حادث بالغ الخطورة والإجرام ارتكبه المستشار أحمد الزند، أحد فلول النظام السابق، ولا أقصد هنا ما فعله فى المؤتمر الصحفى الذى تطاول فيه على رئيس الجمهورية، و"لسن" عليه مع مجموعة من أنصاره بأنه يتخذ قراراته بإملاءات أمريكية، وهو كلام يستحق أن يحاكم عليه بوجه القطع، ولعله لذلك عقب الفقيه الدستورى الكبير الدكتور ثروت بدوى على ما قاله الزند بوصف قائله بأنه "جاهل جهول"، فأنا هنا لا أتوقف كثيرًا عند مؤتمر الزند أو مؤامرته التى يريد أن يورط فيها القضاء فى خصومة مع الثورة والدولة ومؤسساتها لحساب فلول النظام القديم، فما قاله الزند كلام تافه وفارغ وحقير، وقد اعتدنا على سماعه منه، وتهديداته "الفشنك"، التى يطلقها بأسلوب البلطجة تفتح المجال أمام قوى الثورة لكى توجه له إنذارًا بأن المليونيات على مسافة أمتار من ناديه وهى قادرة على أن ترد الصاع صاعين وبأقوى مما يتخيل، وإذا كان يتصور الزند أنه يمكنه أن "يبلطج" فى ناديه هو والفلول، فعليه أن يدرك أن قوى الثورة قادرة على "تأديب" أى بلطجى مهما كان موقعه.
الأخطر فيما حدث من أحمد الزند أمس الأول، هو الفضيحة التى ارتكبها مع صاحب قناة الفراعين توفيق عكاشة، الذى دخل معه فى وصلة نفاق رخيص ووقح باع فيها شرف قضاة مصر وقضاء مصر ومرغ وجوه القضاة فى الوحل، فأحمد الزند على الهواء مباشرة خاطب توفيق عكاشة بقوله: إنه رمز الوطنية والرجولة والشهامة والصدق، وأنه الرجل فى زمن عز فيه الرجال، وأن قناة الفراعين ستبقى شامخة، ولن يتهددها أحد أو يقترب منها أحد، وهذا الكلام يعنى أن رئيس نادى القضاة وضع توقيعه الكامل على اتهامات توفيق عكاشة قبل أيام لثلاثة آلاف قاضٍ مصرى بأنهم مزورون وفاسدون، وأنهم خدعوا الشعب المصرى وباعوا شرفه فى الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى، وبعد أيام من إعلان توفيق عكاشة هذا الكلام أتى رئيس نادى القضاة لكى يقول له: أنت رمز للصدق، وأنا الآن أطالب رئيس نادى القضاة بالكشف عن أسماء ثلاثة آلاف قاضٍ فاسد ومزور فى ناديه، وأن يتم عزلهم بالكامل، وأن يقدم رئيس نادى القضاة أحمد الزند للمحاكمة بتهمة التستر على الفساد، كما أطالب بحل نادى القضاة وتعليق أعماله لحين تطهيره من الثلاثة آلاف قاضٍ الفاسد والمزور، ثم الدعوة إلى انتخابات جديدة، والمؤكد أن الثلاثة آلاف قاضٍ الفاسد والمزور الذين كشف عنهم توفيق عكاشة وصدق على كلامه أحمد الزند كانوا من أنصار الزند وهم الذين منحوه الفوز بمنصب رئيس النادى، كما أطالب بوقف النظر فى قضية قناة الفراعين وقضية حبس صاحبها، وعرضها على أى جهة قضائية دولية غير مصرية، لأن رئيس نادى قضاة مصر أعلن أن القناة وصاحبها محمى ولن يتهدده شىء ولن يمسه شىء، وأضفى عليه رمزية الوطنية والشهامة والصدق، أى أنه أصدر حكمًا قضائيًا استبق به نظر القضايا المرفوعة ضد توفيق عكاشة وقناته، وبالتالى فلا معنى لاستمرار القضايا، فالحكم صدر وتم منح عكاشة نيشانًا من نادى القضاة، وتأكيد رئيس القضاة بأن أحدًا أو جهة لن تمسه أو تقترب منه، وأطالب مجلس القضاء الأعلى بالتحقيق مع أحمد الزند فيما قاله على الهواء مباشرة، سواء تصديقه على الشخص الذى اتهم ثلاثة آلاف قاضٍ مصرى بالتزوير والفساد ووصفه بأنه بطل وشهم ورمز للوطنية والصدق، أو فى إعلانه حكمًا مسبقًا ببراءة متهم منظورة قضيته أمام القضاء المصرى.
ما فعله أحمد الزند هو أوضح دليل على الحاجة الملحة لتطهير القضاء، لأن النظام السابق الذى أفسد كل شىء فى البلد نجح ـ كما هو واضح ـ فى اختراق القضاء بصورة تهدد سلامة الوطن وقدسية العدالة فى ضمير الشعب.
الزند يعترف بفساد القضاء!! - جمال سلطان
قسم الأخبار
Wed, 11 Jul 2012 06:52:00 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire