dimanche 10 février 2013

أبوالعز الحريري: مرسي «فاشل» وعليه الرحيل بـ«كرامة وشرف»

 
 
قال أبوالعز الحريري، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، القيادى بحزب التحالف الشعبي، إن جماعة الإخوان المسلمين، تتعامل مع الشعب المصرى بمنطق البقاء للأقوى، ومسؤولة عن حالة العنف التى تشهدها البلاد حاليا، من خلال اللجوء لمبدأ سلاح «مطواة قرن الغزال»، الذي تتعامل به، لإخضاع الشعب لأفكارها.
وأضاف «الحريري»، لـ«المصرى اليوم»، إن «المعركة بين الثوار والإخوان المسلمين لن تصل إلى مشهد 11 فبراير 2011، الذي انتهى بالضربة القاضية، والفوز سيكون بإجمالى النقاط، والسبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو أن يدرك الرئيس محمد مرسي، فشله فى التعامل مع كرسي الرئاسة، وأن يترك منصبه بشرف، ليتجنب غضب الشارع واحتقانه الذى بلغ مداه، فغالبية الشعب بلغ من الاستنفار، ما يدفع النظام إلى التعامل مع أسباب ثورته وعلاجها وليس قمعه».
وتابع:«أنا لا أرى أي حوادث عنف مقصودة، لكنها جاءت رداً على العنف الذى مارسته السلطات الأمنية، ضد المتظاهرين السلميين، وقبل البحث عن مرتكبي وقائع العنف، علينا أن نبحث فى الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة من الفوضى، فالأصل هو عدم التعرض للمظاهرات، لكن حين يتم تجاوز هذا المبدأ بشكل سافر ومهين، كما حدث، يكون رد الفعل عنيفًا مع مراعاة وجود فئات أكثر تضررًا فى المجتمع تشارك بقوة فى المظاهرات، بالإضافة لمنطقة الصعيد، المرشح للانفجار لاستقراره تحت خط الفقر، وكل هذا يعطي مناخًا ملتهبًا بطبيعته يشتعل بمنتهى السهولة، وحل الأزمة هو إنهاء أسبابها، لا مواجهتها بالعنف أو فرض حظر التجول، بدعوى إعادة الهدوء للشارع».
وقال «الحريري»: «الأمر فى محافظات القناة مأساوي وغير منطقى، وأبناء القناة لم يستجيبوا لقرار حظر التجول، بالعكس تمادوا فى خرقه بشكل هزلي ساخر، وعلينا أن ندرك أن الثورة اغتيلت منذ عامين والمشاكل تراكمت، فالشعب يشعر بالإهمال فى ظل وجود مجموعة أفراد، استولوا على مؤسسات الدولة وسيطروا عليها، ووقائع وشواهد ذلك كثيرة، بداية من الإعلانات الدستورية «غير الدستورية»، وإقالة وتعيين النائب العام، ومحاصرة المحكمة الدستورية ووضع دستور معاد للدين والحريات، باحتوائه على مواد معيبة واجبة التغيير باعتراف الرئيس مرسى نفسه».
وأضاف: «الوضع الآن فى البلاد أصبح أشبه باستخدام الإخوان المسلمين، «مطواة قرن غزال» فى إخضاع المجتمع، وهى فكرة مرفوضة يسأل عنها الرئيس وحده».
وتابع «الحريري»: «وجود الإخوان فى الحكم غير شرعي، من الأساس لأن رئيسهم جاء لمنصبه بانتخابات مزورة، ولأن شرعيتهم المنقوصة سقطت تماماً بجميع ممارساتهم، التى هدمت مؤسسات الدولة باستصدار قوانين وإعلانات دستورية تمهدا لاستيلائهم على السلطة، بعد وضع كل معارضيهم فى خانة المتهم، لينقسم المجتمع وتغيب الوسطية، لذا أؤيد مظاهرات إسقاط الإخوان وسأشارك فيها ولو دعى الأمر لاعتصام لن أتأخر عنه».
وحول الدعوة لحوار الخروج من الأزمة، الذي دعا إليه الرئيس، قال:«الرئيس وجماعته غير جادين فى الدعوة لحوار حقيقى، فكل دعواته السابقة للحوار دعا إليها من لا يعارضونه، ليتناقشوا دون أجندة وجدول أعمال محدد للحوار، وبذلك يتحدثون كثيراً ويلتقطون الصور ثم يخرج الرئيس فى النهاية لينفذ ما يريده».
وأضاف: «أنا أرى أن حوار الرئيس عبثى وغير مجدٍ، لأنه ببساطة لن يلتزم بما يرد به، فنقاط الاتفاق والاختلاف فى الحوار لا يتم التصويت عليها بالقبول أو الرفض، وفى النهاية يعود من شارك فى الحوار دون أى نتائج عملية، والمبدأ فى أى حوار محترم وديمقراطي، أن يكون المتفق عليه ملزماً للمشاركين به، لكن ما يحدث مجرد كلام فقط ليس له قيمة، والرئيس مرسى فقد القدرة على التواصل بالعمل السياسي، بعد أن تمادى فى الكذب علينا، وبالتالى تسقط مكانته وشرعيته، التى جاءت بانتخابات باطلة وعليه أن يفسح مكانه بكرامة وشرف ووطنية لشخص مؤهل للمهمة».
وعن الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة، قال «الحريري»: «هذا حديث سابق لأوانه، ومعروف أن خوضي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان على سبيل التجربة، لأنها معركة تلزمها إمكانيات مادية كبيرة لم تتوفر لي، ولا أعلم إن كنت سأخوض الانتخابات المقبلة أم لا».
وحول دعوة الدكتور محمد البرادعي، قال إنها «محاولة جديدة للإنقاذ من جبهة تستجيب لمطالب الشارع وتتصاعد مواقفها حسب تصاعد الأحداث، ولم يبعد «البرادعي»، فى دعوته عن روح المجتمع وتفهم الأوضاع التى تسوده، وأرى أن الدعوة بها ذكاء بتوريط مرسي، والداخلية والدفاع فى حوار للخروج من الأزمة، والتأكيد على موقف الجبهة المساند لمطالب المتظاهرين».
وأضاف «الحريري»: «نحن ليس لدينا رئيس جمهورية، لكنه سكرتير فى مكتب الإرشاد، وتصريحات بعض قيادات الإخوان مثل محمد البلتاجي، الذى تحدث عن شهداء الإخوان المسلمين، وخيرت الشاطر، الذى وعد بمكافآت خلال الأيام المقبلة للإخوان، ومن قبلهما محافظ كفرالشيخ، سعد الحسينى، الذى تحدث عن الـ5 ملايين عضو بالإخوان، الذين لن يستطيع أحد التصدى لهم، كلها رسائل تحذيرية للمتظاهرين، تؤكد أن أسلوب الجماعة فى إدارة الأزمات لا يصدر عن سياسيين، بل بلطجية يسعون إلى إخضاع الناس بقوة لمبادئهم، وهى جريمة لابد أن يعاقب عليها الإخوان بتهمة واضحة وهى التحريض على العنف ضد المتظاهرين».
وأوضح: «جميعنا نعرف أن مرسى ينفذ ما يتلقاه من أوامر، وأبرز ما تمت ملاحظته، أنه لجأ لإلغاء المحكمة الدستورية طبقاً للدستور الجديد، الذى يلغي وجودها ومقوماتها ويحولها لمجرد دائرة واحدة، وكان هذا الأمر مطروحاً فى مشروع قانون بمجلس الشعب وثبت بطلانه، وبالتالى لم يناقش القانون لذا وضع فى الإعلان الدستورى الأخير، وكانت النتيجة إلغاء أعلى مؤسسة دستورية فى الدولة، لأن الإخوان يسعون لإلغاء أى مشروعية أو دستورية غيرهم، فهم يريدون فرض رؤاهم وصياغتهم للقانون والدستور، دون حائط صد يردعهم، ولو استمر الوضع على هذا النحو أخشى أن نتحول إلى نموذج للبنان.«
وقال «الحريري»: «فى تصورى لن نصل إلى لحظة 11 فبراير 2011 مع الرئيس المخلوع، والفوز سيكون بإجمالى النقاط وليس بالضربة القاضية، ومعروف أن الإخوان فشلوا فى إخضاع الناس لرئيسهم بالقوة، ومع حرصنا على إبقاء الجيش بعيدا عن السياسة وإبعاد الداخلية عن استخدام العنف، تظهر قوى مختلفة تتعامل مع الجميع، ولا يجب أن يتخيل أحد أن بمقدوره أن يقذف خصومه فى البحر، والحديث عن سقوط مرسى من عدمه أمر سابق لأوانه لكن ستظهر خلال الفترة المقبلة مراكز قوى جديدة وواضحة».
وأضاف: «المصريون للأسف ورثوا من نظام مبارك دولة معطلة بها خلل، لكن كان لها بنيان الدولة، أما فى عهد الإخوان فيضرب بكل أركان الدولة عرض الحائط، وعلينا إعادة بناء الدولة وإدارتها بشكل شفاف يراعى المصلحة العامة، ونحن راغبون فى نقلة سلمية لمصر، وعلى الإخوان والسلفيين أن يدركوا أن المشروع الذى يبحثون عنه معادٍ للحريات وفكرة الزج بالرؤى الفقهية الخاصة، أمر مناقض للدين وليس من حق أحد أن يفرض رؤيته على الناس».
وحول دور خيرت الشاطر، قال «الحريري»: «الشاطر دوره تنفيذ برنامج الإخوان المسلمين، فى الاحتكار الاقتصادى والسياسى الرافض للمساواة بين أفراد المجتمع، وهم فى هذا الأمر يخضعون لتبعية أجنبية، فهم يلجأون لتلقى دعم من الخارج أكثر مما كان يلجأ نظام مبارك، ومشروع الإخوان مرتبط بالمشروع الأمريكي الصهيونى الخليجي، ومن هنا يكمن موقفهم المعادى للثورة، فنحن أمام مشروع نقيض لمطالب الحرية والعدالة الاجتماعية، وموقف الشاطر ترجمة لفكرة التمكين واختطاف الدولة، حتى لو وصل الأمر إلى إعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين، ومعروف للجميع دور الطرفين الأمريكى والخليجي، فى تمكين «مرسى» من الحكم، وأستطيع أن أقول إن الشاطر يواجه أزمة الفناء ونهاية مشروع الإخوان ويحاول الحفاظ عليه».
وعن دور أمريكا وقطر، فى مصر خلال عصر الإخوان، قال: «توجد مصالح متبادلة، فالنظام المصري يروج لـ«المشروع الصهيو- أمريكى» والسلع الأمريكية والغاز ومصادر الطاقة فى مقابل توفير الحماية والأمن له، وحتى الدور المصرى الذي صدعنا به الإخوان فى عقد هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كان لصالح إسرائيل لأنها فرضت هدنة إجبارية على قطاع غزة دون حماية لأهله، وموجة ادعاء التدين التى تدغدغ مشاعر الناس مُولت برعاية أمريكية، باعتبارها أمراً مضمون الاستجابة له، والعداء الظاهر بين الإخوان المسلمين وأمريكا هو أمر غير حقيقى، وهنا يكمن دور جبهة الإنقاذ فى إنقاذ القوى المدنية، لمواجهة هذا المشروع».
وأوضح «الحريري»: «من الممكن أن يظل مرسى فى منصبه لمدة عام آخر يشرف فيه على تنفيذ إعادة بناء الدولة وفقاً للدستور، فلدينا دستور بالغ فى الاحترام يجب استعادته وإلقاء ما وضعه الإخوان فى سلة المهملات، على أن يتم تشكيل جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً وفقاً لقواعد محترمة، وحكومة انتقالية تنفذ مطالب المرحلة، ولدينا إمكانيات بديلة للخروج من الأزمة بالاعتماد على مواردنا الداخلية، وإعادة توزيع الثروات التى تمتلئ بها مصر».

أبوالعز الحريري: مرسي «فاشل» وعليه الرحيل بـ«كرامة وشرف»

ابتسام تعلب
Sat, 09 Feb 2013 22:28:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire