jeudi 14 février 2013

محمد خالد يكتب : تأملاتي .. التغيير في ظل الربيع العربي

تأملاتي ..
التغيير في ظل الربيع العربي
بقلم محمد خالد 


يقول "بورك" في كتابه ( الرجل السياسي الأمريكي): " إن الدولة التي لا تملك الوسائل لمسايرة التغيرات الاجتماعية لا تستطيع أن تحتفظ ببقائها"
ويقول المفكر الجزائري " مالك بن نبي " في كتابه ( شروط النهضة ): " ومن الواضح أن السياسية التي تجهل قواعد الاجتماع ، وأسسه لا تستطيع إلا أن تكون دولة تقوم على العاطفة في تدبير شؤونها ، وتستعين بالكلمات الجوفاء في تأسيس سلطانها ، ..."
لعله من الواضح بعد ثورات الربيع العربي وصعود أنظمة جديدة تتوفر على كثير من ثقة الشعب الذي اختارها في تسيير دواليب السلطة ،
 إلا أن هذا الوافد الجديد على السلطة وجد نفسه أمام كم هائل من المعيقات ، اقتصادية _ الأزمة الاقتصادية في العالم _ أو اجتماعية
 تتصدرها البطالة أو سياسية وصراع النخب من أجل صناعة الخلاف والعداء بين أبناء الوطن الواحد ، أدخلت شعوب المنطقة العربية
 في دوامة البحث عن الخلاص في أي لون كان وتحت أي مسمى ، فالاستقرار والأمن قد غاب عن الناس بسبب أفعال البعض أو جهل وخطأ البعض الآخر ،
وأصبحت لقمة العيش التي هي غايات الغايات وأصل القضية كلها وفصولها التي تتفرع عنها صعبة المنال ، فارتفاع الأسعار وشح السلع المعروضة في السوق
جعلت الناس كالوحوش لا مكان للفقير فيها .
يقول" أليكس ذي توكوفيل " وهو يروي حقبة ما بعد الثورة الفرنسية : " إن الإنسانية لم تشعر قبلها قط بهذا الاعتزاز بنفسها وهذه الثقة بقوتها ،
 وجنبا إلى جنب مع هذه الثقة المفرطة بالنفس كان هناك ظمأ عالمي إلى التغيير سكن كل العقول بسهولة.."
ويقول" ايريك هوفر" : " إن الذين يحاولون تغيير أمة ما أو تغيير العالم لا يستطيعون تحقيق هدفهم بتوليد التذمر واستثماره ،
أو بإثبات أهمية التغييرات المنشودة وضرورتها ، أو بإجبار الناس على تغيير أسلوب حياتهم ، على الراغبين في التغيير أن يوقدوا الآمال الجامحة ، وليس من المهم أن ترتبط هذه الآمال بجنة سماوية ، أو بجنة على الأرض ، أو أن تنصب على نهب ثروات هائلة من دول أخرى ، أو على السيطرة على العالم.. "
استحضر في هذا المقام تجربة أمريكا اللاتينية التي تأكد لها أنه لا سبيل للتغيير إلا عبر صناديق الاقتراع ، واقتنع اليسار الذي كان يحمل السلاح ويصعد الجبال بأن التغيير لن يأتي بأفعال النخبة فقط ، وإنما يأتي بإرادة الجماهير الشعبية ، ولا يمكن أن يتفق الشعب على غير طريق الهدى .
 

في كلمة:
إن الشعوب اليوم تستحق الديمقراطية التي تؤدي ثمنها ، وبقدر خلافاتها أو اتفاقاتها ، وحينما تتحد وتتضامن يكون القلب على القلب يمكن أن تحقق التقدم الديمقراطي ،

 فهو رهين بوحدتها واتفاقها وقدرتها على التفاهم .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire