mercredi 21 novembre 2012

بالصور …. "الشوّا" يروي قصته التي أبكت داود أوغلو

قال الفلسطيني باسل الشوّا والد ضحية القصف الإسرائيلي "يسرى": "أشكر الوزير، لقد حضنني وواساني كأنني أخوه، أشكره كثيرا"

لم يتخيل الفلسطيني باسل الشوّا يوما أنه سينجح في انتزاع الدموع والعَبَرات، من عيني وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ودفعه للإجهاش بالبكاء، خلال زيارته لمدينة غزة أمس الثلاثاء.

فقد كانت مأساته، كفيلة بما يكفي، لإسالة عَبَرات المسؤول التركي الرفيع، ودفعه بشكل عفوي لمعانقته، ومحاولة مواساته على مصيبته الجلل.

الشوا، رجل بسيط، لا علاقة له بالسياسة، وربما لم يكن يدري بزيارة الوزير التركي لغزة، لكن الأقدار ساقته إلى هذا الموقف الذي أثار تعاطف الملايين الذين شاهدوه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

مراسل وكالة "الأناضول" للأنباء، رصد مأساة "الشوا" وعائلته، من خلال زيارة منزله، ومحاولة التعرف على قصته.

يقول "الشوا"، إنه أُبلغ هاتفيا بأن ابنته وزوجته أصيبتا في قصف منزله الكائن بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأنهما نقلتا إلى مستشفى الشفاء، فتوجه مسرعا إلى هناك.

وفي المشفى فوجئ بابنته الشابة "يسرى" قد فارقت الحياة؛ الأمر الذي جعله ينهار من البكاء، في مشهد مأساوي.

وتصادف وجود "الشوّا" في المستشفى مع زيارة وزير الخارجية التركي داود أوغلو، الذي لم يتمالك نفسه من البكاء كذلك.

يقول الشوّا لوكالة الأناضول: "كان الوزير موجود.. أوقفني وقبّلني، بعد أن تأثر من المنظر المرعب، حينما رأي دماء الأطفال والأبرياء".

وأضاف: "أشكر الوزير، لقد حضنني وواساني كأنني أخوه، أشكره كثيرا".

ويسترجع الشوّا ما قدمته تركيا من دعم للشعب الفلسطيني، حيث قال:" لقد ضحي أتراك بأنفسهم من أجل غزة، في سفينة مرمرة"، في إشارة إلى حادث اعتداء الجيش الاسرائيلي على قافلة بحرية تركية عام 2010، الذي قتل فيه 9 من الأتراك.

كما شكر الشوّا، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على ما يقدمه من دعم للشعب الفلسطيني، وعلى تصريحاته الأخيرة التي اتهم  خلالها إسرائيل بارتكاب "أعمال إرهابية" خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.

وعرض الشوّا، بألم بالغ، ذكرياته مع ابنته "يسرى" ذات الـ18 ربيعا، حيث يقول: "كانت ذكية، وقوية الشخصية، الكل يحبها، وهي تحب الأطفال جدا".

ويبدي الرجل الفلسطيني استغرابه الشديد من استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله بالقصف، حيث يصف نفسه بقوله: "أنا إنسان عادي، لا حزب لي، وليس لي علاقة بالسياسة والمقاومة، وكل هدفي هو العمل من أجل تأمين حياة كريمة لأسرتي الفقيرة".

وداخل شقته المدمرة، عاين الشوّا حجم الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي بمنزله المتواضع المكون من غرفتين، وصالة.

وبأسى وحسرة، أخذ يقلب حطام المنزل، ويقول بألم: "انظر كيف طارت الستائر؟.. التلفاز طار.. هذه طاولة الطعام.. الصواريخ أتت من هنا".

وفي منتصف الغرفة التي قُتلت فيها "يسرى"، قال مشيرا على بقعة حمراء وسط الغرفة: "هذا دمها.. انظر انظر، لماذا قتلوها، ماذا فعلت لهم؟.

ولفت انتباهه ساعة الحائط المهشمة، والتي ما تزال معلقة على الحائط، فيما تشير عقاربها إلى الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة، وقال مشيرا لها: "في هذا التوقيت بالضبط قُتلت يسرى".

أما نجله "محمد" فيقول إنه كان خارج المنزل حينما سمع صوت الانفجار، وعاد مسرعا ليجد أمه وأخته مضرجين بدمائهما.

ويضيف: "يسرى كانت أمي الثانية، تساعدني في كل شيء، تعينني على فهم دروسي في المدرسة.. رحمها الله".

وبعد أن أمسك بقايا الصاروخين الذين دمرا منزله، وقتلا شقيقته قال: "الإسرائيليون لا يفرقون بين مدني وعسكري.. نحن لا علاقة لنا بالأحزاب ولا بالتنظيمات".

وإلى مستشفى الشفاء بغزة، انتقل مراسل "الأناضول"، حيث ترقد والدة الضحية "يسرى"، للعلاج من الإصابة التي لحقت بها في قصف المنزل.

وقالت "أم محمد"، الأم المفجوعة رواية ما جرى: "فجأة حدث انفجار لا ندري كيف حدث، صرخت على يسرى، فردت عليّ، ثم سقطت على الأرض".

وبعد أن أجهشت بالبكاء، عادت لتكمل قصتها: "كانت ميتة، وأنا لا أعرف، يبدو أنها قتلت من الصاروخ الثاني الذي دمر البيت".

وأكملت الأم باكية: "يسرى ابنتي الوحيدة (من الإناث) وهي ابنتي البكر، كانت ذكية ومحبوبة وتستعد لدخول الجامعة كانت كل شيء في البيت.. الله يرضى عليها.. كانت حياة البيت".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire