dimanche 20 janvier 2013

الأحزاب في قفص الاتهام

الأحزاب في قفص الاتهام

تخلت معظم القوي السياسية والحزبية وقادة الرأي عن دورهم في مساعدة الدولة في علاج المشكلات

التي تحاصرها وإيجاد حلول عملية لها‏,‏ كما تخلوا أيضا عن توعية المواطنين بعدم التعامل مع الظواهر السلبية  التي نعيشها وتكدر حياتنا بشكل كبير متناسين دورهم في خدمة المجتمع ليتفرغوا في الكلام والحديث عن السياسة في وسائل الاعلام المختلفة‏,‏ وفي كل الندوات التي يظهرون فيها من أجل خدمة مصالحهم الشخصية فقط‏,‏ وخلال هذا التحقيق نتعرف علي الأسباب التي جعلت الأحزاب والقوي السياسية تهمل دورها الاساسي في خدمة المجتمع‏.‏
في البداية يقول الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الرسمي لحزب الوفد أن تخلي القوي السياسية وقادة الأحزاب عن دورهم في التوعية والمساهمة مع الدولة في حل السلبيات والمشكلات التي تحاصر المجتمع وتواجه المواطنين وتركيزهم فقط في الحديث والكلام عن السياسة والأمور المتعلقة بها فقط في وسائل الأعلام المختلفة والندوات يعد خطأ من الأخطاء التي تقع فيها الأحزاب والقوي السياسية في مرحلة التحول الديمقراطي نظر لان كل الأحزاب كانت مهمشة في النظام السابق‏.‏
أضاف أن الوضع الطبيعي للأحزاب والقادة السياسيين النزول إلي الشارع لمعرفة المشكلات التي تواجه المواطنين وإيجاد الحلول المناسبة لها‏,‏ معلنا أنه من المفترض أن يكون لكل حزب مجموعة متكاملة من البرامج المتكاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حتي يشعر الناس بتواجده في الشارع بشكل قوي‏,‏ إلا أن افتقار معظم الأحزاب إلي الإمكانيات المادية التي تتيح لها إنشاء مقرات للتواصل مع المواطنين يضعف من الدور الواجب القيام به تجاه المجتمع‏.‏
أشار إلي أن حزب الوفد من أكثر الأحزاب تواجدا في الشارع مع المواطنين وكان ولا يزال له برامج توعية منذ الثورة حيث نظم الحزب حملة أبدأ بنفسكبوضع ملصقات في محطات مترو الإنفاق وفي الشوارع والميادين لحث المواطن علي عدم إلقاء القاذورات فضلا عن قيام الشباب الوفدي بأعمال الدهانات في الشوارع لعودة الناحية الجمالية للبلد بعد حالة الفوضي التي انتشرت بعد‏25‏ يناير من العام قبل الماضي‏,‏ مشيرا إلي أن هذه الأعمال توقفت بعد عدم تجاوب الدولة مع هؤلاء الشباب‏.‏
قال إن حزب الوفد واجه عدم استجابة المحافظين عند رفع المشكلات التي يعاني منها المواطنون في مختلف المحافظات حتي لا يظهر دوره في خدمة المجتمع وكانت الاستجابات لحزب الحرية والعدالة والتيارات الدينية أكبر بكثير من الاستجابة للتيارات المدنية‏.‏
ويؤكد الدكتور عمرو حمزاوي رئيس حزب مصر الحرية أن معظم قادة الرأي لا يقومون بدورهم في خدمة المجتمع بتوعية الشباب والمواطنون لنبذ السلبيات التي طرأت علي المجتمع مؤخرا بالابتعاد عنها وعدم التعامل معها‏,‏ وينشغلون فقط بالتركيز علي الكلام في السياسة والذي يعد هذا غلط كبير في حق المجتمع الذي يحتاج إلي طرح الحلول والبدائل لما يعانيه المواطن يوميا‏.‏
موضحا أن الناس لا تطيق الكلام في السياسة لكثرة ما يعانيه المواطن من مشكلات تتمثل في الضغط العصبي والنفسي الذي يواجهه باستمرار من غلاء في السلع واختناقات المرور والقمامة التي أصبحت تغطي معظم الشوارع فضلا عن المشكلة الأخلاقية والتي أصبحت واضحة بنسبة كبيرة في الشارع‏,‏ لافتا إلي أنه ينبغي علي قادة الرأي والأحزاب السياسية أن تهتم بالقضايا العامة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإبراز دورها تجاه المجتمع الذي تمثله وتقوم بتوعية أفراد المجتمع بالظواهر السلبية التي حلت علينا بعد الثورة بسبب الانفلات الامني باستحداث عبارات غريبة علي مجتمعنا وفهم الحرية بشكل خاطئ بغلق الشوارع والطرقات بالباعة الجائلين أو بالسلوك غير السوي بانتظار السيارات في قارعة الطريق دون مراعاة حرمته‏.‏
ويري نبيل ذكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع أن السياسة مفتاح حل جميع المشكلات لذلك تركز الأحزاب في الكلام عنها لعدم وجود النظام السياسي الذي يتجاوب مع مصالح الجماهير بفتح الباب أمامهم لحل مشكلاتهم المتعلقة بالبطالة والفقر وارتفاع الأسعار الجنوني والمرور والقمامة وتهذيب الأخلاق‏,‏مؤكدا أن مفتاح حل كل هذه المشكلات يكمن في العمل السياسي وإيجاد نظام يتجاوب مع اماني المصريين بحيث يشعر به كل مواطن ينتمي لهذه البلد‏.‏
قال إن وجود نظام سياسي يعمل لصالح المواطن يساعد علي تحقيق الاستقرار السياسي وبالتبعية يتحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي‏,‏ ولكن في ظل وجود فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم لا نتوقع حلا للمشكلات‏,‏ وستكون هناك عدم مصداقية وافتقاد للثقة وعدم ضخ استثمارات جديدة وبالتالي لن تدور عجلة الاقتصاد وتحدث ألازمة في كل قطاعات الدولة ومن هنا تأتي أهمية الحديث في السياسة‏.‏
مضيفا أن السياسة تتضمن التوعية والتثقيف وليست فقط الكلام عن القوانين والصراعات الموجودة داخل الأحزاب أو التحالفات المزمع حدوثها في الانتخابات البرلمانية‏,‏ مشيرا إلي أن القوي السياسية من الممكن أن تقوم بدورها في توعية المواطنين ولكنهم لن يلقوا استجابة من المجتمع لوجود ظواهر سلبية مثل الباعة الجائلين من الصعب رفعهم عن الاماكن التي يفترشون فيها بسهولة لعدم وجود الأمن وغياب سيادة القانون‏.‏
وأعلن أن جبهة الإنقاذ تقوم بتوعية الشباب علي ضرورة الاحتفال السلمي يوم‏25‏ يناير المقبل في الاحتفال بالذكري الثانية للثورة ورفض أي تجاوزات أو عنف أو أي نوع من أنواع التخريب في المنشآت ووسائل النقل المختلفة‏.‏
أما مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد فقال إن هناك ظروفا خاصة جعلت الأوضاع السياسية تفرض نفسها علي الساحة ويتركز الكلام في السياسة بسبب الجمعية التأسيسية والكلام الكثير الذي أثير حول تشكيلها ومدي قانونيتها ثم صياغة الدستور والاستفتاء عليه وبعد ذلك خطاب الرئيس محمد مرسي الذي أسند فيه لمجلس الشوري صياغة قانون الانتخابات البرلمانية ثم الحديث عن بعض مواده وفرص الأحزاب في الحصول علي مقاعد في الانتخابات المقبلة والتحالفات التي تحدث بين بعض الأحزاب وبعضها البعض لمواجهة الحزب الحاكم‏,‏ كل هذه الأشياء جعلت الأحزاب تتحدث عنها‏,‏ لأننا نعيش في جو سياسي ساخن‏.‏
قال نحن في حالة من الصراع السياسي لعدم حدوث استقرار بعد الثورة‏,‏ فضلا عن أن الأحزاب لم تعتاد تداول السلطة مما جعل بعضها يدعو لثورة جديدة والبعض الأخر لا يعمل بشكل طبيعي جعلها لا تفكر في أيجاد حلول للسلبيات التي يعاني منها المواطن‏.‏
أكد أنه ينبغي علي كل حزب أن يكون له دور واضح في التنمية دون الاعتماد علي الدولة‏,‏ ولذلك يبحث حزب العمل الجديد عن مشروع لزراعة مساحة لا بأس بها من الصحراء وبناء مساكن مخفضة التكاليف للشباب‏,‏ فضلا عن مشروع أخر لحث الشباب علي العمل الجاد لرفع معدل التنمية ونبذ فكرة التظاهر الذي يؤثر علي المجتمع بشكل سلبي‏.‏ مشيرا إلي أنه يدعو الأفراد الذين يقومون بسد الشوارع أمام المارة لحضور ندوات التوعية التي يسعي الحزب إلي عقدها لمساعدة الحكومة في الوصول إلي الاستقرار الذي ننشده جميعا‏.‏
ويقول عبد الغفار شكر وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن الأحزاب كيانات تنشئ من أجل تداول السلطة وللتعبير عن مصالح المواطنين وللدفاع عن مصالح اجتماعية معينة مع وضع برامجها موضع التنفيذ من خلال سياسات الدولة ويأتي توضيح دور الأحزاب لان الناس تنظر إليها علي أنها كيانات خدمية لتحسين أحوالهم‏.‏
أضاف أننا نعيش في مرحلة من الفراغ السياسي والأحزاب حاليا في موقف رد الفعل من الاحداث لان معظمها لم يكتمل بناؤها بعد‏,‏ كما إن الأحزاب القديمة في حالة حراك سياسي تسعي من خلاله إلي مداواة جراحها وتنظيمها من جديد‏,‏ كما أن الأحزاب الجديدة تحاول تثقيف أعضائها واستكمال بنيانها لتعريف الشعب بها‏.‏
قال إن الكلام عن السياسة وضع طبيعي لأننا لسنا في مجتمع مستقر‏,‏ والدولة تعيد صياغة مؤسساتها‏,‏ ورغم ذلك فعلي الأحزاب أن تهتم بالقضايا التي تهم رجل الشارع وتحاول أيجاد حلول عملية لها‏.‏
ويقول الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن أنه من المفترض أن يكون لكل حزب مشروع قومي أو وطني يجمع فيه جميع التخصصات في مختلف المجالات حتي يستطيع إدارة البلاد في حالة الوصول إلي الحكم أو دخول البرلمان‏,‏ ولابد أيضا أن يكون له أجندة تشريعية ولن كل هذا غير موجود في معظم الأحزاب الحالية لعدم وجود كوادر‏.‏
مضيفا أن حزب الوطن تدارك هذا ويستعد لعقد مؤتمرات جماهيرية بالقاهرة في البترول والتعدين والاقتصاد والزراعة لتنمية هذه المجالات مع عقد مؤتمر موسع عن السياحة في مدينة شرم الشيخ لتنشيط السياحة التي تعد من مصادر الدخل القومي وتوعية الشباب لإبراز دور السياحة والمحافظة عليها‏.‏
قال إن بعض الأحزاب ليس لديها هياكل حزبية ولكنها تمتلك أشخاصا تليفزيونية تقوم بتفصيل الأحزاب يكون دورهم الهجوم علي الدولة دون أن تكون لهم رؤية واضحة وبديلة قابلة للتحقيق حسب الظروف المتاحة التي نعيشها والمساهمة في التغلب علي السلبيات الموجودة في حياتنا‏.‏

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire