samedi 3 novembre 2012

الرئيس الفرنسي في بيروت أول عاصمة عربية يزورها منذ انتخابه

باريس: ميشال أبو نجم
أضافت الرئاسة الفرنسية محطة جديدة لم تكن مقررة في الجولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بدءا من يوم الأحد، التي كانت تشمل المملكة السعودية ثم لاوس للمشاركة في القمة الأوروبية - الآسيوية في العاصمة فينتيان. وهكذا، فإن الرئيس الفرنسي سيبدأ جولته في بيروت صباح الأحد، حيث من المقرر أن يمضي نحو 3 ساعات في القصر الرئاسي في بعبدا، حيث يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جلسة مغلقة، ثم غداء عمل ضيق يليه مؤتمر صحافي مشترك قبل أن يعود إلى طائرته، ومنها إلى مدينة جدة السعودية.

وقالت مصادر فرنسية في باريس إن حرص الرئيس هولاند على التوقف في بيروت التي ستكون أول عاصمة عربية يزورها منذ انتخابه رئيسا للجمهورية «يعكس تمسك فرنسا بدعم لبنان، والوقوف إلى جانبه في مرحلة تعتبرها باريس بالغة الخطورة بسبب المخاوف من عدوى الأزمة السورية، وانعكاساتها السلبية على لبنان».

وكان هولاند قد التقى الرئيس اللبناني في شهر يوليو (تموز) الماضي في باريس، التي زارها سليمان رسميا ووجه أثناءها دعوة لنظيره الفرنسي لزيارة بيروت.

وحتى يوم الأربعاء الماضي، لم تكن محطة بيروت على جدول هولاند. وفي الأساس، كان مقررا أن يأتي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى العاصمة الفرنسية بناء على دعوة رسمية في التاسع عشر من الشهر الحالي، حيث أعد له برنامج حافل. ولم يعرف ما إذا كانت زيارة هولاند إلى بيروت ستؤجل أو تلغي زيارة ميقاتي.

وتقول المصادر الفرنسية إن اغتيال رئيس جهاز الاستطلاع في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، دفع أجهزة الإليزيه إلى برمجة التوقف في بيروت، لأن باريس نظرت إلى الحادث على أنه «بالغ الخطورة»، وسبق لهولاند نفسه أن أدانه أكثر من مرة، كما أنه حمل وزيرة الدولة للشؤون الفرنكفونية يمينه بنغيغي، التي زارت بيروت بمناسبة معرض الكتاب الفرنكفوني، رسالة أخرى إلى الرئيس سليمان تعبر عن الدعم الفرنسي.

وتتخوف باريس، إلى جانب اهتزاز الأمن في لبنان على خلفية النزاع السوري الدامي، من اختلال الوضع السياسي، وخصوصا من الفراغ السياسي الناجم عن الدعوات لاستقالة حكومة الرئيس ميقاتي. وبعد البيان الذي صدر عن سفراء الدول الخمس الكبرى في لبنان، والذي يحذر من الارتباك والفراغ السياسي وخلو المؤسسات واهتزاز الوضع العام في لبنان، حرصت المصادر الفرنسية على أن توضح موقفها، الذي فهم منه أنه «لا يعود لفرنسا» أن تحدد ما يتعين على اللبنانيين أن يفعلوه، ولكنها تتخوف من الصعوبات التي سيواجهها المسؤولون في استيلاد حكومة جديدة.

ولذا، فإن الموقف الذي نقل إلى بيروت يقوم على التالي: «لتقم حكومة جديدة ولكن بالتوافق المسبق». وهذا الموقف يتقاطع مع موقف الولايات المتحدة الأميركية، ويدعم الموقف الذي يدافع عنه الرئيس سليمان. وتبدي باريس حرصا على استمرار عمل المؤسسات اللبنانية، ورفضها لإسقاطها في الشارع وتعتبر أن ثمة رابطا قويا بين استمرارها في العمل والمحافظة على الأمن وعلى الاستقرار السياسي. فضلا عن ذلك، تفهم الزيارة على أنها دعم للرئيس سليمان بما هو رمز لوحدة لبنان ومؤسساته.

وليس سرا أن باريس كانت متحفظة على حكومة ميقاتي. لكنها بعد الاختبار «وتحديدا تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتمديد لها»، عدلت إيجابيا موقفها منه، وأيدت سياسة «النأي بالنفس» التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية.

وسيكون الملف اللبناني الداخلي معطوفا على الملف السوري «الطبق الرئيسي» في محادثات هولاند - سليمان. وينتظر أن يجدد الرئيس الفرنسي دعوته للبنانيين من أجل تحاشي «استيراد الأزمة السورية» إلى بلدهم والتوحد وتقديم جرعة دعم للرئيس سليمان وحثه على الحوار الوطني. وسبق لهولاند أن ندد بمساعي سوريا لضرب استقرار لبنان. وتركز باريس انتباهها في الوقت الحاضر على كيفية مساعدة المعارضة السورية على توحيد صفوفها وتوسيع قدرتها على تمثيل الثورة بكل مكوناتها، تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية قال هولاند إنه مستعد للاعتراف بها حال الإعلان عنها.

يترافق هذا التحرك مع تركيز باريس على دعم المناطق المحررة لتمكينها من الصمود الاجتماعي والحياتي، بالتعاون مع المجالس المدنية والمشتركة المحلية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire