vendredi 11 janvier 2013

الرجولة أدب

وأني له أن يفهم أو يعي ؟؟ وهو ذلك الطفل المدلل الذي طالما امتدت يداه ليشير لإحدي الدمي لتكون ملكه بعد دقائق معدودة أو يحلم ليجد أن حلمه تحقق أو يرتكب خطأً كبيراً فيتقدم له الجميع بصكوك العفو والغفران.

إذا كنت لا تعي سر هذه المعاملة الخاصة لهذا الفرد من العائلة فيكفي أن تعرف أنه "آخر العنقود" وإنه "ذكر" أتي بعد ابنتين سبقتاه في العمر بأربع سنوات وسنتان...وقد ولد لكهل كبير تخطي الستين من العمر بسبعة سنوات ليكون نتاج فاشل وفاشي لمثل هذه الزيجة الفاشلة التي طالما دفع الأبناء لها ثمنا ف حياتهم فيما بعد..تلك الزيجة التي اجتمع فيها الزوج صاحب الثلاثة والستين عاما بفتاة ف التاسعة عشر من عمرها.

كثيرا مما يعرف أو يسمع هذه القصه ما تنتابه مشاعر الدهشة والتعجب ..فكيف لها أن تقبل؟؟وهو كيف له أن يتجرأ ويتزوج من فتاة أصغر منه بأربعة عقود كاملة ؟؟ ...ولكن ما يلبث أن يعلم أن هذه الكارثة حدثت لإنتماء الطرفين لمحافظة "سوهاج"تحديدا من مركز من قرية فقيرة نائية ؛ حتي يتطرق المستمع ويتسائل  بعد تفهم وضياع لنبرة الدهشة والتعجب ويتسائل "ولم حدث هذا" ؟ ويأتي الرد بنبرة نافية متقطعة : أنه ليس حالها وحدها ...بل هو الوضع السائد لمعظم الفتيات ممن تخطين الرابعة عشر من عمرها دون زواج في صعيد مصر.. فما أن دق الباب كهلا عجوزا لفتاة تخطت الثمانية عشر  ...يكبر والدة الفتاة ذاتها بعقد كامل  بل والأنكي أنه يربطه بالعائلة صلة نسب فهو زوج خالتها المتوفاة إلي أن وافق الأب دون جدال أو نقاش خصوصا أن ابنته ستذهب للعيش في "المحروسة مصر" وتترك "سوهاج" إلي الأبد.

ذلك و لم يخطر ببال أحدهم أن الصدام سيكون حتميا أو قريبا إلي هذا الحد...فقد بدأ الصراع والصدام  مع أبناء الزوج خصوصا أن منهم من يضاهيها ف العمر بل ويكبرها ف أحيانٍ كثيرة ليجدوا أن مكانة ومكان أمهم الراحلة قد اعتلته أخري ممن هي دونهم ف العمر والمقام بلا شك خصوصا وعلي حد تعبيرهم أنها تلك الفتاة التي "أتت من وراء الجاموسة" وإن كنت لا تعرف معني هذا التعبير فهو يشير إلي أن فتيات الصعيد والأرياف دائما ما يقمن برعاية الماشية  وحلبها وجمع الروث لإستخدامه في السماد كعادة كل المزارعين ... أضف إلي كل ما سبق أنها أمية لم تطأ قدماها المدارس أو الكتاب يوما ما فما زالت لا تعلم الكثير والكثير عن طريقة نطق العربي "المصراوي المتمدن" بعد.... ولا تعرف كيفية التعامل مع هؤلاء اللذين عاشوا وترعرعوا بين جنبات "المحروسة" فنالها من السخرية والاستهزاء ما نالها ....ناهيك عن افتعال المشاكل والأزمات المتتالية ليثنوا أباهم عن الإستمرار في مثل هذه الزيجة محاولين بذل قصاري جهدهم والعمل علي سرعة إنهاء هذه الزيجة الفاشلة  -من وجهة نظرهم - التي إن نتج عنها مولودا فسوف يحتل المكانة الأكبر ف قلب وعقل الأب بل وفي الميراث أيضا.

أراد الله ولا راد لقضائه إلا هو فهو من يقول "كن فيكون" ...فحملت هذه الفتاة في أولي جنين لها وما لبثت سعادتها أن اختفت بعد وفاة الجنين فهي أنثي ولدت في الشهر الثامن للحمل فلم يكتب الله لها الحياة سوي لدقائق معدوده انتهت حياتها بعدها للأبد.

مر وقت آخر ليس بالطويل لتحمل الفتاة بشري حملها للمرة الثانية من ذلك الكهل الكبير وقد أراد الله هذه المرة أن تخرج المولودة للنور والحياة وتحيا..فرحت الأم بها ولكنها تلك الفرحة المنقوصة التي لم ولن تكتمل إلا أن ترزق ب "الولد" .

وبعد سنتين كاملتين حملت الفتاة مرة أخري ولكن يا لتعاسة الحظ فقد رزقت بفتاة مرة أخري...ومرت سنتين أخريتين وحملت الفتاة ولكن هذه المرة استجاب الله لدعائها ليل نهار ...يا للفرحة فقد من الله عليها ب"الولد" ...السند ...قره عينها أو هكذا هي ظننت دائما .

فأصبحت تنظر له بعين حانية..لا ترد له طلبا ..تتسامح معه لأقصي حد ممكن بل وتطالب اخوته من البنات والكبار أن يسامحوه إذا ما أرتكب خطأ أو جرم ف حق إحداهن مستطردة قائلة "هتعملوا عقلكوا بعقل عيل صغير يعني" ؟؟ ولم لا فهو مناها من الدنيا والسند اللذي طالما حلمت به في مواجهة أولاد زوجها والحياة معا..فهي تري فيه المناص والوسيلة الوحيدة لإسترداد كرامتها المهدرة طيلة سنوات زواجها.

تمر السنوات ويكبر هذا الطفل  الصغير ليصبح شابا ذلك وقد أخذ الله من عمر والده ست سنوات كاملة طريحا للفراش لا يقوي علي الوقوف بمفرده دون مساعدة من أحد إثر جلطة بالمخ أول ما أتت..أتت علي مركز الذاكرة تلاه المركز الحسي لبعض الأطراف...قبل أن يسترد الله أمانته للأبد.

ذلك وقد صار الإبن شابا يافعا...يحتاج لمن يأخذ بيديه في مثل هذه السنون التي تخط فيها ملامح الرجولة مكانها في وجهه ..وصل للعمر اللذي يصاحب فيه الأب ابنه ويتخذ منه شخصا استرشاديا لكيفية التعامل في كل جنبات الحياة وخصوصا في معاملة النساء والبنات بحكم سن المراهقة التي يمر بها أي شاب.

ولكنه لم يجد من يدلي بدلو النصائح الي ينتظره فطالما استسقي هذه المعلومات من الأصدقاء أو من شبكة الأنترنت ...فهيهات أن يحظي بمثل هذه المعلومات من الأب الذي طالما كان طريحا فقد حال مرض الأب دون ذلك وفي نفس ذات الوقت عجزت الأم الضعيفة المنكسرة عن تولي مثل هذا الدور في حياة ابنها فنجدنه اتخذ من أصدقاء السوء مصدرا أساسيا لتشكيل حياته فاتجه للسجائر و للتدخين بكافة أنواعه وأشكاله ..في البداية كان هذا يحدث في الخفاء إلي أن انكشف أمره ولكنه لم يقلع عنها بل تمادي فيها وبمنتهي التبجح بل وفي العلن.

تخطي الشاب المرحلة الثانوية وتخرج في المدرسة الثانوية الصناعية ليحصل علي شهادة الدبلوم وبدأ بعدها رحلة البحث عن عمل يناسب مقوماته الدراسية وبدأ في التجول بين المهن املختلفة وبين عمل وآخر دون توفيق .

هكذا وتمر حياته دون أدني مسئوليه منه تجاه عائلته الكبيرة أو أسرته الصغيرة..هذا وقد ترسخ ف خاطره أن الرجولة لا يتعد معناها حد التطاول باليد علي أقرب أقربائه واستخدام القوة حيالهن محاولا سطر فوزه بمعركة جديدة من أسطر كتابه في صفحات الرجولة المزيفة .

وقد تناسي أن الرسول وصي بحسن معاملة النساء "واستوصوا خيرا بالنساء" ولربما تناسي أيدا قول رسولنا الكريم بحسن معاملة الأم فهي تلك المرأة التي تملك الجنة تحت أرجلها "الجنة تحت أقدام الأمهات"  فلم يجد له من رادع أن يتطاول ع أمه أيضا تارة بالسباب المهين وتارة أخري بالتطاول بالأيدي والأرجل.

ذلك وقد تناسي أن الرجولة هي الحماية والرعاية والقوامة ..فهو ذلك الإبن الذي لا يعلم ما يشغل بال إحداهن أو ما الذي يعتريها أو مم تشكو تلك الضعيفة أو فيم جال خاطرها وبالها بعيدا .

وتطوع بعض أقربائه في مثل عمره أن يكونوا له ناصحين  بحسن المعاملة أو ليس هكذا تعامل النساء ولكن دون أدني جدوي في حين اكتفي اخواته الكبار من الذكور بتجاهل مثل هذه الأحداث أو الإكتفاء بوضع بعض قطن الأذنين في آذانهم صامين أسماعهم عن مثل تلك هذه المشاجرات والقتال المتصل والإعتداءات التي لا تنتهي ؛ مبررين لأنفسهم تخاذلهم هذا بأنهم "أسرة مع بعضيهم" فاصلين أنفسهم عن ذلك الكيان الأكبر اللذي كان متغاضين عن آداء أدوارهم تجاه الابن الشاب الذي طالما افتقد دور الأب في حياته.

هذا سجال...وهذا قتال....وهذا جدال  واضح وصريح لا يخفي ع أحد خافية ولكنهم بتعاملون في مثل هذه المواقف بمنطق "لاأري...لاأسمع...لاأتكلم" ولا عزاء للمعتدي عليهن بالضرب والسب في هذا الفصل من الحياة.

وإن اعترضت إحداهن نالها ما نالها من أقذع السباب بالألفاظ التي يندي لها الجبين والتطاول باليد قد يصل إلي تهديد الطعن بالسكين أو أي آله حادة..إيمانا منه أنه "رجل البيت" وانه يقوم بتأديب إحداهن

ومع ذلك لم تتوانَ الأم أن تغضب لدقائق معدودة سرعان ما تزول وتستأنف صفو البال  ل"سندها" و"رجلها" وتتنازل ثانية وتعفو وتصفح وقد يتطرق الأمر إلي عتاب الابنة علي اعتراضها علي تعدي أخيها عليها عتابا أشبه بالهجوم متناسية أن ابنها هو المخطأ وليس هي  ..ولم لا وهو "قرة عينها" و "مني النفس" فكيف لها أن تغضبه أو تكيل له الكيل بمكيالين.

وفي النهاية...فالكل في انتظار عدالة الخالق لكي تصلح هذا الحال الذي لا استقامة فيه ولا رجاء سوي "عدالة السماء" .

هذا وبمنتهي الإختصار سرد ضئيل لمعاناة العديد من الفتيات ممن يولدن في عائلة عنصرية الفكر والمذهب لديها ابن ذكر ...والبقية تأتي 

Reda Rody

من ‏‎Reda Rody‎‏ في ‏‏11 يناير، 2013‏، الساعة ‏11:05 صباحاً‏ ·‏

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire