mercredi 6 février 2013

بلغاريا تتهم حزب الله بالضلوع في تفجير بورغاس



اتهمت الحكومة البلغارية الثلاثاء حزب الله بالوقوف وراء اعتداء دام وقع في 18 تموز/يوليو في بورغاس (شرق) ادى الى مقتل خمسة سياح اسرائيليين ومواطن بلغاري والانتحاري منفذ الاعتداء، ما دفع الولايات المتحدة واسرائيل الى مطالبة اوروبا بالتحرك ضد حزب الله.
وقال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتوف للصحافيين "لدينا معلومات عن تمويلات وعن انتماء شخصين لحزب الله" احدهما منفذ الهجوم.
واضاف "يمكن ان نستخلص من ذلك ان الرجلين، اللذين تم التعرف على هويتهما، ينتميان الى الجناح العسكري لحزب الله" موضحا انه "كان بحوزتهما جوازات سفر كندية واسترالية .. وعاشا في لبنان منذ 2006 و2010".
وسرعان ما صدر رد فعل من الادارة الاميركية. فقد طلب المستشار الخاص للرئيس باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان، المرجح اختياره مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه)، من الدول الاوروبية اتخاذ "اجراءات وقائية" لكشف البنى التحتية لحزب الله وشبكاته العملانية والمالية.
واكد برينان ان هذا الهجوم يثبت ان حزب الله "يشكل خطرا متفاقما لا على اوروبا فحسب بل على العالم باجمعه ايضا".
من جانبه دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتحاد الاوروبي الى "استخلاص النتائج بشأن الوجه الحقيقي لحزب الله".
وقال في بيان وزعه مكتبه ان "الهجوم في بورغاس كان هجوما على تراب اوروبي ضد دولة عضو في الاتحاد الاوروبي. نأمل بان يستخلص الاوروبيون النتائج اللازمة" في اشارة الى طلب اسرائيل من الاتحاد الاوروبي وضع حزب الله على لائحته للمنظمات الارهابية.
واكد نتانياهو ان ما اعلنته بلغاريا هو "تأكيد جديد لما كنا نعلمه من قبل، بأن حزب الله واسياده الايرانيين يديرون حملة ارهاب عالمية عابرة للبلدان والقارات".
وكانت اسرائيل اتهمت منذ وقوع الحادث ايران بالتحريض عليه وحزب الله اللبناني بتنفيذه. وهو ما نفته طهران كليا.
وتعليقا على ذلك شددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الثلاثاء على ضرورة اجراء دراسة "جادة" للاتهامات البلغارية.
وقالت اشتون في بيان "يجب اجراء تقييم جاد لنتائج التحقيق لانه يتعلق باعتداء ارتكب على الاراضي الاوروبية وادى الى مقتل واصابة مدنيين ابرياء".
واضافت "من الضروري التدقيق في نتيجة التحقيق. والاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء ستدرس الرد المناسب وفقا لكل عناصر التحقيق".
وكانت السلطات البلغارية قد ابدت حذرا شديدا رافضة حتى الان اتهام ايران او حزب الله قبل جمع ادلة.
ويرى المحللون ان اتهام حزب الله قد يقدم للولايات المتحدة حجة قوية لاقناع الاتحاد الاوروبي، الذي يضم بلغاريا، بادراج هذا الحزب، الحليف القوي لايران وسوريا، في قائمته السوداء للمنظمات الارهابية.
من جانبه اعلن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الثلاثاء ان بلاده ستتعاون مع بلغاريا "لجلاء ملابسات" التفجير.
وقال ميقاتي في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي "يجدد لبنان ادانته ورفضه لاي عمل او اعتداء يستهدف اي دولة عربية او اجنبية". واضاف "لبنان، إذ يؤكد ثقته بان السلطات المختصة في بلغاريا ستقيم جديا ما قد تخلص اليه التحقيقات من نتائج، يؤكد استعداده للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الامر احقاقا للحق وصونا للعدالة".
واعتبر تفجير حافلة كانت تقل اسرائيليين في مطار بورغاس على ساحل البحر الاسود في بلغاريا اعنف اعتداء يستهدف اسرائيليين خارج بلدهم منذ 2004. وقتل في هذه العملية خمسة اسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري ومنفذها الانتحاري.
ووقع الحادث عندما اقترب شاب يحمل كيسين احدهما على ظهره والاخر على بطنه من حافلة كانت تقل سياحا اسرائيليين من مطار بورغاس الى فندقهم.
واقام المتهمان اضافة الى شخص ثالث، لم تحدد هويته، في بلغاريا باوراق مزورة. واستخدموا كاثبات هوية رخص قيادة اميركية صادرة من ولاية ميشيغن لاستئجار غرف فندقية وسيارات على شاطىء البحر الاسود بين 28 حزيران/يونيو و18 تموز/يوليو.
والمتهمان دخلا بلغاريا وخرجا منها بهويتيهما الحقيقيتين لكنها استخدما اوراقا مزورة خلال اقامتهما كما اوضح الوزير.
وقدم تسفيتانوف تقرير التحقيق خلال اجتماع لمجلس الامن القومي عقد برئاسة الرئيس البلغاري روسين بليفنيلييف وفي حضور وزراء ورؤساء احزاب برلمانية.
ولدى خروجه من الاجتماع انتقد رئيس الحزب الاشتراكي (معارض) سيرغي ستانيشيف السلطات لاعلانها وقائع دون ان يكون لديها ادلة دامغة بعد.
وقال ان "القرار (اتهام حزب الله) اتخذ تحت ضغط وهو يعرض المواطنين البلغار للخطر".
وعلق النائب يوردان باكالوف عضو اللجنة البرلمانية الامنية قائلا ان التحقيق في الاعتداء "حقق تقدما ملموسا في كشف المحرضين والمنفذين لكن ما زال هناك عمل يجب القيام به".
واستنادا الى مسؤولين عن التحقيق ستجرى اعادة تمثيل لوقائع الاعتداء الربيع المقبل للتحقق مما اذا كان منفذ الاعتداء انتحاريا او ما اذا كان التفجير شغل عن بعد.
أ ف ب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire