dimanche 27 novembre 2011

المجلس و فخ الانتخابات و الاستفتاء على شرعيته

23

كتب : أحمد خشبة
ما كان هناك من يخاف على مصر أكثر من شبابها و بناتها المتواجدون في التحرير منذ الوهلة الأولى للثورة و حتى اليوم , لم يكن أحد من أعضاء المجلس العسكري , ولا من أعضاء ائتلافات محبي و أبناء مبارك و لا المشير ليشعر بذرة شفقة و لا عطف على وطننا الحبيب , لكننا نحن نفدي وطننا بدمائنا , لتسيل أنهارا لا تجف أبدا , و لنحاول أن ندفع عجلة مصر نحو الأمام , و المجلس و أعوانه يأبون أن يحركوها قيد أنملة !
ماذا وراء الانتخابات ؟
منذ فترة ليست بالقصيرة أيقنت أن ما يحدث في مصر من قبل المجلس و أعوانه لأمر مدبر له جيدا , قد ينحى قليلا عن مساره , لكنه في النهاية يكون في ظل خطط موضوعة بعناية , و كأننا في حرب مخابراتية ضد إسرائيل , عفوا , ضد شبابنا الحر الطاهر !
منذ فترة ليست بالقصيرة توقفت عن الاستماع و التحليل لما يحدث الآن , توقفت عن اتباع نهج الساعة و محاولة السير خلف ركب التحرك كرد فعل , و بدأت أفكر في أسباب الفعل و نتائج رد الفعل على المدى القصير و البعيد , و لذا فأنا أكتب اليوم و أشعر أننا أمام أكبر موقف للثورة قد تسقط فيه سقوطا مدويا !
انقسم الميدان , و انقسم الشارع , و انقسمت القوى السياسية , ما بين مؤيد و معارض للانتخابات , و صار الجدل الأكبر يقع على عاتق : هل ستنتخب , أم لن تنتخب ؟ بل صار البعض يفكر في أن ما حدث برمته كان بهدف عرقلة جهود الثوار نحو حشد الشعب لمقاطعة الإنتخابات !
دعونا نكون واقعيين و منصفين , لو كنا تحركنا منذ عدة أشهر فربما كانت لدينا فرصة جيدة تجاه توعية الشعب بالانتخابات , وربما كانت دعوتنا بالمقاطعة لتلقى قبولا واسعا , لكن اليوم لا ينفع أي تحرك , ولو تحركنا قبل شهر تقريبا ما كنت سنحرز شيئا , فلم الانشقاق إذا ؟
لماذا لا نرى الأمر بنظرة المجلس العسكري ؟
لنعرف ذلك لماذا لا نجيب على تساؤل يحير الجميع : لماذا قام المجلس العسكري بمد فترة التصويت يوما إضافيا بدلا من تأجيل الإنتخابات ؟
هل من أجل زيادة عدد الجرحى من جراء تبعات العملية الإنتخابية ؟ هل من أجل أن يكون له وقت كي يزور و يعدل كما يشاء ؟
للأسف لا هذا و لا ذاك , فالسبب الذي جعل المجلس يضاعف من مدة التصويت الزمنية , هو نفسه السبب الذي نوجه نحن الإتهام إليه متهمين إياه بعدم الشرعية , وهو الشرعية الشعبية !
الإستفتاء انتهى بانتهاء مدى صلاحيته , و هي كانت في شهر سبتمبر بالمناسبة , لذا فأي صدام بين المجلس و بين الثوار سيكون هو الخاسر أمام الشعب , لقد عرض طنطاوي على الشعب الاستفتاء على بقائه , لكنه لم يطرحه بصورة علنية و جدية و طلب تحديد موعد له , هذا الطرح كان ذكيا , فهو يدرك جيدا أن الثوار سيتحركون ضده في الشوارع مطالبين بعدم التصويت على الإستفتاء , متعللين بأن الميدان له شرعية و الناس تخرج في ميادينهم , سواء تحرير القاهرة أو تحرير المحافظات ,
إذن ما الذي يحدث ؟
الذي يحدث ببساطة هو أن المجلس يسعى لكسب شرعية تجابه شرعية التحرير , هو يدرك جيدا أن شرعية أبناء مبارك و أبنائه لن تعطيه مثل هذه الشرعية , لكنه يدرك جيدا أن تحرك أكثر من خمسة عشر مليون مصري للانتخابات في مرحلتها الأولى سيعطيه شرعية موافقتهم على إجراءاته التي يتبعها , ومن ثم سيتعلل بتلك الشرعية ليضغط ممررا ورقة الاستفتاء على بقائه للشارع , معتمدا على كم الإحباط و الغضب الذي سيصيبنا من جراء تلك الحركة , وما يليها من تخبط و عدم توجيه صحيح لمجهودنا الثوري , فينتهي المطاف باستفتاء شعبي له شرعية الشارع ولن يكون لنا مجال للإعتراض حينها , وسنكرر مأساة الاستفتاء على التعديلات الدستورية !
إن المجلس قد ضاعف من فترة التصويت حتى يضاعف من عدد المصريين الذين يحق لهم التصويت , فعوضا من تصويت سبعة ملايين في المرحلة فرضا , فسيصبحوا خمسة عشر مليونا , و هكذا !
نحن ندرك من قبل أن الفترة الزمنية لم تكن كافية لتصويت عدد كبير من المصريين , و بمضاعفتها يصبح عدد القادرين على التصويت أكبر !
لقد فعلها معنا من قبل ! قام باستفتاء على التعديلات و خرج بنا يعلن أن الشعب قد استفتى على بقائه أم لا , متعللا بأن ما اختاره الشعب من آلية ديموقراطية للمرحلة الإنتقالية تتضمن بقائه كجزء من تلك المنظومة , و هذا المأزق يتكرر الآن !
لذا فقاطعوا أو شاركوا لن تفرق , فالشارع سيتحرك و يشارك , و سيأخذ المجلس ما يريد , وسيفشل مسعانا الآن و سنضطر للإنتظار أكثر من سبعة أشهر بعد ذلك للخروج مجددا بصورة قوية , وستتكرر مآسي عدة مثل مأساة العباسية , و مأساة ماسبيرو , ومأساة المحاكمات العسكرية , و مأساة الإعتقالات التعسفية , و غيرها .. إلا إذا ..
إلا إذا تحركنا و قمنا لا بالمقاطعة ولا بالمشاركة , ولكن بالرقابة , رقابة ترصد بدقة التجاوزات و المخالفات , عبر آلية منظمة , و منظومة مشتركة على مستوى محافظات المرحلة الأولى , رصد يتبعه توثيق بالمخالفات و معه آلية لنشر تلك المخالفات على الشارع حتى و إن وصلت لطباعة ورق و توزيعه كمنشورات على الشارع , و ما يصحبه من آلية قانونية للطعن في صحة الإنتخابات !
إن كشف التزوير و نشره على الشارع المصري – في نظري – سيحد كثيرا من مكاسب المجلس العسكري في هذه المرحلة , بل و قد يدمر هذه الخطوة تماما , و سيجعل الشارع ينظر نحو الانتخابات على أنها غير نزيهة و من ثم لا يمكن أن تمنح للمجلس أي شرعية , بل ستكون شبهة عليه و إثما يزيد من آثامه لدى الشعب !
إن رأيت أن نظرتي صحيحة , إن أدركت صحة ما نحن مقبلون عليه , فأرجو أن تشارك بأقصى سرعة , يمكنك طباعة المقال و توزيعه في مليونية اليوم , يمكنك إخبار كل من تعرفه عن فحوى المقال , أو نشره لدى كافة أصدقائك و من تعرفه من الثورة , يمكنك التطوع و التواصل معي من أجل تنظيم عملية المراقبة تلك ,ولو كنت تعرف منظمة مختصة بالمراقبة و الرصد حاول أن تتواصل معها بالفكرة , فقط عليك أن تتحرك .. علينا أن نتحرك , فالوقت ضيق , و عدونا لا ينام ولا يهدأ ..
للتواصل :
01203233239

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire