زيارة خاصة -
مقدم الحلقة: سامي كليب
ضيف الحلقة: جمعة الشوان
تاريخ الحلقة: 13/12/2002
- أول احتكاك مع الموساد وكيفية تجنيد الشوان
- تعاونه مع المخابرات المصرية وخداع الموساد
- السفر إلى إسرائيل وبداية عملية التدريب
- حصوله على أحدث جهاز إرسال في العالم
- الخدمات التي قدمها الشوان لمصر
- أسباب توقف الشوان عن التعامل مع الموساد الإسرائيلي
سامي كليب: مشاهدينا الأعزاء مرحباً بكم إلى (زيارة خاصة) في حلقة جديدة.
ضيفنا اليوم كنت أتوقع أن أجده في شقة فخمة على ضفة نهر النيل ولكن في الواقع وجدناه في شقة متواضعة جداً مناقضة تماماً لتاريخه الكبير وقصته الشهيرة، إنه الجاسوس المصري الذي نجح في اختراق الموساد وخداعه أحد عشر عاماً. ضيفنا اليوم هو جمعة الشوان.
من سيناء حيث وُلد وعمل بحاراً إلى قلب القاهرة حيث بدأ بتضليل الموساد الإسرائيلي قصة مثيرة لجدل كبير جرت في هذه الشقة المتواضعة.
جمعة الشوان: هنا كان مركز التجسس على الموساد الإسرائيلي.
سامي كليب: من مركز للتجسس على الموساد تحولت الشقة الصغيرة إلى معرض للصحف والمجلات العربية والعالمية والأوسمة حول قصة أحمد الهوان الذي لقبه كاتب سيناريو مصري بجمعة الشوان، ولكن متى كان أول احتكاك مع الموساد؟
أول احتكاك مع الموساد وكيفية تجنيد الشوان
جمعة الشوان: أول احتكاك بيني وبين الموساد هو كان في (برستل لانج شاير) وعن طريق الفتاة جوجو وميري وروز وعدة أسماء كتيرة جداً من بنات الموساد، طبعاً أنا ما كنتش أعرف إن دول بنات موساد أو يهود أو حاجة أبداً.
سامي كليب: في اليونان
جمعة الشوان: لأ في برستل لانج شاير في إنجلترا، جوجو طبعاً حصل بيننا حب كبير جداً ووصل الأمور إلى إني رحت طلبتها من باباها بناء على طلبها وباباها مستر (ديفيدز) راجل صاحب شركة كبيرة جداً أنا رحتها في مانشستر إلكترونيات، الراجل رحب وعرض علي الحقيقة المال بسخاء سواء في الوظيفة أو إرسال المال إلى زوجتي الأولى فاطمة في القاهرة في ذلك الوقت ويعني جوجو بقت تتردد عليَّ في جميع مواني أوروبا أثناء رسو الباخرة التي كنت أعمل عليها ضابط إداري، وفجأة في (أنتويرب) هي اللي ما جتش وطبعاً كنت حزين جداً إلى أن قابلت (جاك) و(إبراهام) في أحد البارات هم كانوا طبعاً بدون شك فيما بعد عرفت إنهم متتبعني، في أحد البارات وكنت أنا وعدد كبير من طاقم الباخرة التي كنت أعمل عليها قاعدين وطبعاً كان كل الطاقم يوناني يمكن أنا الوحيد اللي كنت بأجيد اللغات قصدي، فاللي حصل بالضبط إن أنا قاعد في أحد التربيزات فلقيت الكرسي اللي أنا قاعد عليه شبه يعني اتخبط كده، فشيء طبيعي الإنسان بيبص وراه بيشوف إيه الخبطة البسيطة جداً دي يعني، فلقيت شابين شيك جداً، واحد منهم في حدود فوق التلاتين والثاني فوق العشرين وطبعاً فضلوا يتأسفوا تأسف رهيب أنا استغربت يعني، لأني ما كنتش مريت بها هنا إن واحد يعني مجرد حاسة كده بالأسف الكبير دوه وجم قاعدين ورانا، وطلبوا لنا 13 مشروب لأن إحنا كنا 13 فرد، واستغربت لأن أنا يعني ما مرتش بحاجة زي كده قبل كده، فبعد شوية قالوا لي الحقيقة يعني بعدما عرفوني بنفسهم جاك وإبراهام فجاك دا اللي هو ابن رئيس مجلس إدارة أحد شركات الحديد والصلب.
سامي كليب: هكذا عرَّف على نفسه.
جمعة الشوان: دا عرف نفسه، إبراهام المدير العام الإقليمي للشركة في الدول الأوروبية طبعاً أنا رحبت بهم.
سامي كليب: وإبراهام لم يعني لك أبداً إنه ممكن يكون اسم.. اسماً يهودياً.
جمعة الشوان: في البداية الحقيقة لأ، لأن أنا Already يعني أنا عندي back ground عن اليهودية، حيث إن أنا احتكاكي من صغري بالأوروبيين، فإبراهام دا يعني.. يعني اسم فيه Say مثلاً 90% Jews يعني أو..
سامي كليب: يهودي
جمعة الشوان: يهودي، يعني. واخد بال حضرتك؟ زائد إن جاك برضو يعني فيه نسبة، إنما ما لفتوش نظري ففي البداية جاك قال إن أنا وإبراهام متراهنين عليك، قلت له يعني متراهنين عليَّ أيه؟ قال لي: أصل جاك بيقول إنك من باكستان وأنا بأقول إنك من جامايكا، فمن فينا يكسب؟ فأنا الحقيقة يعني قلت لهم: هو أصل الرهان على أيه؟ قالوا لي الرهان على اللي هيسهَّر التاني سهرة حمرا، قلت لهم خلاص أنا اللي أكسب، لأن أنا لا من جامايكا ولا من باكستان، أمال أنت من أين؟
قلت لهم أنا أصلاً مصري من السويس وهاجرت أنا طبعاً بدون شك بأتكلم على سجيتي، يعني ما عنديش خلفية إن الناس دي ممكن تكون موسادية أو إسرائيلية أو.. ما أعرفش في ذلك الوقت النوعيات دي إطلاقاً يعني، فيعني الناس قالوا لي طب استأذن بقى من زمايلك على أساس نروحك نسهر، ففعلاً رحنا سهرنا سهرة يعني كانت أول مرة في حياتي أخش يعني شقق على هذا المستوى من التجهيزات الجنسية أول مرة في حياتي يعني، طبعاً بعدما سهرنا السهرة شربوا القهوة وعرض علي إن أنا أشتغل فقلت له يعني أنا ما بأفهمش في الحديد والصلب، قال لي هنعلمك.
سامي كليب: فعرض عليك مبلغ 5 آلاف جنيه مصري.
جمعة الشوان: لأ.. لأ هو عرض على 5 آلاف دولار.
سامي كليب: دولار.
جمعة الشوان: دا (wages) يعني الشهري بتاعي طبعاً غير الـ overtime، طبعاً ما حدش يرفض هذا المبلغ في ذلك الوقت يعني.
سامي كليب: طيب، بعد اللقاء بالباخرة -لكي نختصر هذا الجزء- طلب منك إبراهام أن تستقيل من العمل في الباخرة وأن تذهب لتحضر جواز السفر، وافتعلت مشكلة مع أحد العاملين على الباخرة ولكن القبطان رفض أن تترك العمل كان يحبك ورفض أن يعطيك جواز سفر، حتى أبلغته فيما بعد أن الوالدة مريضة جداً وتود المجيء لزيارتها، إذن أخذت جواز السفر وبدأت رحلة العمل الجدي مع الموساد، أود أن تخبرنا ابتداءً من هذه اللحظة.
جمعة الشوان: طبعاً عرضوا علي اللي هو كما قلت المبلغ 5 آلاف دولار شهرياً وخدوني ودوني إلى ألمانيا الغربية فرحت مدينة فرانكفورت قعدنا حوالي 3 أيام، رجع إبراهام لوحده فقط وجاك مش معاه، وقال لي: أنت ما نفسكش تشوف فاطمة وابنك وبنتك؟ قلت له يا ريت، ليه؟ قال لي: أبسط يا عم عيِّناك مدير لفرع الشركة في القاهرة، فأنا كانت حاجة جديدة بالنسبة لي فبأقول الله أنت ما قلت ليش إن أنتم عندكم فرع للشركة في القاهرة، قال لي لأ أنت اللي هتفتحه، إزاي؟ قال لي: بص.. أولاً: تروح تفتح لنا مكتب في أهم شوارع القاهرة.
نمرة اثنين: تشتري لنفسك سيارة تكون نص عمر.
نمرة ثلاثة: هتسافر السويس تجيب لنا بعض معلومات عن المراكب اللي موجودة في منطقة البحيرات المرة اللي هي بين السويس والإسماعيلية.
قلت له: طب أنا ما قلت لك من الأول أنا ما بأفهمش في شغل الحديد والصلب فإذن أنا لما هأسافر القاهرة هأسافر لوحدي، فإزاي يعني؟ قال لي أنا هأفهمك أنت عارف المراكب كان فيه في ذلك الوقت فعلاً 13 مركب موجودين محجوزين في هذه المنطقة لأن القنال كان مقفول من الشرق والغرب، قلت له أنا عارف المراكب دي كويس جداً لو عايز information عنها دلوقتي أنا أدي لك، قال لي لأ، دا إحنا عايزين بقى يعني معلومات كاملة، قلت له ليه؟ قال لي المراكب دية بعد القنال لما يتفتح وبعد الحرب المراكب دي هيُعمل عليها مزاد علني يتباعوا كـ(Scrap) خردة وإحنا كشركة حديد وصلب يهمنا إن يكون فيه خلفية لينا عن هذه المراكب علشان نقدر نحط الـCoast بتاعها، طبعاً مُقنع جداً اللي بيقوله، نمرة اتنين إن أنا حتى لو جبت معلومات عن هذه المراكب، فكل هذه المراكب أجنبية ما هياش مصرية وإداني تلت عناوين عنوان على فينيا في النمسا وعنوان على.. آه في النمسا وعنوان على ألمانيا الغربية وعنوان على لندن في إنجلترا باسم واحد فقط اسمه محمد سليم، قال لي تو ما تروح وتفتح وتوضب نفسك مضبوط وتجيب العربية وتجيب المعلومات تبعت على أي عنوان من التلاتة على إن محمد سليم دا ابن خالتك، قريبك كده، فطبعاً دا كان كل المطلوب وفوجئت إن إبراهام بيديني شنطة فيها 185 ألف دولار أميركي فأنا قلت له: ليه يعني المبلغ دا؟ هو قال لي المبلغ دوه..
سامي كليب: لفتح الشركة.
جمعة الشوان: لفتح الشركة والتأسيس وست أشهر قيمة المرتب بتاعي طبعاً مبلغ في ذلك الوقت مغري جداً ودا يمكن إداني شك أكتر، ودا طبعاً جابوا لي هدايا رهيبة.
تعاونه مع المخابرات المصرية وخداع الموساد
سامي كليب [مقاطعاً]: يعني أعذرني على المقاطعة ولكن طبعاً في خلال ساعة سنحاول أن نروي كل القصة، لذلك أود أن أختصر هذه المرحلة إذن عدت ذهبت لمقابلة العائلة بما فيها زوجتك والأولاد فوجئوا بحضورك، ثم انتقلت لرجال الأمن المصريين الذين شككوا في البداية وسخروا منك حين طلبت موعداً مع الرئيس وأبقوك عندهم ثلاثة أيام، بعدها اقتنعوا، التقيت بسامي شرف كان مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حاول أن يطلب منك أن تخبره ماذا تريد، لم تخبره أصريت على لقاء الرئيس، ثم حصل اللقاء، ماذا قال لك وماذا قلت له للرئيس الراحل؟
جمعة الشوان: أثناء دخولي للرئيس عبد الناصر، طبعاً أنا الحقيقة يعني فقدت الوعي إن أنا قصاد عبد الناصر، فبكيت فرح لمدة حوالي تلت ساعة، احتضنني الرئيس الحقيقة وأب حنون شرحت له كل المواقف، وأرسلني مباشرة إلى مبنى المخابرات العامة المصرية في كوبري القبة، وهناك فوجئت بإن أحد الضباط يشبه أحد العاملين معي في.. في اليونان كان يدعى زكريا، وطبعاً أنا أبص له فيه فارق كبير ما بين اللبس اللي هو لابسه واللبس اللي كان بيلبسه في (برايس) في اليونان فطلبني للمكتب، دخلت المكتب معاه فكنت أنا بعت له ساعتي لعدم وجود فلوس آكل في ذلك الوقت في اليونان في برايس، فطبعاً لما إداني الساعة عرفت إن دا زكريا اللي هو أصلاً من دمياط كما عرفني أثناء وجودي في اليونان.
سامي كليب: إذن هو الشخص ذاته الذي التقيت به في اليونان كان يعمل إذن في الاستخبارات المصرية.
جمعة الشوان: كان ضابط في المخابرات العامة المصرية، وطبعاً دا أنا عرفته لما بقى تقابلنا بعدما جيت من الرئيس الراحل عبد الناصر، عرفت إن دا زكريا أحد ضباط المخابرات العامة المصرية وكان بيراقب هو وزملاؤه كتير جداً الكثافة العمالية المصرية في ذلك الوقت في اليونان يعني فيه كنترول عليهم، فطبعاً أنا استغربت، المهم طبعاً لما إداني الساعة تأكدت إن هو زكريا وشرحت طبعاً كل ما حصل لي في أوروبا إذا كان في (برستيل لانج شاير) أو أنتورب أو اليونان أو.. أو إلى آخره، وقلت له الشنطة وجوجو، يعني حكيت كل التفاصيل، هذا جهاز المخابرات العامة المصرية عمل لي اختبارات رهيبة، ما وافقوش مباشرة وجابوا لي طبعاً في ذلك الوقت عدة صور كثيرة جداً لرجال الموساد الإسرائيلي اللي عرفته في حينه في ذلك الوقت اللي ليهم اسم الموساد، ومن خلاله قدرت أطلع جاك وإبراهام، جوجو ما كانش ليها الحقيقة صور، وعرفوا إن ده جاك وإبراهام في الموساد الإسرائيلي، يبقوا إذا عرفوا إن تم تجنيدي بطريقة أو بأخرى من قبل الموساد الإسرائيلي، على ضوء هذا الكلام طبعاً بعد اختبارات جسمانية ونفسية وخلافه بالنسبة لي، وخذت الـok إن أنا already أقدر أعمل، فطلبوا مني المخابرات العامة المصرية فتح مكتب كما..
سامي كليب: طلب منك، نعم.
جمعة الشوان: ذكر لي إبراهيم أو إبراهام، ففتحت فعلاً مكتب 26 شارع شريف باشا. عمارة الإيموبوليا، واشتريت عربية زي ما قالوا لي كانت فيات 1300 نص عمر، وتوجهت بناءً عن موافقة المخابرات العامة المصرية إلى السويس، ومن هناك جبت كافة المعلومات من قبل التوكيلات الملاحية، كافة المعلومات عن الـ13 باخرة اللي كانوا موجودين في منطقة البحيرات المرة، ورجعت إلى المخابرات العامة إديتها المعلومات اللي أنا جبتها، فطلبوا مني إني أكتب جواب لمحمد سليم على لندن، فبداية الكتابة أخي محمد -على إنه ابن خالتي أنا بأراسله- أرجو إرسال تذكرة طائرة وإرسال 100 دولار، وشوف لي أي عمل أشتغله، ما فيش وقت بسيط جداً لقيت جواب جاي لي وعليه إني أروح أستلم تذكرة باخرة على.. من أحد شركات الملاحة في ميدان قصر النيل للسفر إلى جنوة من الأسكندرية إلى جنوة، فخدت الورق، واديته للمخابرات، فالمخابرات قالت لي: حاول تأخذ تأشيرة، طبعاً المخابرات العامة كان ممكن تجيب لي التأشيرات وتذلل لي كل حاجة، إنما اتفاقنا من البداية إني أبدأ العمل بمفردي.
سامي كليب: بشكل لا يلفت النظر.
جمعة الشوان: وبشكل لا يلفت النظر، وحتى لو غلطت.. يعني لو.. لو غلطت غلطات داخل جمهورية مصر العربية.
سامي كليب: تتحمل المسؤولية
جمعة الشوان: أنا أتحمل مسؤوليتها، فطبعاً أنا هأركب الباخرة سيبيريا، والباخرة سيبيريا دي First Class.
سامي كليب: أود هنا أيضاً أن نختصر هذا الجزء، تعرفت على الباخرة أو تحرشت بك سيدة جميلة، وأرادت أن تهديك كأساً، قلت ليس لديَّ مال، فقالت لك إنها هي ستهديك الكأس، ثم ذ هبت معها للعب القمار أو الميسر بالعربية الفصحى
جمعة الشوان: أيوه.
سامي كليب: وبدأت تربح، يعني كل اللي كانوا بيلعبوا معك، وكنت أنت لا تجيد اللعب، بدأت تربح كل الأموال، وجمعت مبلغ، بعدها؟
جمعة الشوان: لقيت جوزها الراجل مستنيها، حاجة كده أضخم وأطول مني، قالت له: أحمد صاحبي، الراجل خدني بالحضن عشان أنا صاحب المدام يعني، وكانوا بيملكوا Hotel اسمه Flower Hotel، وكان كل العاملين -للأسف- فيه مصريين، ولقيتهم موضبين لي غرفة كويسة، ونزلت طبعاً عملت بقى، لأن أنا بقى.. بقى معايا فلوس، عملت تلغراف لمحمد سليم، أنا مثلاً وصلت وبأنزل في أوتيل كذا Room أو غرفة رقم كذا، تليفون رقم كذا زي ما عرفوني، Next day على طول جاء محمد سليم.
سامي كليب: في اليوم التالي.
جمعة الشوان: في اليوم التالي مباشرة، وعمل لي تليفون، وتقابلنا في محطة القطار في جنوة، وإداني 500 دولار، وقال لي: تروح الصبح إلى ميلانو هتلاقي فيه reservation لك في هيلتون هوتيل، وهناك هيجي لك إبراهام وجاك، وفعلاً قابلت إبراهام وجاك في هيلتون هوتيل، ونزلوني هم على إني تاجر جمال يعني الحجز كان لي كده، وكانوا جاجزين سويت كبير جداً، فطبعاً لما قابلني جاك وإبراهام حمد لله على السلامة وبتاع، والكلام ده، وإزاي فاطمة؟
سامي كليب: باسم من؟ حجزوا لك باسم عبد الرحمن على ما أعتقد؟
جمعة الشوان: آه، هنا بقى جاك مطلع الكارنية، وهو.. وعرفوني إن هم رجال الموساد الإسرائيلي، فطبعاً أنا برضو بناءً على تعليمات المخابرات العامة المصرية قدرت -بفضل الله- إن أنا أقوم بالدور برضو كويس، وأقنعتهم إن أنا ليه خلتوني الفترة الكبيرة دي بدون ما أجيب لكم معلومات عسكرية؟ إزاي؟ قلت لهم: آه، يعني عبد الناصر ده يعني
سامي كليب: خرب بيتنا..
جمعة الشوان: خرب بيتنا، وحاجات زي كده، وأنا على استعداد إن أنا أجيب أي معلومات لكم من مصر، انبسطوا قوي، وفي اليوم الثاني مباشرة ودوني مدينة اسمها ليل في فرنسا، وبدأت نشتغل، خدوني يعني أنا نزلت أنا فاكر Hotel منيرفا، واليوم التالي مباشرة ودوني أحد الشقق في ليل، وهناك قاموا بتدريبي بقى على الحبر السري، وطريقة استقبال بالراديو، طلبوا مني معلومات عسكرية، يعني أنا لسه في الـKG1 [Kindergarten 1]يعني، معلومات عسكرية عن الحياة المصرية في ذلك الوقت، وبالمعلومات دي رجعت القاهرة، بلغت طبعاً اللي حصل بالضبط أيه، وكنا بنتقابل في أماكن متفرقة في القاهرة بيني وبين رجال المخابرات المصرية، وكنت أجيب المعلومات بنفسي من جمهورية مصر العربية كلها Say من أسوان إلى السلوم مثلاً، وبأكتبها بأديها للمخابرات العامة المصرية على المعلومات العسكرية أو خلاف العسكرية اللي أنا بأشوفها، والمخابرات المصرية طبعاً بيجي أحد الضباط يمليني في هذه الشقة اللي إحنا قاعدين فيها الجواب..
سامي كليب: طيب سؤال لو سمحت.
جمعة الشوان: اتفضل.
سامي كليب: يعني عادة الموساد الإسرائيلي معروف بخطته بالنسبة لتوظيف عملاء أولاً مراقبة العميل، يعني حتى بعد.. قبل وبعد توظيفه، وبعد توظيفه خصوصاً لكي لا ينقل معلومات إلى الطرف الآخر اللي هو العدو، والذي كان -آنذاك- المصريين، فهنا السؤال ألم يكن لدى الموساد جواسيس آخرون في مصر، أو أنك أنت كنت تختبئ حين تذهب لمقابلة رجال الأمن، يعني لا شك أنهم لو لديهم جواسيس في مصر راقبوا تحركاتك، فهل كان رجال الأمن المصريين يلتقون بك في أماكن سرية؟
جمعة الشوان: في أماكن كثيرة جداً متفرقة زائد حتى من القديم من وقت ما أنا كنت بأعمل ما فيش جاسوس يراقب جاسوس، حتى إذا كنا 20، 30 جاسوس في القاهرة مثلا، الـ20، 30 جاسوس ما يعرفوش بعض، لأسباب..
سامي كليب: لو عُثر على واحد يعني سيعثر على الثاني.
جمعة الشوان: سيعثر يعني أثناء التعذيب هيقول.
سامي كليب: نعود -لو سمحت- مرة أخرى لصلب الموضوع، إذاً بعد المعلومات التي كنت تجمعها تنقلها للإسرائيليين، هذه في المرحلة الأولى، معلومات عسكرية كانت تراقبها أجهزة الأمن المصرية، ولكن هنا الإشارة مهمة أيضاً إلى أنك كنت تنقل معلومات صحيحة بطلب من رجال الأمن لكي يصدقك الإسرائيليون إن كانت لديهم مصادر أخرى وتقارن المعلومات يعني..
جمعة الشوان: أيوه
سامي كليب: طيب المهمات التي كُلِّفت بها؟
جمعة الشوان: يعني هو طبعاً في البداية أنا قلت الـKG1 ليه؟ لأن الجاسوس في الأول بيعلموه ABC يعني، فـABC يعني مش important قوي مش مهم قوي يعني، فطبعاً بيبقى فيه تجربة ثانية على سبيل المثال السفرية الثانية مباشرة روحت امستردام في هولندا، والمفروض إن يقابلني أحد رجال المخابرات أو الموساد الإسرائيلي، فما قابلونيش مباشرة، وسابوني، وهم يعلموا كويس جداً إن أنا خارج من القاهرة بـ11 دولار يعني، فسابوني أعتقد 4، 5 أيام لما.. لدرجة الجوع، أنا فعلاً جوعت في ذلك الوقت يعني إلى أن جم اثنين باختصار واتصلوا بي بعد الأسبوع الأولاني، وقالوا لي: إحنا جايين من طرف إبراهام وجاك وعازينك، فرحت معاهم ودوني عزبة مزرعة يعني، مالقتش جاك ولا إبراهام، إنما لقيت حوالي 14، 16 مش فاكر بالضبط يعني أيه، حاجة كده ناس على شكل محمد علي كلاي و(هوكامارشينو)، وحاجة بقى يعني الرجل الأخضر، فدخلوني غرفة، وبدءوا الحديث بالعسل الأول، إحنا شوفناك وأنت داخل المخابرات العامة المصرية في كوبري القبة يوم كذا وكنت لابس كذا، قلت لهم: يعني أنا اللبس اللي أنتم بتقوله لي ده، فده موجود فعلاً عندي، إنما يوم كذا الساعة كذا روحت المخابرات المصرية، أنا ما أعرفش، أنا أعرف المخابرات المصرية إنها موجودة في كوبري القبة، إنما ما أعرفش ما دخلتش، هأقول لهم أيه يعني؟ يعني أنا أروح أقول للمخابرات المصرية أيه؟ أقول لها أنا أتجندت عشان أخون بلدي وديني وبتاع، إزاي يعني؟ ما حصلش الكلام ده، قالوا: لأ، قلت لهم: اللبس اللي أنتوا بتقولوا عندي، وأنتوا اللي بتشتروه لي كمان، يعني إن أنا المهم حاول.. حاول.. حاول.. حاول، أبداً، فعملوا علي Say كردون كده مكوَّن من أربع أفراد، المقاسات اللي أنا ذكرتها دي، وبدءوا يخشوا عملية تعذيب بالضرب يعني، يعني مثلاً ده بيضربني بأروح لده، ده بيضربني بأروح لده، ودي لمدة say 3 دقائق مش أكثر يعني، لغاية لما أسقط الأرض، يجوا 4 تانيين يخشوا يقوموني برضو من شعري -شعري كان طويل وقتها يعني- ويبدءوا هذا الضرب علشان أقر يعني أو أقول إن أنا بأعمل لحساب كذا أو بلغت كذا، المهم يعني على مدى أعتقد حوالي ساعة أو ساعة إلا ربع أو حاجة زي كده الضرب دوت طبعاً كنت أتدغدغت بصراحة يعني، وطبعاً فيه أثارات يمكن لازالت موجودة لغاية دلوقتي داخلياً في جسمي، وفي اليوم التالي جه جاك وإبراهام فلقوني يعني أحمد 5 أنفار في بعض مع الضرب فيه ورم، أيه اللي حصل دوت؟ أنا مش عارف أتكلم طبعاً بأشاور ده في اليوم التالي يعني، لأني كان بوقي بلاستر ومن.. يعني مش قافلينه لأ، يعني من الوجايع اللي كانت فيه، أيه اللي عمل فيك كده بتاع مش عارف أيه، شتموا الناس دية، يعني تمثيلية، إن إحنا ما قلنالكمش ده، ما معناها يعني، المهم طبعاً لأن أنا هم أعجبوا إن أنا ما اعترفتش بشيء، يعني أنا الراجل بتاعهم بالنسبة لهم، فانبسطوا قوي، وجابوا لي بقى دكاترة معالجة وبتاع والكلام دوة، وبعد كده سفروني إلى إسرائيل، وكنا بنطلق عليها البيت الكبير، وفي إسرائيل هناك تم تدريبي على يعني حاجات أعلى بقى نسبياً.
السفر إلى إسرائيل وبداية عملية التدريب
سامي كليب: طيب بالنسبة للسفر لإسرائيل حصلت على جواز سفر باسم يعقوب منصور
جمعة الشوان: يعقوب منصور سكرتير أول السفارة الإسرائيلية في روما.
سامي كليب: في روما أيوه.
جمعة الشوان: وده اللي كنت بأتنقل به أثناء وصولي لأي بلد أوروبي.
سامي كليب: طيب وكانت الاستخبارات المصرية قالت لك: لا تذهب إلى إسرائيل إلا إذا هم طلبوا منك الذهاب..
جمعة الشوان: بالضبط كده.
سامي كليب: فلما طرحوا عليك الموضوع الذهاب لإسرائيل بدأت يعني تمثل عملية..
جمعة الشوان: آه، طبعاً.
سامي كليب: أنك خفت وأنك لن تذهب إلى إسرائيل..
جمعة الشوان: بالضبط كده.
سامي كليب: وبعدين.
جمعة الشوان: بعدين طبعاً لما.. روحت إسرائيل نزلوني في مكان في شارع (ديزينجهون)، وبدأت بقى الرفاهية الحقيقة هناك كثيرة جداً، وكانوا بيعرضوا عليَّ الحاجات اللي هم عايزينها من مصر بأفلام يعني شاشة فيلم، ويوريني الأسلحة بحجمها الطبيعي، يعني وبأعرف أنا الدبابة لما أجي أبلغ عليها، ما أكتبش (مانشيت) يعني، همَّ جايز كلمة أو اثنين، وهمَّ هناك يفهموا، و.. و.. يعني التدريبات السرية، اللي هي بقى، وبعد كده طبعاً بأسافر لأوروبا تاني، ومن هناك بآخذ مستحقاتي، و.. وأرجع، قيمة الجوابات، لأن الجوابات دي أنا كنت بآخذ عليها أجر، زائد المرتب، زائد المصاريف بتاعة المكتب والنثريات، وحاجات كده يعني، وطبعاً الحاجات.. كل الفلوس دي بتيجى مخبأة، ويمكن كان كل سفرية بيبقى فيه تكليف جديد بالنسبة للحبر السري، وطبعاً طلبوا مني إني أأجر شقة، اللي إحنا موجودين فيها دلوقتي.
سامي كليب: هنا؟
جمعة الشوان: أيوه، ولقيت أنا حوالي 5، 6 شقق لازم أدي لكل شقة وضعها و(position) بتاعها.
سامي كليب: والمواصفات و..
جمعة الشوان: فاختاروا همَّ هذه الشقة اللي إحنا موجودين فيها، لأنها بتطل على حاجات مهمة، إن إحنا وقت الإرسال، وطبعاً.. يعني هو فيه ميزات معينة لهذه الشقة للإرسال بالذات، وكان يهمهم إن الإرسال يروح سليم، والاستقبال أنا استلمه سليم.
حصوله على أحدث جهاز إرسال في العالم
سامي كليب: طيب حين عُرض عليك الجهاز خفت أن يكون يرسل أصواتاً، وطلبت منهم أن لا تأخذ الجهاز، فقالوا لك هذا الجهاز لا يرسل أصوات، وكيف تعرف أنه يرسل، ويبدو أنك حصلت على جهاز مهم جداً.
جمعة الشوان: الجهاز ده كانت المخابرات العامة المصرية بتتمنى أن أحصل عليه، وفعلاً تدربت في القاهرة على كيف إحضار هذا الجهاز، وطبعاً لما عُرض عليَّ في إسرائيل يعني بالضبط كدا فوجئت إن (شيمون بيريز) ودا كان أحد مسؤولي الموساد الإسرائيلي.
سامي كليب: الاستخبارات.
جمعة الشوان: وعرض عليَّ هذا الجهاز، فقام بتدريبي عليه أحد الضباط الإسرائيليين، تدريب جيد جداً، وأنا استوعبته، لأنه هو أولاً جهاز معقد جداً، وصغير الحجم يعني بشكل..
سامي كليب: يعني قد إيش؟
جمعة الشوان: يمكن قد علبة السجاير مثلاً بالضبط كده، إنما ليه يعني حاجات أخرى، زي مثلاً كمبيوتر، زي مثلاً مولد كهربائي، ما هواش بس الجهاز دا أنا بأدوس عليه بيروح، لأ طبعاً دا ليه تدريبات خطيرة جداً، وقدرت بفضل الله إني أستوعب الجهاز، وكان عندي قبل ما أسافر لإسرائيل من المخابرات العامة المصرية أحد المسؤولين قال إن إسرائيل تملك هذه الجهاز، اللي هو أحدث جهاز إرسال في العالم في ذلك الوقت، وكان أعتقد فيه منه حوالي 3، 4 نسخ في العالم أجمع.
سامي كليب: سيد جمعة الشوان، تحدثنا عن جهاز التنصت والإرسال، أود فقط أن يرى المشاهدون أين كان يوجد تحديداً، أين كنت تخبئه في الحمام لو سمحت؟
جمعة الشوان: اتفضل سعادتك.
سامي كليب: اتفضل قدامي [أمامي].
جمعة الشوان: ودا طبعاً تم مش تلقائياً، دا تم بإنهم علموني في الموساد كيف أحضر أزميل وشاكوش وأقوم بنقر الباب بهذه الطريقة، وفعلاً كنا بنخبي فيه جهاز الإرسال طوال فترة عملي ضد الموساد الإسرائيلي.
سامي كليب: لأن كل المخابئ الأخرى كانت..
جمعة الشوان: لأن كل المخابئ الأخرى كانت طبعاً كانت معلومة، أما يعني شيء جديد، باب الحمام يبقى فيه هذا الثقب أو المخبأ فكانت حاجة جديدة، وطبعاً ما همَّ ما كانوش يعرفوا إن المخابرات المصرية كانت بتنقر معايا الباب.
لما رحت إسرائيل وقابلت المسؤولين، ودربوني على هذا الجهاز، وبعد ما درَّبوني يعني حبوا إنه يدوني يعطوني هذا الجهاز، أنا الحقيقة رفضت.. رفضت بشدة، لإني حسيت العيون المحيطة بيَّ من رجال الموساد الإسرائيلي يعني واجب عليَّ إن أنا أعمل كدا ما أكونش متلهف، ففعلاً مارضتش إن أنا آخذ هذا الجهاز، فيمكن لو رجعنا للذاكرة إن هذا الجهاز تم دفنه في علبة زيت سيارة تحت أحد الفناطيس بتاعة الماء في طريق مصر السويس، على أساس يدوني تعليمات إن أنا أروح تحت هذا الفنطاس أفحر أطلع وآخذه، لأن أنا رفضت أخذه أصلاً، وريتهم إن أنا خايف.. وريتهم إن أنا خايف ويمكن بعد كده سبقني إلى هذا الجهاز كان عندنا جاسوس فلسطيني وحرمه مصرية، اللي همَّ انشراح وبرهاني، ويمكن همَّ أخذوا الجهاز دا وأنا رفضت إني آخذه، وأثناء فحرهم الظاهر..
سامي كليب: عطَّلوا الجهاز
جمعة الشوان: عطَّلوا الجهاز، أنا جبت بقى الجهاز في الرحلة التالية مباشرة في توستر عيش، زائد 48 كريستالة ألماظ حر، اللي هو بيشتغل بيها الجهاز، لأن الألماظ دا اللي هو بيشق السماء أثناء إرسال الرسالة، فما بيبقاش ألماظ عادي، لأن بيبقى Pure يعني.. زائد بيحطوا الكمبيوتر كل دا جوه الجهاز بتاع التوستر بتاع العيش، زائد الفلوس اللي هو حقوقي أنا منهم كقيمة جوابات، كقيمة معلومات، يعني حطوه كله في هذا الجهاز، وأُغلق هذا الجهاز، وأنا واقف بأتفرج طريقة العمل إزاي عشان لما أرجع هنا أنا اللي هأفتحه.
سامي كليب: اللي هتفكه، طبعاً.
جمعة الشوان: فيعني أتعمل هذا الكلام كويس جداً، وقالوا لي لو بتاع الجمرك حب يشغله خليه يشغله، الفلوس والحاجات اللي جوه مش هيجرى لها حاجة، لأنه كان مغلف بطريقة معينة، بحاجات حرايري كده، فالمهم فعلاً جيت هنا، وفعلاً عديت بهذا التوستر بدون أي مشاكل، ويمكن سلمته لرجال المخابرات العامة المصرية، وكانت فرحة كبيرة جداً إن إحنا جبنا هذا الجهاز، وأطلقنا عليه في ذلك الوقت البطة السمينة.
سامي كليب: لأنه كان بسعر خيالي على ما يبدو.
جمعة الشوان: يعني أنا سألت (شيمون بيريز) الـ(Coast) بتاع الجهاز دا يعني يساوي إيه؟ فقال لي عد الضباط اللي موجودة، فعديت، كانوا 16 ضابط، فقال لي هذا الجهاز أغلى من الـ16 ضابط، يعني هو ما قاليش الـ(Coast) (الكوست) إنما قال لي دا أغلى من دول.
سامي كليب: طيب ذكرت شيمون بيريز، هل تعرفت على مسؤولين آخرين؟ كنت ذكرت في مقابلات سابقة (عيزرا وايزمان) الذي أصبح فيما بعد رئيساً، وبيريز الذي أصبح رئيساً للوزراء، واليوم هو وزير خارجية، ما.. هل من مسؤولين آخرين التقيت بهم؟ وبأي صُدَف؟
جمعة الشوان: يعني كان (ليفي أشكول)، كان (أليعازر)، (شلومو) مسؤولين كتير جداً.
سامي كليب: شلومو، أي شلومو، (شلومو بن عامي) يعني؟
جمعة الشوان: أعتقد.
سامي كليب: الغريب سيد جمعة الشوان، يعني عادة الموساد حين يوظِّف أحد الجواسيس -كما ذكرت أنت أيضاً- يحاول منع الاتصال بينه وبين الآخرين، يعني كانوا مسؤولين أم في الجهاز، حتى في داخله، أو في الأجهزة الأمنية الأخرى، حين كنت تلتقي كل المسؤولين كانوا يقدموك على أساس أنك رجل الموساد في مصر؟
جمعة الشوان: طبعاً.. طبعاً، وعايز أقول حاجة يعني أنا الحمد لله قدرت آخذ ثقتهم، وكنت الراجل الأول بتاعهم هنا في القاهرة.. أو في جمهورية مصر العربية، و..
سامي كليب: طيب، قدمت طبعاً معلومات كثيرة لإسرائيل لكي يصدقوك بإشراف أجهزة الأمن المصرية.
جمعة الشوان: أيوه.
الخدمات التي قدمها الشوان لمصر
سامي كليب: ما هي الخدمات التي استطعت أن تقدمها لمصر؟
جمعة الشوان: أنا قدرت -بفضل الله- إني أجنِّد ضابطة الموساد الإسرائيلي (جوجو) لحساب مصر، وطبعاً كانت بتمدني بمعلومات عن الموساد، وعن جيش الدفاع الإسرائيلي.
سامي كليب: قد يكون من المهم شرح فقط أيضاً للمشاهدين كيف عدت والتقيت بها مجدداً؟ وكيف كان شعورك حين رأيتها في إسرائيل؟
جمعة الشوان: طبعاً أنا كنت بأنزل في شقة في ديزن.. شارع (ديزنجهوف) وطبعاً فوجئت إن جوجو جاءت، وطبعاً أخذتني بالأحضان، أنا في.. يعني ذهلت إنها ضابطة في جيش الدفاع الإسرائيلي، ما أعرفش أكثر من كده، فكانت بقى يعني بعد التعارف تاني ورجعنا للقصة الغرامية القديمة، لإني فعلاً أنا يعني في ذلك الوقت كنت بأحبها.
سامي كليب: طيب ما كان الشرط الأساسي عند إبراهام وجاك في البداية أنك لو تعاونت معهما.. أو ذهبت معهما سيرشدانك إلى عنوانها، وأخذ إبراهام العناوين، في تلك الأثناء قبل أن تعود وتلتقي بها في إسرائيل لم يقدما لك أي معلومات حول.. أي مكان وجودها، وأين.. وأين تسكن؟
جمعة الشوان: الحقيقة بكل أمانة يعني في ذلك الوقت مع كتر بنات الموساد..
سامي كليب: نسيتها.
جمعة الشوان: اللي أجمل من جوجو، وحاجات طبعاً من بنات الحور اللي كانوا بيقدموها طبعاً نسيت وتناسيت جوجو، طبعاً هي كانت الحقيقة يعني بتحبني قوي، والمخابرات المصرية شافت إن تجنيد جوجو لحساب مصر يعني شيء بالنسبة لي سهل، فعملنا الخطة على ذلك من قبل بعض ضباط مصريين موجودين في ذلك الوقت في إسرائيل وبيني، وكانت يعني بدأناها تدريجياً إلى أن يعني كِسْبت.. كسَبت ثقتها.
سامي كليب: باختصار.
جمعة الشوان: باختصار. وخوفاً عليها من كشف سرها فيما بعد، وطبعاً هيكون جزاءها أعتقد معروف يعني، فلذلك خفنا عليها وجبناها هنا في القاهرة، ولا زالت في القاهرة.
سامي كليب: وانقطعت علاقتك بها.
جمعة الشوان: وأسلمت، وموجودة حالياً في القاهرة. بعد الإفصاح عن عملي ضد الموساد الإسرائيلي الـ 6 ضباط نفسهم اللي كانوا بيدربوني طوال هذه الفترة ضربوا نفسهم بالنار، يعني الذهول وصلهم يعني إزاي الثقة الكبيرة اللي كانوا حاطينها في الولد دا، وإزاي ما كانش باين عليه حاجة، وإزاي.. طبعاً طلعوا المسدسات وضربوا نفسهم، يعني الموضوع ما كانش سهل جداً بالنسبة للضباط اللي كانوا بيدربوني، الحقيقة يعني.
سامي كليب: واستمر العمل في الموساد تقريباً حوالي الـ 11 عاماً.
جمعة الشوان: 11 عاماً، همَّ طلبوا مني إني أفتح سلسلة محلات (سوبر ماركت) في القاهرة، وفعلاً فتحت سلسلة محلات في مناطق مختلفة في القاهرة بالذات، لجذب المعلومات التموينية عن الحالة التموينية في مصر.
سامي كليب: بغض النظر عن الأجهزة العسكرية والمعدات والجيش المصري، ما هي المعلومات بالإضافة إلى هذه المعلومات التموينية التي كان الموساد آنذاك مهمتاً بها؟
جمعة الشوان: يعني الرأي العام نمرة واحد بيقول أيه، الحالة التموينية دي مهمة جداً زي السلاح بالضبط، الأماكن العسكرية وخاصة قواعد الصواريخ، وقواعد الصواريخ طبعاً أنا كنت بأديهم المعلومة شبه 100% يعني، إنما قبل ما بأرسل الرسالة سواء بجهاز الإرسال اللي أنا أخذته منهم..
سامي كليب: كان الأمن المصري يشرف عليها، الاستخبارات المصرية.
جمعة الشوان: لأ، دا إحنا كنا.. كان بيتم تغيير القاعدة تماماً من قاعدة أصلية إلى قاعدة هيكلية، وكانت بتيجي الطائرات الإسرائيلية تضرب القواعد الهيكلية على أنها قواعد حقيقية، وكانوا بيبعتوا لي شكر في الرسائل، على أساس إن أنا أديتهم معلومة 100%.
أسباب توقف الشوان عن التعامل مع الموساد الإسرائيلي
سامي كليب: طيب متى؟ وكيف؟ ولماذا؟ توقف التعامل مع الموساد الإسرائيلي؟
جمعة الشوان: دا الحقيقة بناءً عن رغبتي أنا، يعني هأقول إن في واحد يناير 76، وأثناء سفري من القاهرة إلى مدينة السويس لإحضار معلومات مطلوبة مني من الموساد الإسرائيلي، وبموافقة المخابرات العامة المصرية، وأثناء سفري يعني حصل لي حادث نتج عنه خلع المفصل اليُمْني بتاع الرجل، دي بقى لما حصلت الحادثة دي الحقيقة أنا نفسيتي يعني تحطمت شيء ما، شاب بيجري بيعمل كل شيء فجأة بقى يعني معاق، دا الكلام دا أنا بأقول 1 يناير 76، فطلبت الاعتزال أنا اللي طلبت.
سامي كليب: من الموساد.
جمعة الشوان: من المخابرات المصرية. المخابرات المصرية في ذلك الوقت يعني يمكن قال لي الرئيس السادات بهذا اللفظ: طالما مصر عايزاك .. تعمل وتحط رقبتك تحت عجلة التروماي من أجل مصر، فطبعاً إذا كانت مصر بتطلب من ابنها يحط يعني رقبته تحت عجلة التروماي، زائد رئيس الجمهورية بيزكي هذا الكلام، زائد حبي لبلدي، فطبعاً كملت المسيرة وبس يمكن بنفس أكبر كمان، يعني قال لي بهذا اللفظ يعني: مصر محتاجاك، فكملت المسيرة وأنا مصاب وأنا طبعاً معاق، إلى أنا جينا في سنة أعتقد 77 وحصل لي برضو مشاكل تانية عن عيني، عين ورجل كتير، فالجاسوسية عايزة الإنسان يكون فريش..
سامي كليب: سليم.
جمعة الشوان: يقظ، سليم، علشان يقدر يستوعب ويقدر يفكر، فأنا طلبت الحقيقة إنهائي.. يعني يمكن أنا لما جيت طلبت برضو من أحد كبار رجال المخابرات فقلت له بهذا اللفظ سعادتك بص، يعني أنا شايف إن أحدث جهاز إرسال في العالم أنا جبت منه اثنين مش واحد، واحد قبل 73، وواحد بعد 73، معلومات أنا جبت معلومات أعتقد إنها أفادتنا حتى في 73 في حرب أكتوبر، الحمد لله يعني عملنا حاجات كويسه جداً بجهاز.. جهاز الإرسال. نمرة 3: يعني جوجو وجبتها. نمرة 4 هأجيب أيه ثاني يعني، أنتوا ناويين أجيب لكم مثلاً (جولدا مائير) هنا أم أيه؟ يعني أنا شايف كده Full up، فأرجو الموافقة، فطبعاً خدت الـok. لأن هم يعني حسوا إن أنا فعلاً..
سامي كليب: أُرهقت.
جمعة الشوان: أرهقت، ما.. ما أُرهقتش كده، لأ، أنا أُرهقت لأن فيه حوادث صابتني، فطبعاً أعلننا كان وقتها حتى السيد كمال حسن علي كان رئيس المخابرات المصرية في ذلك الوقت، وأعلننا عن القصة، وعملت دوي رهيب جداً في ذلك الوقت، ولغاية دلوقتي أعتقد الحمد لله يعني أنا بأتمنى من كل شباب مصر وشباب العرب إنهم يعني يعملوا أكثر ما عملنا، وإحنا تحت أمرهم لأي معلومة، لأن إسرائيل يعني بالنسبة لمصر بالذات المقولة الشهيرة: اللي هي من النيل إلى الفرات، وده اللي إحنا بنشجبه كعرب، وربنا عليهم مش هأقول أكثر من كده يعني. بدون شك أنا عارف إن أنا مستهدف، بس ما فيش حد على ظهر الأرض بيموت قبل يومه بثانية أو بعد يومه بثانية، الوفاة دي بأمر الله لا بأمر الموساد ولا غيره.
سامي كليب: لم يبقَ من قصة جمعة الشوان إلا الأوسمة الكثيرة وهذا الفيلم، وهو ينتظر تكريماً عربياً لم يأتِ بعد، فهل قصته لم تستحق فعلاً كل التكريم، أما أنها كانت بدعة في حرب الدعاية بين مصر وإسرائيل؟
المصدر: الجزيرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire