lundi 1 août 2011

مرة أخرى.. أردوغان يهزم الجيش

355

قال الكاتب أنتوني شديد إن تركيا شهدت لحظة استثنائية بالاستقالة الجماعية لأعلى القيادات العسكرية، وأكد في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن التبرير الذي قدمه رئيس الأركان المستقيل الجنرال إيسيك كوسانر والمتمثل في الضعف والإعلام السيئ، يعطي صورة مغايرة تماما لما حدث قبل 50 عاما عندما تحدى رئيس الوزراء الجيش وانتهى به الأمر معلقا بحبل المشنقة.

وقال الكاتب إنه رغم وجود مخاوف من ملامح استبداد قد يمارسه رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان، فإن ما حدث يعطيه فرصة نادرة لإعادة رسم حدود المؤسسة العسكرية وحراستها بيد مدنية، ومواصلة سياسته الخارجية مدعوما بشعبيته وانتصار انتخابي في يونيو/حزيران الماضي واستمرار التغييرات الدستورية التي يمكن أن تغير السياسة التركية.

وأضاف أن الاستقالة أنهت الخطر الذي كانت تمثله أخطر جهة لأردوغان، وكانت تريد أن تكون فوق القانون، حيث نقل ما قاله كاتب الأعمدة جنكيز كندار من أن "هناك معادلة سياسية جديدة في البلاد، وكل من يعتمد على الجيش لتسجيل نقاط في المواضيع السياسية، عليه أن ينسى ذلك".

وقال الكاتب إن أبرز أسباب الاستقالة تعود إلى الخلاف بين الجيش والحكومة بشأن اعتقال عدد من الضباط على خلفية وجود مؤامرة لإسقاط حكومة أردوغان، وهذا بعد سلسلة تحقيقات وتغطية تحريضية من الصحافة، وتم اعتقال أكثر من 40 جنرالا -أي عشر القادة العسكريين- بسبب هذه الاتهامات.

غير أن الكاتب يذهب إلى سبب آخر ويقول إنه أعمق مما سبق ذكره، فالمواجهة تتم بين حزب ديني الجذور وبين المؤسسة العسكرية التي تعتبر نفسها حامية التقاليد العلمانية.

كما أن مسؤولين يبدون خيبتهم من فشل العسكريين في مواجهة التمرد الكردي في جنوب شرق تركيا، وهو التمرد الذي تسبب في سقوط 40 ألف قتيل واشتد في الشهور الأخيرة، حيث سقط 13 جنديا تركيا يوم 14 يوليو/تموز الماضي في كمين بديار بكر، وقال أحد المسؤولين إن "الجيش لا يعمل ما يكفي لمنع هذه الهجمات ووقف هذه الخسائر".

وأوضح الكاتب أن هناك من يرى في الاستقالة انتصارا على العسكريين الذين سيطروا على الحياة السياسية في الماضي ونفذوا ثلاثة انقلابات بدءا من عام 1960، وقبل 14 عاما أبعدوا حكومة حزب الرفاه من السلطة، وهو الحزب الذي يملك قواسم مشتركة مع حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان.

وأشار إلى وجود انقسام في الحياة السياسية التركية، ويتمثل جليا بين الليبراليين والمحافظين وبين المتدينين والعلمانيين وبين الوطنيين والإسلاميين، وقال إن أنصار أردوغان يرون في الاستقالة زيادة في قوة المدنيين على العسكريين وهي علامة صحية في النظام الديمقراطي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire