vendredi 8 février 2013

من أنتم ... ؟ ….("انتم مجرد نكره كالعلق المتسلق على الأجساد")

من أنتم ... ؟



عندما يأتي الربيع وتتفتح الأزهار لتطلق عبيرها وعطرها الساحر وتعانق قطرات الندى وريقات الشجر وتتمايل الأشجار متراقصة على أنغام العصافير وتتشابك الأيادي العاشقة ويشع الحب والأمل والتفاؤل ... فتبدأ دورة الحياة من جديد ... ويعقب الربيع الصيف بحرارته وطول نهاره عن ليله، يحبه البعض ويخافه الآخرون ... ولكن تبقي له ظواهره.


فدائما يري البعض النصف الممتلئ وآخرون يعشقون فراغ النصف الآخر، يهتم البعض برصد درجات الحرارة وآخرون يتابعون منازلات السياسة والبعض لا يملك رفاهية متابعة أخبار الرياضة و ... ويهتم بعض المتخصصون بدارسة التغيرات المناخية وتأثيرها على البشر ...


يقول بعض المتخصصون أن الدمامل دائماً ما تزداد ظهوراً في فصل الصيف حيث تنشط البكتريا فتهاجم الإنسان ويخرج لها الحراس والجنود ليدافعوا عن قلعة الجسد فيقع بعض الجنود ممن يسمون بكرات الدم البيضاء التابعة للواء المناعة وتنشب المعركة ولا تهدأ حتى يعلن العدو المهاجم عن استسلامه وهزيمته ولكن بعد سقوط كثير من الشهداء من جنود كتيبة كرات الدم البيضاء، ولأن الحي أبقى من الميت فتقوم وزارة البيئة بتوجيه وتسريع تدافع سريان الدم لتجميع الصرعى والموتى في مكان واحد بغية التخلص منها، وكلما كان لواء المناعة قوي ومدعم بأحدث الأسلحة وجنوده مدربون وأيضا عندما تكون وزارة البيئة في كامل هيئتها وطاقتها كانت المعارك قصيرة، ومن المؤكد أن منطقة الصراع بين العدو والمدافعون تكون منطقة دافئة وان اشتد الوطيس ترتفع حرارة منطقة النـزاع وقد تؤدي لإرتفاع درجة حرارة الحصن نفسه وهو كامل الجسد وعند انتهاء المعركة قد تترك علامات أو ندوب تصبح كآثار المعركة .


في بعض الأحيان تكون كتائب المقاومة غير مستعدة أو غير قادرة على صد الهجوم البكتيري وفي هذه الحالة تتكرر المعارك وقد يتحول الدمل إلى معركة أكبر وتسمي بالخراج وقد يحدث أن يتحول الخراج إلى خراج مزمن عندما يصاب لواء المناعة نفسه بالكسل واستكانته واتكاله على خبرات سابقة وعدم استعداده للدفاع عن وطنه وقد تؤدي حالة الإرتخاء والوهن أن تستباح أجزاء كبيرة من مناطق نفوذه وهيمته فتتكرر الخسائر وقد تصل إلى حد الهزائم .


ينصح المتخصصون بتفريغ الدمامل مما تحويه من صديد لكي تشفى المنطقة المتنازع عليها فيلتئم الجرح بعد ذلك، وقد نحتاج لفتح وتطهير بعض الدمامل مساعدة خارجية عن طريق الماء الدافئ وفي بعض الأحيان تحتاج عملية الإسراع بالشفاء بعض الدهانات التي تحمل المضادات الحيوية، ويفضل كثير من المتخصصون اللجوء إلى الأطباء حتى لا تنتقل وتنتشر العدوى إلى مناطق أخري أو تترك أثار وتشوهات .


وكما هو الحال في كثير من الأمور فقد يشمئز البعض من مجرد ذكر كلمة دمل وقد يري آخرون أنه علامة استعداد ونصر جنود كرات الدم البيضاء وأيضا كفاءة وزارة البيئة وأن وزارة المواصلات المتمثلة في الشرايين والأوردة إلى أن تصل إلى الشعرات كلها تؤدي عملها على أكمل وجه فلنحمد الله على نعميه وليرحم شهداء معاركنا الضارية .


ينزعج الكثير مما نشاهده في وسائل الإعلام أو نقرأه على صفحات الجرائد أو حتى ما نعيشه على أرض الواقع منذ بداية فصل الصيف من العجائب تصل في بعض الأحيان متفوقة على عجائب الدنيا السبع، وقد يصل الانزعاج بالبعض إلى حالة من الفزع المؤدي إلى الخوف وفقدان بوصلة الإرشاد أو الشعور بالإحباط والإهتزاز والإختلال النفسي، وكذلك يري آخرون وأنا منهم أن كل هذا متوقع وغير مفاجئ وقد أصل بالقول أن كل ما ظهر وما يظهر لاحقا بداية علامات الشفاء ، فقد كنا نعيش في مستنقع يموج بكل أنواع البكتريا العابرة للحدود وأيضا النابعة والناتجة عن الكبت وقمع الحريات وإيقاف سريان مجري الفكر وأيضا تفشي الجهل بأنواعه وقد استطاعت هذه البكتريا أن تكون لها مجموعة كبيرة من المفاهيم الخاطئة وتمكنت هذه المفاهيم المغلوطة وتوغلت في كل المجالات وخلال كل الاتجاهات بلا استثناء أن تجمع حولها الكثير تحت جنح الظلام الذي كنا نعيش فيه لعقود.


ولكن


ولكن جسد محبوبتى قوي وعقلها ممتلئ بتجارب آلاف السنين ، وقد هاجمها الكثير الكثير من الغزاة والطامعون والمغرضون و... ما بقى من ذكراهم سوى بعض السطور في كتاب تاريخها وبعض الندوب .


إذن ... من أنتم ... ؟


انتم مجرد نكره كالعلق المتسلق على الأجساد يقتاد قوته من الدماء يفرح بسكون هدفه يغتر بقدرته على إراقة الدماء ...تتاجرون ... تنافقون ... تكذبون ... تخادعون ... ولكنكم مجرد علق ... فستهزمون وتسحقون ولن يبقى منكم سوي بعض الحروف في كتابها المتروك وستهزمكم كرات دمائها البيضاء ولن يوضع في كتاب حبيبتي سوي من يرسم على شفاهها البسمة ويعيد لها العزة .



مواطنون ... لا ... رعايا

مدونة الأفق

WAEL GALAL ESSAWY

@ELOFOUK3000

  · http://elofouk.blogspot.com/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire