lundi 18 mars 2013

شعبان عبدالرحمن يكتب : نجيب ساويرس ... المال والفتنة !!

 

بقلم: شعبان عبدالرحمن

كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية

لسنا أمام رجل علماني يحترم علمانيته ولا نصراني يصون ديانته ولا رجل أعمال يمتلك تاريخاً شفافاً عن تضخم ثروته بهذه الدرجة المهولة ولا سياسي متزناً في مواقفه.

كان نجماً ساطعاً خلال عهد «مبارك» وصار فجأة من حكماء ثورة 25 يناير..

فالسيد «نجيب ساويرس» رجل الأعمال المعروف الذي سَخِر مؤخراً في رسم كاريكاتيري من اللحية والنقاب ومن قبل هاجم «الدين» على الهواء مباشرة ورفض المادة الثانية من الدستور،

وتفاخر بحب الثقافة الأمريكية، ولم ينكر استثماراته في الكيان الصهيوني..

هذا الرجل يمتاز بدهاء لا يحسد عليه في اتخاذ المواقف وعكسها وفي كلا الحالتين فإن إمبراطوريته الإعلامية الوليدة تُخدِّم عليه جيداً وتسوق من الحيل والتحليلات والتبريرات بما يبرزه كحكيم من حكماء زماننا الأغبر.

فقد أطلق الرجل قبل أيام رسمه الكاريكاتيري الساخر على موقع « تويتر» ساخراًً من النقاب واللحية، فلما قوبل ذلك بردود فعل قوية خرج وكأنه يخرج لسانه للغاضبين جميعاً قائلاً بكل بساطة: كانت دعابة.. كنت « بهزر»!! هي نفس الطريقة المليئة بـ «الاستعباط» على الشعب المصري التي اتبعها عندما سأله «عصام سلطان» نائب رئيس حزب الوسط في برنامج «لميس الحديدي»: من أين لك بهذه الأموال الضخمة التي أنفقتها على إعلانات تحريض الشعب المصري على التصويت بـ«لا» للتعديلات الدستورية؟ فرد عليه نجيب: لا علاقة لي بهذه الإعلانات أنا رجل ليبرالي وعندي قناة مفتوحة لأي إعلانات، وصاحب الإعلانات المشار إليها شخص اسمه «شادي»، وأنا لم أدفع مليماً واحداً..!!طبعاً لم يقل من هو «شادي»، ولم يظهر«شادي» حتى اليوم!   

وهى هى نفس الطريقة التي تعامل في الرد على طرقه المريبة التي أنشأ بها شركاته وتضخمت عن طريقها ثروته - في العهد السابق - دون أن يسأله أحد

وهو ما استفز الكاتب «عادل حمودة»، قائلاً: لعمرو أديب في برنامجه: « القاهرة اليوم »: أنت أمام مشاهد غريبة وأسئلة بلا إجابة.. كيف حصل «نجيب ساويرس» على رخصة «الموبينيل»؟ من الذي وقع له الرخصة؟ لقد رفع رأسمال شركة «أوراسكوم تليكوم» بشهادات مزورة وكان بيننا وبينه 26 قضية أمام القضاء وقد اعترف بذلك في هيئة سوق المال وقال: لست أنا من زور ولكن المحاسب. هو الذي زور!!..

وهكذا فكما ألصق مسؤولية حملة الإعلانات بـ «شادي» ألصق مسؤولية تزوير شهادات شركاته بمحاسب الشركة.. أما هو فلا يدري؛ لأنه رجل طيب جداً!!ا

لأسئلة تواصلت من «عادل حمودة» لعمرو أديب في نفس البرنامج قائلاً: ما هي المعايير التي جعلت «نجيب ساويرس» من حكماء ثورة 25يناير ووضعت من هو أقل منه في القفص؟

ما هي قوة «نجيب ساويرس» الحقيقية بالضبط،

هذا هو السؤال؟»

وننتقل الى مشهد آخر من مواقف الرجل المتناقضة والمتصارعة فأثناء الثورة أعلن تأييده «لمبارك» بقوة وقال لبرنامج تسعين دقيقة على قناة المحور: «لن أذهب إلى ميدان التحرير... المطالبة برحيل الرئيس مرفوضة من قطاع كبير من الشعب المصري - وأنا واحد منهم- عاطفياً.. أدبياً.. مكانةً.. عسكرياً.. فعهده لم يكن كله سيئات.. و«ميصحش» شعب عريق يكون فيه بذاءات بالشكل ده».

وبعد نجاح الثورة ادعي أن المتظاهرين حملوه على الأعناق أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، ثم قال عن عهد مبارك: يوم تنحي الريس كانت فرحتي كبيرة، أيام..الله لا يعيدها! ثم كشف عن مضايقات حدثت له في عهد مبارك لا يستطيع روايتها!!

أي شخصية تلك ؟! إنه مستفز لكل من يتابع مواقفه ولم يتوقف استفزازه عند تناقض مواقفه بل تعداه إلى استفزاز الشعب المصري ذي الأغلبية المسلمة؛ في قيمه ومقدساته وعقيدته وكشف في هذا الصدد عن مهارة خارقة وخبيثة..

فقد فتح شاطئاً للعراة بالقرب من «طابا» في عهد حكومة نظيف و قاضاه - يومها - المحامي «نبيه الوحش»

.ودخل في شراكات واستثمارات معلنة داخل الكيان الصهيوني،

بل دخل في عمليات شراء أراضٍ لمقدسات إسلامية وادعى أنه يشتريها؛ حتى لا يسيطر عليها اليهود.

وهو في الحقيقة يشارك اليهود في التهام أراضي الفلسطينيين.. وكيف لا وهو صديق الصهاينة فقد تورط مع «إيهود باراك» في شركته بـ«إسرائيل» وكشفت ذلك صحيفة «يديعوت أحرونوت». كما كشفت صحيفة «معاريف» في 19 أغسطس 2008 م أن «إيهود باراك» بذل جهوداً كبيرة لإقناع «إيهود أولمرت» (رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت ومجرم محرقة غزة الأكبر)، وإقناع أجهزة الأمن وخاصة جهاز الأمن الداخلي «الشاباك » بالسماح لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس صاحب شركة أوراسكوم للاتصالات بامتلاك جزء من شركة «بارتنر الإسرائيلية» المتخصصة في نفس المجال ( المصريون -20 أغسطس 2008 م).. وقد نشرت «المصري اليوم» الخبر حتى يبدو أن ليس في الأمر خطأ إنما هو بيزنس!  

إنه ليس غامضاً في تكوين ثروته فقط وليس صاحب علاقات مريبة مع الصهاينة بل هو حبيب «الأمريكان» ويعتز بهم وبثقافتهم..

يقول بكل صراحة لإحدى القنوات اللبنانية: «أعتقد أنني من القلائل في العالم العربي الذي يجاهر بحبه للثقافة الأمريكية.. المجتمع الأمريكي.. النظام الرأسمالي الأمريكي والفيلم الأمريكي والرأسمالية الأمريكية...»

وكان من المفترض على الغارق في حب النظام الأمريكي أن يحترم ألف باء الليبرالية الأمريكية والديمقراطية الأمريكية التي تزعم احترام رأي غالبية الشعب واحترام نتائج التصويت في الانتخابات

لكنه رفض الاعتراف بالمادة الثانية من الدستور المصري قائلاً لحسن معوض في برنامج «نقطة نظام» بـ«البي بي سي»: إن المادة الثانية من الدستور تؤصل للطائفية.. وأنا رجل علماني وأرى ضرورة فصل الدين عن الدولة.

سأله حسن معوض: لو وضعت هذه المادة للتصويت، ووافق عليها الشعب هل تقبلها؟ فرد: الغالبية مسلمة ولا يمكن أن تقول لا!- فسأله: ألا تقبل برأي الأغلبية؟- قال: لا. -    أليست تلك الديمقراطية؟ قال: لا «مش» ديمقراطية.. «مش» ديمقراطية! ثم عاد بعد الاستفتاء الأخير وصرح لقناة الحياة: أوافق على المادة الثانية من الدستور على أن يضاف عليها النص بأن يكون التعامل مع المسيحيين حسب عقيدتهم و «دا ميزعلش حد أبداً».. هكذا يبدو الرجل متناقضاً.. يخلط الحابل بالنابل..!

وهل هناك تدني في الخطاب أكثر من أن يسب دين الشعب المصري المسلم على الهواء مباشرة عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصري - برنامج «اتكلم» - قائلا: أنا شرس أساساً ولوحد يضايقني «بطلع دين اللي خلفوه»! وقد جاء ذلك في معرض ادعاءاته عن مضايقات يتعرض لها الإخوة المسيحيين.

كل تلك المواقف والمهاترات من «ساويرس»؛ هي عبارة عن بالونات اختبار للشعب المصري

لكن الأخطر- في رأيي - هو القادم فالرجل يسرح ويمرح بنشاط محموم في الساحة السياسية المصرية لتكوين طبقة علمانية متماسكة تحت راية حزبه، وفي نفس الوقت ينطلق لتكوين إمبراطورية إعلامية بين صحافة وفضائيات سعياً لوراثة دور الحزب الوطني «المنحل» في إقامة المسابقات الثقافية والفنية التي يغدق عليها بقوة ليضم الطبقة الفنية والثقافية والإعلامية التي كانت مرتبطة بعهد مبارك تحت جناحيه.. إنه يتحرك لتشكيل جيش إعلامي وثقافي وفني وشعبي تمهيداً لتكوين جيش أشبه بجيش «جون جارانج» في جنوب السودان.

اليوم يرفض المادة الثانية من الدستور وغداً تكون له مطالبات أخرى.. واليوم يسب دين المسلمين ويسخرمن اللحية والنقاب،

وغداً لا ندري ماذا يفعل بدعم من أمريكا حبيبته والصهاينة شركائه الاقتصاديين.

هو مازال يحبو في خطواته الأولى لوضع أساس مشروعه الخطير... فهل نعي الدرس؟ وهل من قوة قانونية تلجمه وتحاسبه ليختفي إلى غير رجعة؟

إن «نجيب ساويرس» ليس بالشخص الذي يطلق التصريحات على عواهنها ولا بالشخص الذي يطلق المواقف المتناقضة عن عدم دراية.. ولكنه يعرف ما يقول بالضبط..إنه يمثل رأس جبل الثلج لمخطط كبير يستهدف مصر في هويتها وجغرافيتها واقتصادها.. فأدركوه

 

http://www.egyptwindow.net/Article_Details.aspx?News_ID=13241

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire