samedi 24 novembre 2012

علي بريشة يكتب: الرئيس السابق محمد مرسي



22 نوفمبر 2012 .. هو تاريخ آخر أيام محمد مرسي في منصب رئيس جمهورية مصر العربية.
بعد هذا اليوم قد يستمر الرئيس السابق محمد مرسي في القصر الجمهوري يوما أو مئة عام حسب قدرته على قمع المعارضين والتنكيل بهم .. ولكن بقاءه سيكون بصفة أخرى تفتقد شرعية الرئيس المنتخب .. صفة الديكتاتور الذي يجمع كل السلطات في يده وتمتلك سلطاته حصانه إلهية .. فالمادة الثانية من الإعلان الدستوري لا يقبلها أي شعب حر دفع من دمائه ثمن حريته.
صبيان المرشد المنتشرون في وسائل الإعلام للتشدق بالشرعية يتناسون أن الرئيس المنتخب لا يمتلك أبدا سلطات مطلقة .. وإلا لأصبح من حقه مثلا أن يصدر قانونا يمنحه الرئاسة مدى الحياة .. أو يورث الرئاسة من بعده لأبنائه .. يتناسى صبيان المرشد أن الشعب عندما انتخب مرسي رئيسا لم ينتخبه قاضيا ولا مشرعا .. فالنظام الذي أقسم الرئيس مرسي على احترامه يتضمن الفصل بين السلطات الثلاثة ولا يغلب سلطة على أخرى .. لا أعرف شكل الفتوى التي برر بها صبيان المرشد للرئيس السابق محمد مرسي أن يحنث باليمين التي أقسمها عند تنصيبه ولكنها بالتأكيد لا تستند لشريعة سماوية وإنما مكيافيلية واضحة.
ليس أمرا جديدا في تاريخ البشر أن يتحول رئيس منتخب إلى ديكتاتور .. فعلها يوليوس قيصر في روما القديمة ونابوليون بونابرت في فرنسا الثورة وأدولف هتلر في ألمانيا النازية .. كلهم كانت نهايتهم سودا .. رغم أن أحدا منهم لم يكن مجرد "إستبن".
سقطت شرعية الرئيس السابق محمد مرسي .. أصبح وجوده حاليا لا علاقه له بصندوق الإنتخاب أو الديمقراطية .. أصبح وجوده مرتبطا فقط بالقوة .. أو الخوف من حمامات الدم القادمة .. مثل أي محتل أو غاصب للسلطة على طريقة صدام والقذافي وبشار يعتبر أن كلمته قانون وشخبطة قلمه دستور وإرادته وحيا إلهيا .. مع أن الوحي الإلهي الحقيقي يحذر كل جبار متغطرس من مصير أسود : " فقال أنا ربكم الأعلى / فأخذه الله نكال الآخرة والأولى / إن في ذلك لعبرة لمن يخشى".
صدق الله العظيم .. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى.
الدستور الاصلى

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire