lundi 4 mars 2013

الضحك بالدقون ... (" نقلا عن مدونة Henna ")

49

بمباركة المخلوع من سنوات عاد الشيخ محمد حسان ليتبوأ مكانته فى القنوات الفضائية الدينية الوليدة من منفاه . لم أسترح للفكرة لكننى للحق كنت أتعجب من شدة بياض ثوبه ولطالما تساءلت عن نوع مسحوق الغسيل . كيف رضى النظام عن الشيخ المنفى فجأة ؟ لم تطل الدهشة والإستغراب كثيرا فقد تحولت الدفة إلى الشعب لا الحاكم . كان هو وغيره لا هم لهم سوى إقناع المصرى البسيط أن سبب نكباته هو بعده عن الله سبحانه وتعالى . الكلمة صحيحةبلا شك لكنها كانت كلمة حق يراد بها باطل كان الهدف أن يقتنع المواطن الفقير أن سبب فقره وسوء حاله ليس بسبب ظلم حاكم أو سرقة مقدرات وطنه وخيره لحساب قلة قليلة بل لأنه مقصر ويستحق ما ينزل به من عقاب .

النظام المخلوع وجدها فرصة سانحة أن يطلق للقنوات الدينية الوهابية العنان للتحدث فى القشور وفرعيات الفرعيات وجعلها هى أصل الدين وكان على هوى النظام ان يضع الأزهر فى جعبته شيخه ومفتيه مع التضييق على علمائه الأجلاء إعلاميا إلا فى برامج تربح أخرى يطلق عليها برامج فتوى . حتى الحديث عن العبادات من صلاة وصوم وزكاة لم يخرج من إطار الشكل ولم يصل للمضمون بمعنى أنه لا معنى ولا قبول لتلك العبادات دون سلوك إسلامى قويم . أحد الأعراب قال للرسول (ص) قل لى كلمة تكفينى قال له (ص) قل لا إله إلا الله ثم استقم . هى الإستقامة لكن الإهتمام انصب فقط على العبادات إعتمادا على الحديث الشريف "إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان" والتعامى عن الأحاديث الشريفة الأخرى التى تنادى بحسن السير والسلوك فكانت النتيجة أن لا تغير إيجابى حدث فى سلوك المصريين ولا فى تعاملاتهم سوى زيادة فى أعداد المحجبات وبكل الأشكال إما حجاب كما يجب أو ملابس تصف وتحدد الجسم مع "كومة" من أغطية الرأس وزيادة اللحى وكفى . الرشوة مستمرة والتحرش مستمر ونصرة الرسول (ص) بالهتاف والإنفعال ورفع القضايا على المناظر فى الأفلام وضد الفنانين دون أن يحرك ساكنا تجاه الباحثين عن لقمة فى صناديق القمامة أو العراة فى العشوائيات . لا حديث عن العلم والعمل والإنتاج بدلا من الإعتماد على الغرب الكافر لأن هذا سيستلزم الحديث عن المتسبب فى هذا الخمول وهذا الفشل وهو المخلوع وإدارته يعنى تصادم لا محالة هم لا يرغبونه . أمى كثيرا ما كانت تدافع عنهم بأنه قاسوا فى المنافى وعانوا فى المعتقلات ولا يريدون المعاناة مرة أخرى أجبتها بصدقت واضح فى وجوههم المعاناة من التخمة والصحة فقد عادوا محملين بأموال افتتحوا بها فضائيات أما معاناة المعتقلات فليسوا وحدهم ثم ماذا بعد أن يخشى عالم دينى السلطة دون الله سبحانه وتعالى ألا يعلمون أعظم الجهاد ؟؟؟ وماذا تركوا بجبنهم للمواطن البسيط ؟؟؟؟ ولأنها لم تقتنع والتصادم بات وشيكا لم يمهلونى كثيرا فقد قامت الثورة وبدلا من التخلى عن الجبن والخوف والتمترس خلف من قام بها ضد من اضطهدوهم ونفوهم إذا هم ينكثون ويخونون وينحازون لصاحب السلطان إلا من رحم ربى وكانت الحجة البليدة حقنا للدم فى ميدان التحرير بين المصرى والمصرى ثم انقلبوا بعدها لممارسة ما كفروه سابقا لكنهم يستغلونه للسيطرة وفرض تفسيراتهم وفقط !!!!!

أغلب هؤلاء الدعاة هم أصحاب ثروات ولديهم بدل الزوجة مثنى وثلاث ورباع فى حين أن الكثير من أتباعهم يعيشون على حد الكفاف والإجابة جاهزة هذا من فضل الله والله يوزع رزقه كيفما شاء لكن للحقيقة لم ينس هؤلاء المشاركة فى حملات التشجيع على التبرع للمستشفيات ولأسر المنكوبين أو جمعها بأنفسهم ولا ندرى إلى أين ذهبت أو المشاركة فى حملات الصلح حال اندلاع فتنة طائفية رغم أنهم مشعلوها و وقودها من الساعات الطوال التى يقضونها شرحا وإيضاحا عن عقائد الغير ومدى كفرهم ونجاستهم وعدم موالاتهم وكرههم للإسلام والمؤامرات التى يدبرونها بليل وبصباح (مش المطربة) لهدم الأمة الإسلامية مع أنهم لا يحتاجون كل هذا فنحن قائمون بالهدم نيابة عنهم جهلا وتأخرا وسلوكا أكثر من طموحات أولئك الحاقدين من الغرب هذا بجانب أن تلك الآيات القرآنية الموضحة للكفر لم تستوجب منا أي ردة فعل سوى الدعوى بالحسنى ولكم دينكم ولى دين وأمرنا إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ليفصل بيننا .

ليس عجبا أن يكون التطور الطبيعى لهذا أن يكون الأزهر الوسطى فى نظر هؤلاء وأتباعهم مخترق ومفرط وليس عجبا أن يقود الإعلام الحملات جهلا وتعمدا رفضا للدين بسبب هؤلاء . الكارثة الأكبر أن بسبب تدخل الكنيسة قديما فى كل مناحى الحياة فى أوروبا وبعدها عن التطور والتقدم والأخذ بأسباب العلم فقد نحاهم الشعب جانبا وانطلق فيما يسمى بالعلمانية ليأتى مدعى التدين هؤلاء القادمون من كهوف الماضى للحديث عن سفاسف الأمور والقشور ويرغون ويزبدون لتنطلق دعاوى العلمانية فى بلاد المسلمين والتى أتحدى أى شخص يأتينى بأسباب التقدم فى أى دولة من دول العالم إلا وأتيته بأصلها من الكتاب والسنة ولكنه الجهل !!!! والجهل أنواع إما جهل تمترس فى خندق أحد هؤلاء المشايخ سمعا وطاعة وترديدا بلا فهم أو هروب الجاهل من الصورة والنموذج الذى يقدمه هؤلاء والذى يعيدنا إلى القرون الوسطى بدلا من البحث والقراءة فى هذا الدين ويستمر التعتيم القديم على علماء وسطيين بحق يستطيعون قيادة هذا الشعب المتدين بطبعه شكلا المتدنى بسلوكه واقعا إلى مافيه خير البلاد والعباد ولله الأمر من قبل ومن بعد .

 

مرسلة بواسطة Safsoufa

Ramadan 2010

http://safsoufa-henna.blogspot.com/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire