mardi 6 novembre 2012

الدولة تدفع فواتير الدعارة!!

فى ورقة صغيرة سجلت الملحوظة وتركتها على سطح مكتبى لكى أعود إليها بالكتابة، وذلك من فرط غيظى، ولكن الأحداث المتوالية فى مصر كانت تحول بينى وبين أن أكتب فيها فأنشغل بغيرها، إنها واقعة الحكم على رجل أعمال لبنانى مشهور فى قضية إدارة شبكة للدعارة فى أكثر من بلد، مركزها فرنسا، وكانت تعمل تحت ستار شركة لعروض الأزياء، وفروعها فى كراكاس وبيروت ودبى، القضاء الفرنسى حكم على "إيلى نحاس" زعيم الشبكة بالسجن ثمانى سنوات، وحكم على مساعدته اللبنانية "لاميتا فرانجية" بالسجن خمس سنوات، كما حكم على آخرين، ومعظم هؤلاء المجرمين هاربون ومختفون عن الأنظار الآن، زعيم الشبكة هو زوج ممثلة لبنانية معروفة وشقيقتها مطربة لبنانية مشهورة أيضًا وممثلة وكان لها مسلسل شهير أذيع فى الفضائيات المصرية قبل شهرين تقريبًا، وكلاهما حصلت على بعض هبات "نحاس"، فهذه منحها جائزة ملكة جمال والأخرى جائزة مشابهة لا أذكرها، ولكن الاثنتين لم تدخلا ضمن قائمة الاتهام فى تلك الشبكة، شبكة الدعارة هذه كانت متخصصة فى "الكبار" أى الشخصيات السياسية المشهورة، ورجال الأعمال الكبار فى المنطقة العربية بشكل خاص، وفى وقائع القضية أن الساعة كانت تحسب بعشرات الآلاف من الدولارات، كما أن بعض الشخصيات المعروفة فى المنطقة العربية كانوا زبائن دائمين على "إيلى نحاس"، منهم شخصية مقربة من بشار الأسد، ولكن الأشهر والذى كان محور النشاط الأساسى فى تلك القضية التى استمر النظر فيها حوالى خمس سنوات فى القضاء الفرنسى، هو المعتصم، نجل العقيد القذافى، والشخص الذى وضعه أبوه على رأس المؤسسة الأمنية فى ليبيا التى نكبت بعصابته وعصابة أبنائه، وكان "نحاس" يجلب له ممثلات ومطربات وعارضات أزياء، لأنه كان "الزبون" الدائم والمميز له، وتقول أوراق القضية إن إحدى الليالى أنفق فيها "المعتصم" نصف مليون دولار على المومسات.

كل هذه المعلومات لم تكن مفاجئة، بالنسبة لى، فسيرة الكثير من المترفين العرب ورجال أعمال وسياسيين هى معجونة فى هذا الوحل من قديم، كما أن بعض رجال الأعمال فى مصر ينفقون الملايين على مطربات وراقصات لبنانيات ويهبونهن القصور والفيلات الفاخرة فى الوقت الذى يموت فيه أبناء القرى المجاورة لهم فى الصعيد المنكوب بهم غرقًا فى البحار وهم يغامرون للبحث عن فرصة عمل كريمة فى بلاد أخرى، أو يموت أقاربهم لأنهم لا يجدون جنيهات يشترون بها الدواء، ولكن الذى قتلنى غيظًا فى تلك الحادثة أن المحاكمة كشفت عن أن فواتير "الدعارة" كانت تسددها سفارات دول عربية للقوادين، وأن بعض فواتير مجون وعربدة المعتصم القذافى كانت تسددها سفارات ليبية، وهذه ربما أول مرة فى التاريخ تقوم سفارة دولة بدفع نفقات الدعارة لمسئوليها وقياداتها، إنهم لصوص متخمون بالمال الحرام الذى ينهبونه بدون حسيب ولا رقيب، ومن كان يجرؤ على محاسبة ابن القذافى أو حتى رفع عينه فقط، ومع ذلك هم يوغلون فى إهانة وإذلال دولهم وشعوبهم حتى أنهم يجعلون فاتورة القوادين تدفع من المال العام.

كنت أشعر بالعار وأنا أقرأ فى أوراق تلك القضية المنشورة، كيف ينظر إلينا الآخرون كشعوب، كم من نظرات الاحتقار يمكن أن تلحق بالعرب من مثل هذه السلوكيات المذلة، ولعل ربيع العرب المبارك يكون ماء السماء الذى تتطهر به بلادنا من هذه الوساخات التى أهانت ولوثت سمعة العرب والمسلمين على مدار عقود طويلة.

almesryoongamal@gmail.com

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire