samedi 3 novembre 2012

«ترسيم أعالى البحار» تطلب من «الدفاع» إحداثيات الحدود البحرية لمصر مع إسرائيل وقبرص

تصوير other
كشفت مصادر مسؤولة فى اللجنة العليا لترسيم حدود أعالى البحار، عن أن اللجنة طلبت من وزارة الدفاع إحداثيات الحدود البحرية مع اليونان وإسرائيل لبحثها خلال اجتماع اللجنة المقبل، واتخاذ الخطوات القانونية حيال ترسيم حدود مصر مع هذين البلدين، والتعامل مع أى طلبات حالية أو مستقبلية تعنى بترسيم الحدود البحرية، تمهيداً لطرح وزارة البترول مزايدة للتنقيب عن الغاز فى المياه العميقة بالقرب من حدود بعض الدول، ومنها قبرص وإسرائيل.
قال عضو بارز فى اللجنة فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، إن هذه الإحداثيات مهمة للغاية لمساعدة الوزارات المعنية على اتخاذ قرارات حيال الاستثمارات والأنشطة التى تمارس فى المناطق الاقتصادية الخالصة لمصر، موضحاً أن وزارة الدفاع أبدت تعاوناً فى تقديم كل المعلومات المتعلقة بالإحداثيات إلى اللجنة، للتعامل بشكل دقيق مع أى اكتشافات أو ثروات طبيعية تقع فى المناطق الاقتصادية الخالصة، وبما يدعم الموقف المصرى فى أى محادثات أو مفاوضات مع الجهات الدولية الأخرى مثل اليونان، التى تسعى للتنقيب عن الغاز فى المياه العميقة بالبحر المتوسط.
وعلق الدكتور إبراهيم زهران، خبير البترول، على هذه المطالبة، باتهامه وزارة الخارجية بالتقاعس عن المطالبة بترسيم الحدود البحرية مع الدول المختلفة فى منطقة البحر المتوسط، محذراً من حدوث مشكلة على غرار مفاوضات اتقافيات حوض النيل والتى تم تجاهلها حتى حدثت المشكلة وأصبحت إثيوبيا تفرض أمراً واقعاً وترغب فى تغيير عمليات اقتسام مياه النيل. ودعا زهران، الحكومة إلى انتهاج سياسة تركيا فى تحذير شركات البترول العالمية بعدم العمل فى مناطق الامتيازات البحرية التى لم يتم ترسيم الحدود بشأنها، مشيراً إلى أن هذه السياسة ساعدت أنقرة على تجنب توسع إسرائيل وقبرص فى عمليات التنقيب. واعتبر الدكتور رمضان أبوالعلا، أستاذ هندسة البترول بجامعة «فاروس» بالإسكندرية، أن نتائج زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إلى قبرص، بدأت تظهر، مشيراً إلى تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» حول سعى إسرائيل إلى تشكيل «محور غربى» فى منطقة البحر المتوسط لمواجهة نتائج ثورات الربيع العربى، موضحاً أن إسرائيل تستهدف ضم قبرص واليونان ورومانيا وبلغاريا وكرواتيا إلى هذا التحالف لمواجهة قيادة الحركات الأصولية الإسلامية لمصر وتونس وليبيا، وتوقع سيطرة هذا التيار أيضا على سوريا.
وأضاف «أبوالعلا» أن إسرائيل تأمل من خلال اكتشافات الغاز المتتالية فى البحر المتوسط تعزيز اعتماد الدول الأوروبية عليها كدولة مصدرة للغاز بديلاً عن الغاز الروسى، والنفط العربى، بما يجعلها تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً يمكنها من تغيير خريطة المواقف السياسية فى المنطقة، وأن إسرائيل استطاعت عبر اكتشافات الغاز الأخيرة، ومحاور العلاقات السياسية التى تستهدف صياغتها مع الدول المجاورة، خصم رصيد سياسى معنوى للقضايا العربية عبر ضمان تأييد قبرص واليونان لها فى الكثير من المواقف، مشيراً إلى أن تل أبيب تستهدف خلال الفترة المقبلة، نقل هذا النموذج للدول الأخرى التى تقوم بـ«تعشيمها» بتصدير الغاز لها مثل الهند والصين ودول جنوب شرق آسيا والتى تؤيد الحقوق العربية والفلسطينية.
من جهة أخرى يتابع قادة وسكان قبرص، الأزمة التى تهز اليونان بقلق، نظراً لارتباط اقتصادهم بها إلى حد كبير، لكنهم يرون أنهم سيتمكنون من النجاة بفضل اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز.
كانت شركة «نوبل» الأمريكية اكتشفت العام الماضى، حقلاً يضم كميات من الغاز الطبيعى، يمكن أن تصل إلى 224 مليار متر مكعب، وتقدر الحكومة القبرصية قيمتها بـ100 مليار يورو، وقال الخبير فى الشؤون النفطية، بيار جوديك، إنها ليست سوى البداية، موضحاً أن الحقل لا يبعد أكثر من بضعة كيلومترات عن الحقلين الإسرائيليين الهائلين «ليفياتان» و«تامار»، ما يدل على أن المنطقة غنية بالغاز، بينما يفترض منح امتيازات للتنقيب فى 12 مربعاً قبرصياً أخرى قبل نهاية العام. وتمكنت قبرص نتيجة لهذا الاكتشاف من اقتراض 2.5 مليار يورو من روسيا، مما سمح لها بتغطية ميزانيتها للعام الجارى، دون اللجوء إلى قرض أوروبى بشروط قاسية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire