقل لن ينفذ اليوم»، لكن مصادر أخرى أكدت خروج مبارك لتوه من الجناح، وأن أفراد التأمين مازالوا فى أماكنهم، «ليظن العاملون أنه بالداخل، ضمن عملية التمويه، لتأمين خروجه».

قبل خروج مبارك من جناحه بدقائق، كان عدة جنود فى كافيتريا المستشفى يشاهدون التلفاز، علق أحدهم على سؤالنا: «مين قال إنه هيخرج النهارده.. لسه متحددش وإلا مكناش قاعدين هنا»، لم تمض دقائق حتى فوجئنا بخروج الرئيس المخلوع من المبنى الرئيسى، ونقله على كرسى متحرك إلى سيارة الإسعاف، وسط حراسة أمنية مشددة من الجيش والشرطة. وفى ثوان تحركت الإسعاف مع سيارة إسعاف أخرى مشابهة، اتخذت كل منهما طريقا مختلفا للتمويه.

بعد خروج سيارتى الإسعاف بدقائق، بدأت قوات الجيش والشرطة الانسحاب من المستشفى. وكان لافتا سعادة الجنود بالمستشفى وهم يجمعون أمتعتهم، وكل يحمل «مخلته» للانصراف، وهم يتندرون على الأيام التى قضوها فى حراسة الرئيس المخلوع، أحدهم يقول لزميله: «أخيراً خلع يا عم، كان مبوظلنا أعصابنا»، والثانى يتبادل معه الضحكات. لكن الغريب هو استمرار أفراد الحراسة على جناح مبارك كما هم.

«المصري اليوم» ترصد كواليس نقل مبارك من «المعادي» إلى «طرة»
أسماء محمد السيد
Tue, 17 Jul 2012 16:13:36 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire