mercredi 18 juillet 2012

الإعلام الرسمى يعادى الرئيس - جمال سلطان

الإعلام الرسمى المصرى بما فيه الصحافة الحكومية "القومية" تتعامل مع رئيس الجمهورية بوصفه "خصما" ولا أريد أن أقول التعبير المباشر والجارح بأنهم يتعاملون معه بوصفه "عدوا"، ولعل الموقف الذى حدث تجاه نجاحه فى إعادة الصحفية شيماء عادل التى كانت معتقلة فى السودان يكشف بوضوح هذا السلوك والموقف التآمرى، فقد تعاملوا مع الواقعة بنوع من الحياء الشديد، بعضهم تجاهلها تماما كما لو كانت واقعة تافهة وهامشية جدا، رغم أنهم كانوا يتوسعون فى النشر عنها والحديث والاحتجاجات بقصد إحراج الرئيس الذى "يعجز" عن تحرير صحفية مصرية، فلما نجح فى تحريرها باتصالاته بالرئيس السودانى وأعادها إلى بلادها معه على طائرة الرئاسة تجاهلوه، رغم أنه موقف إنسانى يصعب جدا تجاهله، وأما الصحف الخاصة وفضائيات الفلول فكانت الفضيحة مضاعفة، وصلت إلى حد أن بعض تلك الفضائيات تحدثت عن الواقعة باعتبارها إنجازا لرئيس حزب سياسى معارض!!، إنهم يكرهون أن ينجح محمد مرسى فى أى شىء، تصيبهم الكآبة إذا وفقه الله فى عمل إيجابى لصالح مصر وشعبها طالما أنه يعزز من ثقة الناس به أو يضيف إلى رصيده السياسى، وكانت صحيفة الأهرام قبلها بيوم واحد تنشر فى مانشيتاتها الرئيسية وعلى مساحة نصف الصفحة الأعلى فى صدر الصحيفة تقريرا مصورا عن كلمة للمشير طنطاوى فى مناسبة عسكرية، فى الوقت الذى كان فيه رئيس الجمهورية يحضر مؤتمرا دوليا كبيرا فى إثيوبيا، وهو مؤتمر القمة الإفريقية، تجاهلوه فى احتقار واضح، وتعاملوا مع رئيس الجمهورية بخبر صغير يساوى تماما أخبار وزير الموارد المائية عندما يزور إفريقيا الوسطى مثلا، ولعله لتلك الملاحظات المتراكمة كتبت الصحف العالمية الكبرى مثل "النيويورك تايمز" تستغرب من تحيز الصحف الحكومية الكبرى ضد الرئيس محمد مرسى والروح العدائية التى تتعامل بها مع أخباره، وبدون شك فإن هذه الملاحظات الطافحة والصارخة تضىء لنا الجوانب غير البارزة فى سلوك أجهزة الدولة الرسمية تجاه رئيس الجمهورية، لأن الإعلام بطبعه "مفضوح"، بينما هناك أجهزة أخرى تعمل بنفس تلك الروح العدائية والعدوانية تجاه رئيس الجمهورية ولكنها بعيدة عن "الضوء" والرصد المباشر والعلنى، تعمل بكل دأب على إفساد خطته للإصلاح العاجل فى مائة يوم، كما تتعمد أن تفتعل من المشكلات والمظاهر ما يعطى انطباعا لدى المواطن العادى بأنه رئيس فاشل، ولقد رأيت بعينى فى بعض شوارع وسط القاهرة الشهيرة أكواما ضخمة من القمامة ملقاة فى عرض الشارع بصورة مستفزة للغاية، لم أكن أراها حتى فى أسوأ أوقات الانفلات والفوضى وغياب أجهزة الدولة عقب الثورة، الآن أراها بهذا المنظر المؤذى والفج، والرسالة واضحة، ولذلك أتمنى أن يعجل الدكتور محمد مرسى بميلاد الحكومة الجديدة، وأن يطلق فى إثرها حركة تغييرات شاملة فى المحافظين، ومعها حركة تعديلات واسعة أيضا فى أوساط البلديات والأجهزة المتصلة بها، لأن كل هذه الدوائر مخترقة بالكامل من قبل "الفلول"، ماليا وأمنيا وسياسيا، وجهدهم الأساس الآن فى كيفية إفشال محمد مرسى وإسقاط مشروعه الإصلاحى وصناعة رأى عام مضاد له ومعارض لوجوده، وصل إلى حد أن يوجه صاحب قناة فضائية دعوة علنية لإسرائيل لكى تشارك فى إسقاط رئيس مصر، وتلك خيانة وطنية لم نكن نحلم بأن يأتى يوم على مصرى يفعلها أو يتورط فيها بهذا السفور والتباهى، لا أعرف كيف يفكر الرئيس مرسى الآن، وما هى حساباته، وإن كنت مدركا أن ملفات خطيرة وحساسة تتزاحم أمامه فى أولوياتها، ولكنى على يقين من أن كل يوم يتأخر فيه عن إنجاز الحكومة الجديدة وتوابعها هو خصم من رصيده السياسى.

الإعلام الرسمى يعادى الرئيس - جمال سلطان
قسم الأخبار
Wed, 18 Jul 2012 08:30:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire