mercredi 13 février 2013

قتله قناص الأسد في حلب"محرز" .. حين تسعى لنصرة المظلوم تستحق الشهادة

 

أخي قد سرت في درب المعالي
وسطرت البطولة لا تبالي
محمدُ يا حبيبي هل تجبني
فماذا الشوقُ يصنعُ بالرجالِ
فلو أبصرتني وأنا حزينٌ
أئن وأشتكي لرثيت حالي
فراقك يا حبيبي شل قلبي
فحبك أولا وبلا نزالِ
لدى الرحمن لقينا جميعا
بإذن الله ربي ذي الجلالِ
ويكرمنا الإله هناك نلقى
رسول الله مع صحب وآلِ
عليه صلاة ربي فهو نور
تضاء بنوره سود الليالي

هذه الكلمات قد تعبر وربما لا تفي بما يجيش في صدر زوجة وأهل محمد محرز الشاب المصري الذي لم يقبل على نفسه أن يرى بشار الأسد يقتل ويغتصب في شعبه الأعزل فقرر السفر إلى سوريا ومحاربة هذا النظام المتوحش .. بدأت رحلة محرز بكلمات لصاحبه محاولا إقناعه بالقتال في سوريا فقال له "يا عم تموت إيه؟ إحنا هنروح نجيب بشار في شوال ونيجي"، حيث كانت هذه الجملة التي رد بها محمد محرز، آخر الشهداء المصريين على الأراضي السورية، ليقنع صديقه بفكرة الذهاب للجهاد في سوريا، بعد أن شعر بتردده، ورغبته في التمهيد لزوجته خشية الموت هناك، فما كان من محرز إلا أن رد عليه واثقا بهذه الجملة أنهما لن يموتا هناك.

لم يتجاوز عمر محمد عبد المجيد محرز السبعة والعشرين عاماً بعد .. عمل محامياً في أحد المكاتب الخاصة بالقاهرة، حينما اتخذ قراره بالسفر للجهاد في سوريا كانت حياته بلا شيء يعكرها، فعمله مستقر وبيته هاديء، وابنته، التي مازالت سنوات عمرها تُعد على أصابع اليد الواحدة، تكبر أمام عينيه، كان مسلما معتدلا بلا انتماءات مسبقة سوى الوقوف مع المظلوم ضد الظالم.

محرز ظل فترة طويلة جدا يفكر في السفر للجهاد بسوريا، لم يحتمل ما كنّا نراه من مذابح ومجازر، رأى أن عليه دوراً لابد أن يؤديه ضد كل الانتهاكات التي تُنقل إلينا بالصوت والصورة، هكذا بدأ أنس خالد، الطبيب الشاب، وأحد أصدقاء محرز المقربين، حديثه، مضيفا :"فاتح محرز زوجته الطبيبة الشابة، التي لم يتجاوز عمرها الأربعة والعشرين عاما بعد، في الأمر الذي يشغله وصارحها بنيته، فطلبت منه أن يبدأ في التحرك فورا، وقالت له إن هذا ما كنت تنتظره، إذا حصل على النصر فهذا شرف، وإذا نال الشهادة، فقد ضمن الجنة له ولابنته، وهذا ضمان مستقبلها الذي تتمناه، بعدها ظل محرز نحو شهر يجالس شيوخ وعلماء دين من الأزهر، ويسألهم حول الحكم الشرعي للسفر بغرض الجهاد في سوريا، كانوا يسألونه هل لديك عمل ودخل؟ هل لديك بيت وأسرة؟ فكان يجيبهم بأن حياته أكثر انضباطا مما يتخيلون، وأنه لا يسعى للجهاد هربا من مشكلة ما هنا، وأنه مستقر في عمله وسعيد مع زوجته، لكنه يود الجهاد، وبعد أن توصل إلى أنه يجوز له شرعا السفر هناك للجهاد، اتخذ قرار السفر فورا".

ترك محرز وراءه البيت الذي أسسه بكده الطويل في الغربة، حيث سافر بعد أن حصل علي ليسانس الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، للعمل في ليبيا، حتى يتمكن من الزواج وتأسيس البيت، عاد من ليبيا بعد اندلاع الثورة بها، وعقب تنحي مبارك، ليشارك بعدها في كل الاحتجاجات ضد المجلس العسكري والإخوان.

يقول صديقه أنس :"لم يغب سوى عن الاحتجاجات التي جرت خلال الشهرين الماضيين لظروف سفره لسوريا، حتى تلقت زوجته نبأ استشهاده، حيث أصابه أحد القناصة برصاصة في رأسه أثناء تواجده بالصفوف الأمامية في مقدمة كتيبة الاستطلاع بالجيش الحر في معركة المعامل بحلب، أغلق محرز حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قبل سفره، وأوصى أصدقاءه بألا يعرف أحد تفاصيل سفره، كأنه كان حريصًا على محو آثار أقدامه قبل الرحيل.

قد تكون الآية الكريمة في كتاب الله تعالى "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" الأكثر تعبيرا مقاتل كان كل همه نصرة المظلوم.

المصدر:

التغيير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire