lundi 4 mars 2013

رضا رودى تكتب : حلم بلا عنوان !

 
حلم بلا عنوان  بعد أن أتمت عامها الخامس والعشرين وبدأت نظرات القلق تسيطر ع حياتها...حاضرها ومستقبلها  ما بين نظرات ترقب لما هو آت وما بين نظرات محاسبة لما هو فات...لحظات التخبط تملأها فهي ما زالت تحلم بحياة لم يتحقق منها شيئاً ع أرض الواقع سوُي نجاحات شخصية وطموحات لا تعدو أن تكون ف نظر الآخرين لا شيئ.  انها تلك النجاحات التي تضيع بها وقتها أو تحاول أن ترسم بداخلها بسمة سرعان ما تزول لتذكرها بالنجاح الأكبر الذي لم تحققه بعد...لا تعدو تلك النجاحات أن تكون سوي منبتا جديدا ف غد أفضل أو مؤهل جديد تضيفه ليصبح ميزة جديدة لربما جعلت البعض يزيد من تهافته عليها.   رغم كل هذا يبقي الأمل الأعظم الذي طالما انتظرته كل فتاه بشغف وخوف شديدين...هذا الأمل الذي تتعمد كل منا أن تبني عليه بقية حياتها المستقبلية ..انها تنتظر هذا اليوم لكي تكلل أنوثتها بتاج وفستان أبيضين طالما حلمت بهما مع زوج استطاع أن يخطف قلبها وعقلها معا وسيبدآن قريبا شركتهما الأبدية سويا ف وسط التمنيات بالنجاح والاستمرار من كل الأقارب والمعارف والخلان.  انه بداية حلم جديد وهو حلم المملكة الخاصة بها هي ..هي وحدها ولا أحد سواها...انها تجري وتحلم وتعبث ف مملكتها الخاصة..." عشها " وحدها لتبدأ التغريد ببعض المقطوعات الرومانسية التي يتخللها بعض المقطوعات الأخري التي قد تبعث ف النفوس بعض التخوف والصوت العالي الذي ربما هو صوت مشاجرة أو ما شابه ذلك لتنتهي بمصالحة لطيفة وبداية لصفحة جديدة ف حياتهم الزوجية..مرورا بمولود جميل صغير يكبر وينمو نصب الأعين فتزداد الفرحة ف القلوب وتعلو لتصل لعنان السماء.  ومع تأخر تحقق الحلم وبداية الأحساس بالقلق أن القطار سيغادر المحطة لا تجد سوي بعض الكلمات الزائفة لتخدع بها نفسها قبل الآخرين بأن الزواج ليس من طموحاتها بل أن طموحاتها أكبر من ذلك بكثير وبأن الذين تزوجوا لم يحصلوا ع شيئ جديد بل توقفت حياتهم وطموحاتهم عند هذا الحد... وأنها تنتظر لنصفها الآخر الذي لا تعرف متي وأين سيكتب الله لها أن تقابله ولا تعرف متي سيكتمل النصفان.   مرت الأعوام الواحد تلو الآخر حتي اكملت التاسعة والعشرون من عمرها...احتفلت بعيد ميلادها ف وسط حضور ضئيل من الصديقات فكل منهن لها حياتها الخاصة ومعظمهن لم يتسنَ لهن الحضور بعد انشغال كل منهن ببيتها وزوجها وأطفالها.... وإن لم تكن متزوجة بعد فقد خطبت وشغلت وقتها بخطيبها والإعداد لعش الزوجية.  غابت الصديقات التي لم تتوانَ للحظة ف حضور خطباتهن وزيجاتهن وأعياد ميلادهن فكانت تذهب لهذه لتبارك لها ولهذه لتهنئها .  ما بين أحاسيسها المتخبطة ومشاعرها المتناقضة تقف أمام المرآه لتري ما يعيبها ولماذا لم تتزوج بعد....يطل الآخر من المرآه ليرد عليها بأنها أكثر جمالا من فلانة وأكثر ثقافة من علانة وأرفعهن ف المكانة الأجتماعية من تلك وأنها لا ينقصها شيئ لتتزوج وف نفس الوقت "هو لا يعلم لماذا لم يأتيها ذلك الفارس المغوار بعد".  بين نظرات تلك الأم الثكلي ع فوات قطار الزواج لأبنتها والهمز واللمز من الجيران والأقارب والأصدقاء تظهر بعض العبارات الميمونة التي لا تكاد أيا منكن لا تسمعها فتلك تقول "هي بنتك يعيبها ايه عشان متتجوزش؟ " والأخري تحذو حذاها وتتلمز قائلة "هما الشباب عميوا يعني؟"  كل منهن تتلفظ متحسرة ع حالي بأنني لم أحظَ بالعريس اللقطة المنتظر بعد.  ذلك ولا يخلو الأمر من بعض الجمل التي تلقي ع مسامعك من الأصدقاء اللذين مر وقت طويل ع آخر اتصال بيننا البعض ولابد أن تسأل السؤال المقدس "ايه الجديد؟" فما أن تتطرق لتحكي الجديد اللذي حل بحياتك فما يلبث المتسائل بمقاطعتك "لا أنا قصدي اتخطبتي؟؟ اتجوزتي؟؟ فيه حاجة جاية ف السكة؟" فما تلبثي أن تردين قائلة بأنه لا جديد حتي تظهر خيبات الأمل ف نبرة السائل مرددة "يا مسهل يا رب...ربنا يفرجها ويبعتلك ابن الحلال"   فلنذهب إلي منحني آخر ليس ببعيد... انهم هؤلاء الأصدقاء المعاصرين لحياة كل منا فتجد البعض منهم طامع ف الوصول لهذا الأنثي بأي طريقة فتارة يعزف ع وتر انها انثي ولا تشعر بكيانها وتارة أخري يلعب ع عواطفها المستعدة للأنفجار ف أي وقت كان... ولم لا وهي لم يأتِ بعد من يقطف ثمارها ...وما أكثرهم...وإن لم يبح بشكل مباشر فمن الممكن أن يكتفي أحدهم بالتلميح بأنك خبرة وتعلمين ما لا يعملم الكثير من الفتيات بحكم تقدم السن بك واحاطتك بتجارب الصديقات المقربات.  بين إلحاح الأمهات والأقارب وسخافات البعض منهم تضطرين لقبول بعض جلسات الصالونات تنازلا عن رغبتهم وتلبية لهم. ..  ولكنني لا أتحمل هذه النظرات المتلاحقة من قِبلهُم ف الخطبات والزيجات فاضطر للتنازل عن نظرة البضاعة المعروضة ف السوق أو الاصطفاف ف صفوف وطوابير الفتيات الراغبين ف اظهار جمالهن وأنوثتهن لعلها تحظي بعريس ...فبدأت بالعزوف عن حضور أي زيجة أو خطبة لأتجنب تلك النظرة الثاقبة الجارحة من قبل إحداهن.  لا يخلو الأمر من الأعتقاد أن الفتاة قد أصابها بعض الأعمال السفلية أو المس وهذه هو السبب ف عدم زواجها بعد...فالعديد من الفتيات ممن هم أقل منها جمالا واجتماعيا وثقافيا قد حظين بالزواج والأستقرار.  وتذهب بعض الأمهات وراء هذا الهاجس الذي يعتريهم ولا مانع من بعض الكلمات بين الحين والآخر للأبنة أو بعض التعاطف والحسرة ع حظها المتعثر المائل.  هذا وحدث ولا حرج فيتم التضييق ع الفتاة ف فعل كل ما يلذ لها فلا خروجات مع الأصدقاء ولا سفر لأن هذا سوف يتيح الفرصة للقيل والقال ويجعلون سيرتها ف كل مكان القاصي قبل الداني وذلك سوف يقلل من فرصتها ف العريس المنشود.  وهكذا دواليك...يستمر الحال ع ما هو عليه فمهما حققت البنت من نجاحات ف حياتها ينظر إلي هذه النجاحات وكأنها صفر ع الشمال فأنه لا يعتد بأي من نجاحاتها هذه ولا يكترثون لأي منها ع الإطلاق طالما لم تتزوج.  هذا ولا يخلو الأمر من بعض الكلمات التي لابد أن تكون قد مرت ع مسامعكن من نوعية"نجيبلك عريس تفصيل مثلا؟" وهذه الجملة تقال غالبا حين ترفض الفتاة العرسان واحد تلو الآخر لأحساسها بعدم التوافق الوجداني والشعوري مع كل منهم ع حدي.   تظهر الطامة الكبري حين تتم الفتاة الثلاثين من عمرها فتشعر بأنها مثل خيل الحكومة مثلا وقد أتتها السن الرسمية للتخلص منها وقد يتحول ويتطرق الأمر لشعور الأهل بأنها وصمة عار ففرص الزواج أصبحت قليلة وتكاد تكون منعدمة وأيضا فرصتها أن تحصل ع زوج تكون هي أول زوجة له أصبحت ضعيفة جدا فالعريس المتاح هو رجل أرمل أو مطلق أو رجل مطلق ويعول....فلا تجد رجلا قد تخطي الثلاثين دون زواج.  هنا وقد أوسعها الأقارب ما لا تطيق وأصبح كل همها يتمحور ف كيفما تتخلص من لقب "عانس" فما يلبث أن يأتي العريس إلا وتجد الإبتسامة قد ارتسمت ع شفاه الأم والأقرباء من الأذن اليمني تصل للأذن اليسري ...آملين أن يتفق كلتاهما ويكللان هذه الفرحة بإتمام لمراسم العرس .   مع كل هذا ولا ينظر العابثين أن هذه الفتاة من لحم ودم يهمها ما يهم الناس ويسعدها ما يسعد الناس كذلك وأن كلاماتهم تقع عليها وقع الشاه من السيف الحاد...وإنها هي الأخري تحلم ببيت صغير وأسرة سعيدة ومولود تلبية لغريزتها ورغبتها ....وأن تأخر زواجها لا حيلة فيه ولا سبب وأنما هو حال معظم فتيات الجيل وهذا يرجع لظروف المعيشة الصعبة والشباب اللذين يستطيعون الزواج ف سن صغيرة كما كان يحدث سابقا فبالطبع لا يخفي عليك ثمن الشقق السكنية وبالطبع أنت تعلم أن قليل منهم من يمتهن المهن الحكومية التي ما زالت تعج بمن تخطوا الستين وبالتالي فالعمل الخاص هو الشائع واللذي بالكاد يكفي راتب الشاب منهم احتياجاته الشخصية والأساسية ف ظل غلاء الأسعار ولكن لا أحد منهم ينظر للأمور بهذا الشكل فكل منهم ينظر إلي حجم كارثته ف ابنته التي سيفوتها قطار الزواج.    و للحديث بقية    رضا
حلم بلا عنوان
بعد أن أتمت عامها الخامس والعشرين وبدأت نظرات القلق تسيطر ع حياتها...حاضرها ومستقبلها
ما بين نظرات ترقب لما هو آت وما بين نظرات محاسبة لما هو فات...لحظات التخبط تملأها فهي ما زالت تحلم بحياة لم يتحقق منها شيئاً ع أرض الواقع سوُي نجاحات شخصية وطموحات لا تعدو أن تكون ف نظر الآخرين لا شيئ.
انها تلك النجاحات التي تضيع بها وقتها أو تحاول أن ترسم بداخلها بسمة سرعان ما تزول لتذكرها بالنجاح الأكبر الذي لم تحققه بعد...لا تعدو تلك النجاحات أن تكون سوي منبتا جديدا ف غد أفضل أو مؤهل جديد تضيفه ليصبح ميزة جديدة لربما جعلت البعض يزيد من تهافته عليها.
رغم كل هذا يبقي الأمل الأعظم الذي طالما انتظرته كل فتاه بشغف وخوف شديدين...هذا الأمل الذي تتعمد كل منا أن تبني عليه بقية حياتها المستقبلية ..انها تنتظر هذا اليوم لكي تكلل أنوثتها بتاج وفستان أبيضين طالما حلمت بهما مع زوج استطاع أن يخطف قلبها وعقلها معا وسيبدآن قريبا شركتهما الأبدية سويا ف وسط التمنيات بالنجاح والاستمرار من كل الأقارب والمعارف والخلان.
انه بداية حلم جديد وهو حلم المملكة الخاصة بها هي ..هي وحدها ولا أحد سواها...انها تجري وتحلم وتعبث ف مملكتها الخاصة..." عشها " وحدها لتبدأ التغريد ببعض المقطوعات الرومانسية التي يتخللها بعض المقطوعات الأخري التي قد تبعث ف النفوس بعض التخوف والصوت العالي الذي ربما هو صوت مشاجرة أو ما شابه ذلك لتنتهي بمصالحة لطيفة وبداية لصفحة جديدة ف حياتهم الزوجية..مرورا بمولود جميل صغير يكبر وينمو نصب الأعين فتزداد الفرحة ف القلوب وتعلو لتصل لعنان السماء.
ومع تأخر تحقق الحلم وبداية الأحساس بالقلق أن القطار سيغادر المحطة لا تجد سوي بعض الكلمات الزائفة لتخدع بها نفسها قبل الآخرين بأن الزواج ليس من طموحاتها بل أن طموحاتها أكبر من ذلك بكثير وبأن الذين تزوجوا لم يحصلوا ع شيئ جديد بل توقفت حياتهم وطموحاتهم عند هذا الحد... وأنها تنتظر لنصفها الآخر الذي لا تعرف متي وأين سيكتب الله لها أن تقابله ولا تعرف متي سيكتمل النصفان.
مرت الأعوام الواحد تلو الآخر حتي اكملت التاسعة والعشرون من عمرها...احتفلت بعيد ميلادها ف وسط حضور ضئيل من الصديقات فكل منهن لها حياتها الخاصة ومعظمهن لم يتسنَ لهن الحضور بعد انشغال كل منهن ببيتها وزوجها وأطفالها.... وإن لم تكن متزوجة بعد فقد خطبت وشغلت وقتها بخطيبها والإعداد لعش الزوجية.
غابت الصديقات التي لم تتوانَ للحظة ف حضور خطباتهن وزيجاتهن وأعياد ميلادهن فكانت تذهب لهذه لتبارك لها ولهذه لتهنئها .
ما بين أحاسيسها المتخبطة ومشاعرها المتناقضة تقف أمام المرآه لتري ما يعيبها ولماذا لم تتزوج بعد....يطل الآخر من المرآه ليرد عليها بأنها أكثر جمالا من فلانة وأكثر ثقافة من علانة وأرفعهن ف المكانة الأجتماعية من تلك وأنها لا ينقصها شيئ لتتزوج وف نفس الوقت "هو لا يعلم لماذا لم يأتيها ذلك الفارس المغوار بعد".
بين نظرات تلك الأم الثكلي ع فوات قطار الزواج لأبنتها والهمز واللمز من الجيران والأقارب والأصدقاء تظهر بعض العبارات الميمونة التي لا تكاد أيا منكن لا تسمعها فتلك تقول "هي بنتك يعيبها ايه عشان متتجوزش؟ " والأخري تحذو حذاها وتتلمز قائلة "هما الشباب عميوا يعني؟"
كل منهن تتلفظ متحسرة ع حالي بأنني لم أحظَ بالعريس اللقطة المنتظر بعد.
ذلك ولا يخلو الأمر من بعض الجمل التي تلقي ع مسامعك من الأصدقاء اللذين مر وقت طويل ع آخر اتصال بيننا البعض ولابد أن تسأل السؤال المقدس "ايه الجديد؟" فما أن تتطرق لتحكي الجديد اللذي حل بحياتك فما يلبث المتسائل بمقاطعتك "لا أنا قصدي اتخطبتي؟؟ اتجوزتي؟؟ فيه حاجة جاية ف السكة؟" فما تلبثي أن تردين قائلة بأنه لا جديد حتي تظهر خيبات الأمل ف نبرة السائل مرددة "يا مسهل يا رب...ربنا يفرجها ويبعتلك ابن الحلال"
فلنذهب إلي منحني آخر ليس ببعيد... انهم هؤلاء الأصدقاء المعاصرين لحياة كل منا فتجد البعض منهم طامع ف الوصول لهذا الأنثي بأي طريقة فتارة يعزف ع وتر انها انثي ولا تشعر بكيانها وتارة أخري يلعب ع عواطفها المستعدة للأنفجار ف أي وقت كان... ولم لا وهي لم يأتِ بعد من يقطف ثمارها ...وما أكثرهم...وإن لم يبح بشكل مباشر فمن الممكن أن يكتفي أحدهم بالتلميح بأنك خبرة وتعلمين ما لا يعملم الكثير من الفتيات بحكم تقدم السن بك واحاطتك بتجارب الصديقات المقربات.
بين إلحاح الأمهات والأقارب وسخافات البعض منهم تضطرين لقبول بعض جلسات الصالونات تنازلا عن رغبتهم وتلبية لهم. ..
ولكنني لا أتحمل هذه النظرات المتلاحقة من قِبلهُم ف الخطبات والزيجات فاضطر للتنازل عن نظرة البضاعة المعروضة ف السوق أو الاصطفاف ف صفوف وطوابير الفتيات الراغبين ف اظهار جمالهن وأنوثتهن لعلها تحظي بعريس ...فبدأت بالعزوف عن حضور أي زيجة أو خطبة لأتجنب تلك النظرة الثاقبة الجارحة من قبل إحداهن.
لا يخلو الأمر من الأعتقاد أن الفتاة قد أصابها بعض الأعمال السفلية أو المس وهذه هو السبب ف عدم زواجها بعد...فالعديد من الفتيات ممن هم أقل منها جمالا واجتماعيا وثقافيا قد حظين بالزواج والأستقرار.
وتذهب بعض الأمهات وراء هذا الهاجس الذي يعتريهم ولا مانع من بعض الكلمات بين الحين والآخر للأبنة أو بعض التعاطف والحسرة ع حظها المتعثر المائل.
هذا وحدث ولا حرج فيتم التضييق ع الفتاة ف فعل كل ما يلذ لها فلا خروجات مع الأصدقاء ولا سفر لأن هذا سوف يتيح الفرصة للقيل والقال ويجعلون سيرتها ف كل مكان القاصي قبل الداني وذلك سوف يقلل من فرصتها ف العريس المنشود.
وهكذا دواليك...يستمر الحال ع ما هو عليه فمهما حققت البنت من نجاحات ف حياتها ينظر إلي هذه النجاحات وكأنها صفر ع الشمال فأنه لا يعتد بأي من نجاحاتها هذه ولا يكترثون لأي منها ع الإطلاق طالما لم تتزوج.
هذا ولا يخلو الأمر من بعض الكلمات التي لابد أن تكون قد مرت ع مسامعكن من نوعية"نجيبلك عريس تفصيل مثلا؟" وهذه الجملة تقال غالبا حين ترفض الفتاة العرسان واحد تلو الآخر لأحساسها بعدم التوافق الوجداني والشعوري مع كل منهم ع حدي.
تظهر الطامة الكبري حين تتم الفتاة الثلاثين من عمرها فتشعر بأنها مثل خيل الحكومة مثلا وقد أتتها السن الرسمية للتخلص منها وقد يتحول ويتطرق الأمر لشعور الأهل بأنها وصمة عار ففرص الزواج أصبحت قليلة وتكاد تكون منعدمة وأيضا فرصتها أن تحصل ع زوج تكون هي أول زوجة له أصبحت ضعيفة جدا فالعريس المتاح هو رجل أرمل أو مطلق أو رجل مطلق ويعول....فلا تجد رجلا قد تخطي الثلاثين دون زواج.
هنا وقد أوسعها الأقارب ما لا تطيق وأصبح كل همها يتمحور ف كيفما تتخلص من لقب "عانس" فما يلبث أن يأتي العريس إلا وتجد الإبتسامة قد ارتسمت ع شفاه الأم والأقرباء من الأذن اليمني تصل للأذن اليسري ...آملين أن يتفق كلتاهما ويكللان هذه الفرحة بإتمام لمراسم العرس .
مع كل هذا ولا ينظر العابثين أن هذه الفتاة من لحم ودم يهمها ما يهم الناس ويسعدها ما يسعد الناس كذلك وأن كلاماتهم تقع عليها وقع الشاه من السيف الحاد...وإنها هي الأخري تحلم ببيت صغير وأسرة سعيدة ومولود تلبية لغريزتها ورغبتها ....وأن تأخر زواجها لا حيلة فيه ولا سبب وأنما هو حال معظم فتيات الجيل وهذا يرجع لظروف المعيشة الصعبة والشباب اللذين يستطيعون الزواج ف سن صغيرة كما كان يحدث سابقا فبالطبع لا يخفي عليك ثمن الشقق السكنية وبالطبع أنت تعلم أن قليل منهم من يمتهن المهن الحكومية التي ما زالت تعج بمن تخطوا الستين وبالتالي فالعمل الخاص هو الشائع واللذي بالكاد يكفي راتب الشاب منهم احتياجاته الشخصية والأساسية ف ظل غلاء الأسعار ولكن لا أحد منهم ينظر للأمور بهذا الشكل فكل منهم ينظر إلي حجم كارثته ف ابنته التي سيفوتها قطار الزواج.
و للحديث بقية

رضا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire