قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه مع مواجهه تحديات متزايدة وانتشار الاضطرابات، لجأ حكام مصر العسكريين المؤقتين إلى تكتيك قديم وهو: إلقاء اللوم على الأجانب.. في الأسابيع الأخيرة، اتهم القادة العسكريون المحتجون , الذين يطالبون بإجراء إصلاحات وانتقال سريع نحو الديمقراطية , بأنهم يعملون لحساب وكلاء أجانب يحاولون تأجيج الانقسامات داخل المجتمع المصري .
اعتقلت قوات الأمن عددا من الأجانب – بما في ذلك ما لا يقل عن خمسة أميركيين – واتهمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل أو الغرب. كما انتقد الجنرالات المصريون الحاكمون عروض مؤخرا للمساعدات الخارجية ، وانتقدوها بشده حول ما أسموه محاولات من جانب الولايات المتحدة وبلدان أخرى للتدخل في الديمقراطية الوليدة في مصر .
وقالت هبة موريف ، وهى باحثة مع هيومن رايتس ووتش مقرها القاهرة , ” انه نوع من فن الخطاب الذي يلقى صدى قويا جدا مع المصريين , وأضافت ” المصريون فخورون جدا بكونهم مصريين”. وقالت موريف , أن ضباط مخابرات الرئيس المخلوع حسني مبارك كثيرا ما كانوا يستخدمون خطاب الكراهية و الخوف من الأجانب لتحويل مسار الانتقادات المحلية .
يقول النشطاء المصريون إن الجهود الرامية إلى تغذية الخوف من الأجانب يمكن أن تكون ذريعة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات التي أصبحت انتقاديه بشكل متزايد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم . وقال حسام بهجت ، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية , أن ” المجلس العسكري يخلق متعمدا جو من الشك العميق والعداء تجاه أي شخص يجرؤ على انتقاد أداءه” .
وسعى القادة العسكريون على وجه الخصوص إلى التقليل من قدر حركة 6 أبريل ، وهى واحدة من الحركات الأكثر نشاطا في المجموعات التي أسقطت مبارك في فبراير. وأكد ضباط في الجيش إن أعضاء المجموعة تلقوا تدريبات عسكرية في صربيا ويتلقون تمويل أميركي – وهى المزاعم التي تنفيها الحركة والجيش لم يثبت بالأدلة بشكل علني صحة هذه المزاعم .
بالنسبة لأي جماعة تسعى لمساعدات أميركية ، فهناك خطر من معاملتها بوصفها مشتبه فيه .
و قال اللواء حسن الروينى ، عضو المجلس العسكري ، في مقابلة تلفزيونية مؤخرا, “هناك 600منظمة تقدمت لأخذ مساعدات في السفارة الأمريكية هنا في مصر” ، وأضاف إن ” كل هذا تم توثيقه من قبل جهاز أمن الدولة ، مع أسماء وتواريخ وما تم تدريبهم عليه والمبالغ التي تلقوها من الخارج”.
وفي نهاية الأسبوع الماضي ، عندما حاول الآلاف من منتقدي المجلس العسكري عمل مسيرة من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ومؤيدي الجيش .
وقال بهجت, أنه تم احتجاز الناشط عمرو غربية ، عضو في مجموعة بهجت، من قبل فريق من المؤيدين للعسكريين وضربوه وطافوا به في الشوارع ووصفوه بأنه جاسوس، وحاولوا تحويله إلى المخابرات العسكرية , ولم يفعل الجيش أي شيء لإطلاق سراحه من محتجزيه .
وقالت متظاهرة أخرى، وهى المرشدة السياحية المصرية ياسمين عبد الرازق، انه تم أخذها إلى الحجز من قبل ضباط الشرطة العسكرية .
وقام جنود ورجل بملابس مدنية بضربها ، وجروها من شعرها وتم صعقها بالعصي الكهربائية وتفتيش حقيبتها. ووجدوا داخل حقيبتها 12 دولارا. وقالت , إن الجنود قفزوا على قمة مركباتهم وأظهروا أنهم عثروا على دولارات أميركية في حوزتها. قاموا باستجوابها لمدة خمس ساعات حول النقود، واتهمهم باستخدام أموال أجنبية للدفع للناس لكي يحتجوا .
وقالت عبد الرازق (26 عاما) , التي ما زالت كدماتها ظاهرة , أن ” القيادة العسكرية سيئة “. وأضافت “أنهم يستخدمون نفس التكتيكات ، ويتهمونا بأننا عملاء لجهات أجنبية لأنهم لا يفهمون أننا نحتج لأننا نحب بلدنا”.
قام أيضا مسئولون أمنيون مصريون باحتجاز عدد من الأجانب ، متهمين إياهم بالتجسس . وقالت السفارة الأمريكية في بيان , أنه تم الإفراج يوم 11 يوليو عن أربعة من خمسة أميركيين احتجزوا في الأسابيع الأخيرة بعد أيام من الاستجواب .
وقال دبلوماسيون غربيون إنهم قلقون بشأن تزايد شعور الكراهية والخوف من الأجانب ، الذي يقولون انه لديه القدرة على وضع تيارات التمويل الأجنبي في مصر في خطر. فقد رفض المجلس العسكري مؤخرا 3 مليار دولار قرض من صندوق النقد الدولي من شأنه أن يخفف بعضا من احتياجات البلد الأكثر إلحاحا ، قائلا إن مصر يمكنها الاستغناء في ذلك عن المساعدات الخارجية . وشكا الجنرالات أيضا أن واشنطن تحاول التدخل في السياسة المصرية من خلال تمويل وتدريب مرشحين وأحزاب . بينما يقول مسئولون أمريكيون أن أنشطتهم غير حزبية .
ومن المفارقات ، كما قال أحد الدبلوماسيين الغربيين ، لا توجد مؤسسة مصرية معتمدة على المساعدات الدولية أكثر من القوات المسلحة ، التي تلقت لفترة طويلة تقريبا 2 مليار دولار من المساعدات الأميركية السنوية.
وقال الدبلوماسي في القاهرة ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، مشيرا إلى البروتوكول الدبلوماسي , ” اعتقد أنهم لم يتوقعوا أبدا أنهم سيكونوا مسئولين عن كل شيء “ , وأضاف ” انه من الأسهل بكثير أن يكون لديك شخص آخر لإلقاء اللوم عليه “.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire