ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد أن إسرائيل تولي اهتماما بالغا بالحفاظ على علاقاتها مع مصر، وعلى اتفاقية السلام الإسرائيلية-المصرية.
وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت- إن ثمة إدراكا متناميا في إسرائيل بأن الحفاظ على علاقات مع مصر ما بعد الثورة لم يعد يعتمد على تنمية العلاقات مع قادتها، بل بتبني مواقف تكون مقبولة بشكل أكبر بالنسبة للمواطنين المصريين العاديين والقوى السياسية المختلفة الناشئة في هذا البلد، بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقالت الصحيفة إن الحادث الذي وقع في سيناء، والذي أدى إلى تهديد مصر باستدعاء سفيرها لدى إسرائيل كشف بشدة عن مدى التغير في العلاقة بين البلدين على الساحة السياسية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم إنهم ينظرون بعين الاعتبار إلى الصوت الحاز
م الجديد للرأي العام في مصر وتأثيره على قيادة البلد.
وقالت "إن هناك عاملا جديدا الآن يتمثل في الجماهير التي تقوم بتحديد سرعة ووتيرة التحرك وإملاء التحركات"، حسبما قال بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع السابق المعروف بعلاقته القديمة مع مبارك وكبار المسئولين المصريين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحسابات الجديدة تعكس الاهتمام البالغ في إسرائيل بالحفاظ على علاقات مع مصر واتفاقية السلام التي قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنها تكتسب أهمية بالغة وقيمة، استراتيجية كبيرة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن مصر -التي تعتبر أكثر دولة عربية لديها كثافة سكانية- تتقاسم حدودا طويلة مع إسرائيل، وتعتبر اتفاقية السلام على مدى عقود هي المكون الأساسي للتوازن الاستراتيجي في المنطقة، ويمكن أن يتحول مع الاضطرابات في العالم العربي وتوتر علاقات إسرائيل مع تركيا عقب الغارة الإسرائيلية العام الماضي على السفينة التركية مرمرة المتجهة إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن عوديد عيران السفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن ومدير معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب قوله "إنه بالنظر إلى وضع الميزانية العامة في نهاية أغسطس 2011 من الواضح أن ثمة تدهورا فى الميزانية".. مضيفا أن تركيا ليست كما كانت عليه فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وكذلك مصر.
وأضافت أنه مع اقتراب الانتخابات المقررة في فصل الخريف بمصر يمكن أن تمثل المشاعر العامة عاملا مهما في موقف قيادة مدنية جديدة حيال إسرائيل، ويمكن أن تؤثر أيضا السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، والتي تغضب العديد من المصريين، على المزاج العام في مصر.
ونقلت الصحيفة عن إيلى بوديه الخبير في شئون مصر وعلاقاتها مع إسرائيل بالجامعة العبرية في القدس قوله: إن مصالح البلدين ما زالت هي ذاتها.. مشيرا إلى أن اتفاقية السلام لها قيمة استراتيجية واقتصادية بالنسبة للجانبين على حد سواء وتدعمها معونة سخية لمصر من واشنطن وهي حافز قوي لها للحفاظ على الاتفاقية.
إلا أنه أوضح أن التغيرات في المنطقة تدفع إسرائيل إلى طرح مبادرة سلام جوهرية لحل الصراع مع الفلسطينيين الذي أثار مشاعر مناهضة لإسرائيل في مصر والدول العربية الأخرى.
وقال "إذا أردنا تخفيف الانتقاد إلى حد ما في العالم العربي، وخصوصا مصر يتعين علينا انتهاج سياسة مختلفة وفى بعض الأحيان لانتفهم عمق التزامهم حيال القضية الفلسطينية".
واختتمت الصحيفة تقريرها بنقلها عن بن إليعاز قوله: إنه مع افتراض الواقع الجديد في مصر يتعين على إسرائيل تغيير أسلوبها وتبديد خلافاتها مع جارتها برغم القلق البالغ بشأن الأمن على طول الحدود المشتركة .. مضيفا "يتعين علينا بذل ما في وسعنا للحفاظ على علاقات طبيعية مع المصريين بقدر الإمكان، واصفا مصر بأنها "قوة عربية عظمى"، وأن لا أحد يعرف ما ستكون عليه الحكومة المقبلة في مصر ويتعين بقدر الإمكان الحفاظ على الأعمال معها كما هو معتاد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire