mercredi 20 février 2013

24 ساعة شائعات عن الجيش!

 

 

أكد خبيران متخصصان فى الإستراتيجية والإعلام أن إطلاق سيل من الشائعات خلال الفترة الأخيرة يستهدف إحداث مزيد من الفوضى والإرباك للمشهد السياسى، خاصة مع اقتراب الانتخابات النيابية، تمهيدًا لاستكمال مؤسسات الدولة، محذرين من محاولات الكارهين للثورة الوقيعة بين مؤسسة الرئاسة والجيش ومن عواقب استدعاء بعض القوى للمؤسسة العسكرية لملعب السياسة مجددا.
وأوضح الخبيران أن الشائعات التى شهدتها آخر 24 ساعة استخدمت تكنيكا جديدا يتمثل فى الترويج للشائعة عبر مصادر مجهلة، وترديد ونشر وقائع ليس لها أصل فى الأساس، فى محاولة لتكريس هذه الشائعات فى أذهان الرأى العام، مؤكدين أن هذه الشائعات سرعان ما تتلاشى بعد نفيها من مصادر رسمية، لكن الخطورة تكمن فى إصرار مطلقيها على تكرار صناعة الكذب فى إطار حربهم المستميتة الهادفة لإفشال الثورة المصرية.
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت إطلاق عدد من الشائعات من أنصار الثورة المضادة تستهدف تأليب الرأى العام على مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان، والوقيعة بين مؤسسات الدولة الأساسية، خاصة الجيش والرئاسة، ومن بين هذه الشائعات شائعة إقالة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، والتى نفتها مؤسسة الرئاسة والمتحدث العسكرى للقوات المسلحة، وشائعة اعتزام الدكتور ياسر على -المتحدث باسم الرئاسة- إصدار كتاب يتناول موضوع التغييرات التى تمت فى وقت سابق بالمؤسسة العسكرية.
وأيضا مزاعم لقاء جمع بين اللواء محمد إبراهيم -وزير الداخلية- ونائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين (نفتها وزارة الداخلية)، وبيع جزء من مبنى "ماسبيرو" مقابل إنشاء مبنى جديد للتليفزيون المصرى فى مدينة 6 أكتوبر (نفتها وزارة الإعلام) وتعيين كريمة الفريق أول السيسى فى وزارة الطيران (نفاها المتحدث العسكرى).
وحول الشائعات المنسوبة لمصادر عسكرية مجهلة، يؤكد د. قدرى سعيد، مدير وحدة الدراسات الإستراتيجية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الكلام المنسوب لهذه المصادر المجهلة ردا على شائعات فى الأساس يستهدف توتير العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة.
وشدد سعيد على أن ذلك لن يحدث بأى حال؛ لأن مؤسستى القوات المسلحة والرئاسة أكدا فى التوقيت نفسه أن ما تم تداوله كلام فارغ وكذب ولا قيمة له، وخطابهما متعاضد ومتكامل، بينما يحاول البعض استخدام المناخ السياسى العام لتأويل وتفسير هذه التصريحات المجهلة باتجاه معين بهذا التوقيت الحساس.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت بيانا صحفيا مساء الإثنين قالت فيه: إنها تابعت ما تداولته بعض الدوائر الإعلاميـة منسـوبا إلى مصادر مجهلة وردت تحت اسم "مصادر عسكرية مسئولة" تضمن جملة من الأكاذيب والشائعات المختلقة".
وأكدت الرئاسة فى هذا السياق "اعتزازها وثقتها بالدور الوطنى والقيادى المتميز الذى يقوم به الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وما يحظى به من ثقة رئيس الجمهورية والشعب المصرى بأكمله".
وقالت: إنها تجدد تقديرها للقوات المسلحة المصرية ممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكل ضباط وضباط صف وجنود الجيش المصرى العظيم، وتحيى عطاءهم المستمر فى حماية أمن الوطن وسلامته.
كما أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد على -المتحدث العسكرى- فى بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، ضرورة تحرى الدقة عند تناول الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة؛ حرصا على الأمن القومى المصرى.
وقال: إن المؤسسة العسكرية تابعت ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام من الشائعات المتعلقة بإقالة القائد العام للقوات المسلحة وإبداء البعض لآرائهم تجاه هذا الموضوع منسوبا إلى تصريحات "مصادر عسكرية مسئولة".. ومن منطلق حق المواطن المصرى العظيم بصفة عامة وأبناء القوات المسلحة "ضباط– صف – جنود– عاملين مدنيين" بصفة خاصة فى معرفة الحقيقة نؤكد أنه لم تصدر أية بيانات أو تصريحات عن المؤسسة العسكرية بهذا الشأن، وأن المؤسسة العسكرية لا تتعامل مع مثل هذه الشائعات وتدرك مخاطرها، وتهيب بالجميع توخى الدقة والحذر عند التعامل مع الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة.
من جانبه، أكد د. سليمان صالح -رئيس قسم الصحافة بجامعة القاهرة- أن "نموذج شائعة إقالة السيسى وطريقة ترويج الإعلام لها تكشف عن تكنيك جديد للشائعات، وهو نشر شائعة منفية من مصدر مجهل، ثم نشرها على أوسع نطاق وبشكل متزامن بوسائل إعلام قوية، ثم تجاهل تأكيد كذبها أو التقليل من حقيقة أنها كاذبة، فى إطار صناعة الكذب والشائعة كعملية ممنهجة تستهدف المؤسسات المنتخبة ومنها البرلمان، والآن مؤسسة الرئاسة، حيث نجد فى بعض الأيام أكثر من 33 شائعة، وذلك لاستنزاف الطاقة وإرباك مؤسسات الدولة".
ويؤكد صالح أن هناك قوى سياسية تتبعها مؤسسات إعلامية تريد استدعاء الجيش للمشهد السياسى مرة أخرى، وتريد إضعاف العلاقة بين مؤسسات الدولة، بهذا التكنيك الجديد للشائعة من أجل تثبيتها فى الصورة الذهنية للجماهير، بالاعتماد على مصدره المجهل وتجاهل المصدر الرسمى.
وكشف أستاذ الصحافة أن الشائعات وسيلة حرب دعائية مستمرة تهدف إلى تحطيم الخصم، وهنا تستهدف مؤسسات الدولة، محذرا من أنها لعب بالنار، وتجب محاسبة مطلقيها ومروجيها بكل حزم.

24 ساعة شائعات عن الجيش!
amira eldamasy
Wed, 20 Feb 2013 08:45:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire