خصص مجدى الجلاد، مساحة واسعة من برنامجه فى القناة الفضائية لكى يدافع عن نفسه ويبرر "الفضيحة"، التى تم ضبطه متلبسا بها عندما استأجر "سمكرى سيارات" مقابل ألف جنيه لكى يمثل دور لص سيارات، كما استأجر مدرس ثانونى لكى يؤدى دور أستاذ فى الطب النفسى لكى يحلل شخصية اللص التائب، قبل أن يعترف الاثنان علنا وعبر فضائية أخرى بالمأساة، وأن الجلاد استغل ضائقتهما المالية لكى ينجز البرنامج، وقد اضطرا لذلك بعدما تعرف عليهما الأهالى والجيران من الصوت والعلامات، وقرر محافظ الشرقية إحالة المدرس الثانوى، الذى تورط مع مجدى للتحقيق، ثم أصدر مجدى أمس بيانًا صحفيًا جديدًا بعد أن استشعر أن الرأى العام لم يقتنع أبدًا بما قاله فى تبرير الفضيحة، والحقيقة أن ما جاء فى البيان لا يختلف جوهريا ـ فى تفاهته ـ عما قاله فى البرنامج.
لم ينف مجدى الجلاد صحة الواقعة ولا صحة تزوير الحلقة، وتجاهل تمامًا قصة المدرس، أو الطبيب المزيف، رغم أنه فى صلب التزوير، لأنه لم يجد ما يقوله أو لم يسعفه الوقت لكى "يؤلف" قصة تخص المدرس، واتجه نحو سمكرى السيارات لكى يحاول تشويهه بكل نقيصة، فقال إن هذا اللص كانت له "قضيتان" برقم كذا وكذا، وهذا يعنى أن مجدى تفرغ لمدة ثلاثة أيام لكى يستعين بأصدقائه فى البحث الجنائى للبحث فى تاريخ هذا المواطن الذى تاجر مجدى الجلاد بفقره وحاجته للمال، غير أن القضية تضاعفت على مجدى لأنه عجز عن أن يثبت تهمة على المواطن المسكين ، واكتفى بالقول إنه كانت عليه قضيتان، ولم نعرف، هل قضايا مشاجرة مثلا أو إشغال طريق، كما لم يقل لنا هل تمت إدانته فى القضيتين أم تمت تبرئته، لأن "الحكم" هو عنوان الحقيقة، وليس مجرد الاتهام الذى كان يحسنه أى ضابط شرطة صغير خاصة ضد الغلابة والبسطاء، لم يلجأ مجدى إلى قول الحقيقة، لأنه لم يكن مشغولا بها، ولكنه كان مشغولا بالبحث عن مخرج ومهرب من الفضيحة، التى وقع فيها، وبدلا من الاعتذار العلنى والصريح للرأى العام ولأسرة الضحية راح يوغل فى الكبر والغطرسة لكى يهرب بنفسه على حساب مزيد من الآلام للضحية وأسرته، حيث لم يكتف بسب الضحية وإنما راح يشهر بعائلته وشقيقه رغم أنه لا دخل لهما فى فضيحة الجلاد، ولكنها الرغبة فى إثارة أكبر قدر ممكن من الغبار الإعلامى للهرب.
مجدى الذى لجأ إلى أسلوب الدجل والثلاث ورقات فى برنامجه بتكرار قوله: إن المشاهد هو مالك البرنامج، وهى نفس اللعبة التى لعبها فى فضيحته فى "المصرى اليوم" للهروب من مسؤوليته عن الكاريكاتير المهين، إذ راح يكرر أن القارئ هو مالك الصحيفة الحقيقى، وهو كلام دجل لا معنى له ولا قيمة، وأى صاحب كشك سجائر يمكنه أن يقول إن الزبون هو صاحب الكشك الحقيقى، مجرد محاولة لخداع المشاعر والهروب من مواجهة المسؤولية، ليحاول أن يستعطف المشاهد أو القارئ لكى لا يلزمه بالاعتذار والاعتراف بالمسؤولية، مجدى تجاهل أنه يتحدث إلى "المصريين" الذين برهنوا على أنهم "يفهموها وهى طايره" وأنه لا يحاول أن "يشتغلهم" بالدجل الإعلامى، وعليه أن يلجأ إلى أقصر الطرق إلى الحقيقة وهى اعترافه بالمسؤولية عن تلك الفضيحة واعتذاره للضحيتين وأسرتيهما عمما سببه لهما من آلام وتشهير، وكأن زيادة ثرائه مرتبط بزيادة آلام البسطاء والغلابة، وعلى الذين صدعوا رؤوسنا طويلا بالحديث عن إصلاح الإعلام وتطويره وحماية سمعته أن يتصدوا، ولو مرة واحدة، لواقعة واضحة وضوح الشمس، بدلا من مجاملتهم "صديقهم" على حساب الأخلاق والإعلام نفسه، وبدلا من خوفهم من خسارة موقع لهم فى برامجه أو الفضائيات التى يشرف عليها أو الصحف التى يرأس تحريرها، فالصدق أولى من الصديق أيها الأشاوس.
almesryoongamal@gmail.com
jeudi 21 mars 2013
مجدى الجلاد يواصل الكذب وتزييف الحقيقة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire