ولجنا للقرن الواحد والعشرين ، وما زلنا نعاني اندفاعا عاطفيا متطرفا ،
لشريحة ، تزداد اتساعا ، من فتياتنا .. نحو العدمية والأختباء !
المنظومة الجهنمية ، المحكمة الراسخة ، لقهر المرأة و سحقها في بلدنا ، صنعها ويسهر على حراستها ،
ويتشدد في تنفيذها .. المرأة المصرية نفسها !
فبالرغم من تورط المجتمع ، الواقع ( في جزء كبير منه ) تحت تأثير موروث ثقافي سلبي نكد ،
من عادات وتقاليد ذات جذور نفسية ذكورية ، مريضة في أغلبها ، ما أنزل الله بها من سلطان !
الا أنني لا أعفي شريحة ملموسة من قطاع المرأة المصرية
من المسئولية عما نحن فيه من ردة حضارية وانتكاسة اجتماعية !
فقد توحدت مع " سجنها " وشاركت فى صنعه مع " سجانها " بحماس انتحاري غريب !
بل لاأبالغ اذا قلت أنها أضحت أكثر حماسا لتهميش دورها الذي خلقت له ،
( بأن تتقاسم مع الرجل على قدم المساواة خلافة الله فى الأرض ، واعمارها بقيم الحق والخير والجمال ) ،
وانغمست اما في تدين شكلي أجوف معقد عدمي ، تارة ،
أو بانفلات سفيه سافر منفلت متهور ، تارة أخرى ! والوسط بينهما - بكل أسف – قليل !
أتألم وأتحسر بشدة ، على طاقة عظيمة تهدر ، وكيان وجودي أصيل يصدع ،
يحقنه السجان بمركب النقص ، فيصبح أشد تحجرا وغباوة منه ،
كمن دربه جلاده ليكمل تعذيب أقرانه ، فكان أقسى من جلاده !
حتى تعمقت حفرة الوأد وتكثف ترابها ، بتصدي المرأة لمهمة قمع المرأة ،
لتتولى عبر الأجيال قهرها وحبسها ، وارضاعها لبان ازدراء أنوثتها والخجل منها ،
باعتبارها أداة امتاع وتلذذ ، للسيد الرجل الحاكم المتسلط ،
وليست كيانا فاعلا في المجتمع يربي ويبني ( فتربي وليدها الذكر – رجل المستقبل ..
على قمع أخته الأنثى منذ طفولته ، بدفعه للتغول على شقيقاته ،
واشعاره بأنه الرجل يفعل ما يشاء ، ويقرر لهن مايراه ، وهن .. لاشيء ) !
وكأن النسوة أضحين يتوارثن مهمة القبض على البنت منذ مولدها ،
والتكفل بوضع القيود في يديها وقلبها وعقلها ، وقمعها وزرع الخوف في وجدانها ،
وتغذيتها على الدونية والخوف والجبن تجاه الرجل ،
بدلا من مشاركته الحياة بمسئولية واحترام وندية !
فأيما موقف يعتري الأنثي ( دراسة ، حب ، زواج ، طلاق ، ترمل ، حتى العقم ! ) ،
فلا يحتتشد لتحطيم روحها قبل عظامها الا بنات جنسها من العجائز !
ولا أرى نفسي مبالغا ، اذا قلت أن تدحرجنا نحو منحدر العالم الثالث ، فى ميدان العلم والتربيه والانتاج ،
يعود كفل منه كبير الى هذه التقاليد الزائغه ، التى أوردتنا ، وستظل توردنا الموارد ،
طالما بقيت ، و بقي لها حارسات متعصبات متخلفات !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire