lundi 1 août 2011

واشنطن بوست: المجلس العسكري في مصر يغذي الخوف والكراهية من الأجانب ويتهم معارضيه بالخيانة للتغطية على إخفاقاته

365

364  قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه مع مواجهه تحديات متزايدة  وانتشار الاضطرابات، لجأ حكام مصر العسكريين المؤقتين إلى تكتيك  قديم وهو: إلقاء اللوم على الأجانب..  في الأسابيع الأخيرة، اتهم القادة العسكريون المحتجون , الذين يطالبون بإجراء إصلاحات وانتقال سريع نحو الديمقراطية , بأنهم يعملون لحساب وكلاء أجانب يحاولون تأجيج الانقسامات  داخل المجتمع المصري .

اعتقلت قوات الأمن عددا من الأجانب – بما في ذلك ما لا يقل عن خمسة أميركيين – واتهمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل أو الغرب.  كما انتقد الجنرالات المصريون الحاكمون عروض مؤخرا للمساعدات الخارجية ، وانتقدوها بشده حول ما أسموه محاولات من جانب الولايات المتحدة وبلدان أخرى للتدخل في الديمقراطية الوليدة في مصر .

وقالت هبة موريف ، وهى باحثة مع هيومن رايتس ووتش مقرها القاهرة , ” انه نوع من فن الخطاب الذي يلقى صدى قويا جدا مع المصريين , وأضافت ” المصريون فخورون جدا بكونهم مصريين”. وقالت موريف , أن ضباط مخابرات الرئيس المخلوع حسني مبارك  كثيرا ما كانوا يستخدمون خطاب الكراهية و الخوف من الأجانب لتحويل مسار الانتقادات المحلية .

يقول النشطاء المصريون إن الجهود الرامية إلى تغذية الخوف من الأجانب يمكن أن تكون ذريعة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات التي أصبحت انتقاديه بشكل متزايد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم . وقال حسام بهجت ، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية , أن ” المجلس العسكري  يخلق متعمدا جو من الشك العميق والعداء تجاه أي شخص يجرؤ على انتقاد أداءه”  .

وسعى القادة العسكريون على وجه الخصوص إلى التقليل من قدر حركة 6 أبريل ، وهى واحدة من الحركات الأكثر نشاطا في المجموعات التي  أسقطت  مبارك في فبراير.  وأكد ضباط في الجيش إن أعضاء المجموعة  تلقوا تدريبات عسكرية  في صربيا ويتلقون تمويل أميركي – وهى المزاعم التي تنفيها الحركة والجيش لم يثبت بالأدلة بشكل علني  صحة هذه المزاعم .

بالنسبة لأي جماعة تسعى لمساعدات أميركية ، فهناك خطر من معاملتها بوصفها مشتبه فيه .

و قال اللواء حسن الروينى  ، عضو المجلس العسكري ، في مقابلة تلفزيونية مؤخرا, “هناك 600منظمة تقدمت لأخذ مساعدات في السفارة الأمريكية هنا في مصر”  ، وأضاف إن  ” كل هذا تم توثيقه من قبل جهاز أمن الدولة ، مع أسماء وتواريخ وما تم تدريبهم عليه والمبالغ التي تلقوها من الخارج”.

وفي نهاية الأسبوع الماضي ، عندما حاول الآلاف من منتقدي المجلس العسكري عمل مسيرة من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ومؤيدي الجيش .

وقال بهجت, أنه تم احتجاز الناشط عمرو غربية ، عضو في مجموعة  بهجت، من قبل فريق من المؤيدين للعسكريين وضربوه وطافوا به في الشوارع ووصفوه بأنه جاسوس، وحاولوا تحويله إلى المخابرات العسكرية , ولم يفعل الجيش أي شيء لإطلاق سراحه من محتجزيه .

وقالت متظاهرة أخرى، وهى المرشدة السياحية المصرية ياسمين  عبد الرازق، انه تم أخذها إلى الحجز من قبل ضباط الشرطة العسكرية .

وقام جنود ورجل بملابس مدنية  بضربها  ، وجروها من شعرها وتم صعقها بالعصي  الكهربائية وتفتيش حقيبتها. ووجدوا داخل حقيبتها 12 دولارا.  وقالت , إن الجنود قفزوا على قمة مركباتهم وأظهروا أنهم عثروا على دولارات أميركية في حوزتها. قاموا باستجوابها لمدة خمس ساعات حول النقود، واتهمهم باستخدام أموال أجنبية للدفع للناس لكي يحتجوا .
وقالت عبد الرازق (26 عاما) , التي ما زالت كدماتها ظاهرة , أن ” القيادة العسكرية سيئة “. وأضافت “أنهم يستخدمون نفس التكتيكات ، ويتهمونا بأننا عملاء لجهات أجنبية لأنهم لا يفهمون أننا نحتج لأننا  نحب  بلدنا”.

قام أيضا مسئولون أمنيون مصريون باحتجاز عدد من الأجانب ، متهمين إياهم بالتجسس . وقالت السفارة الأمريكية في بيان , أنه تم الإفراج يوم 11 يوليو عن أربعة من خمسة أميركيين احتجزوا في الأسابيع الأخيرة بعد أيام من الاستجواب .

وقال دبلوماسيون غربيون إنهم قلقون بشأن تزايد شعور الكراهية والخوف من الأجانب ، الذي يقولون انه لديه القدرة على وضع تيارات التمويل الأجنبي في مصر في خطر.  فقد رفض المجلس العسكري  مؤخرا  3 مليار دولار قرض من صندوق النقد الدولي من شأنه أن يخفف بعضا من احتياجات البلد الأكثر إلحاحا ، قائلا إن مصر  يمكنها الاستغناء في ذلك عن المساعدات الخارجية . وشكا الجنرالات أيضا أن واشنطن تحاول  التدخل في السياسة المصرية من خلال تمويل وتدريب مرشحين  وأحزاب . بينما يقول مسئولون أمريكيون أن أنشطتهم غير حزبية .

ومن المفارقات ، كما قال  أحد الدبلوماسيين الغربيين ، لا توجد  مؤسسة  مصرية معتمدة على المساعدات الدولية أكثر من القوات المسلحة ، التي تلقت لفترة طويلة تقريبا 2 مليار دولار من المساعدات الأميركية السنوية.

وقال الدبلوماسي في القاهرة ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، مشيرا إلى البروتوكول الدبلوماسي , ” اعتقد أنهم لم يتوقعوا أبدا أنهم سيكونوا مسئولين عن كل شيء “ , وأضاف ” انه من الأسهل بكثير أن يكون لديك شخص آخر لإلقاء اللوم عليه “.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire