فى كل عام ينوب محمد عبدالمطلب عن الأمة فى الترحيب برمضان «رمضان جانا، أهلاً رمضان»، وتنوب شريفة فاضل عنا فى وداعه «والله لسه بدرى والأيام بتجرى» مع أن رمضان فرض عين وليس فرض كفاية.. فكل سنة وحضرتك طيب وحاول فى رمضان أن تتابع برامج الطهو التى لا يتصاعد منها بخار وأن تراجع حصصك التموينية وسوف تكتشف أن «البقال» مثل وزارة التربية والتعليم لا يلتزمان بـ«المقرر».. فمثلاً أم كلثوم كان اسمها فى الدفاتر «فاطمة»، وأسمهان كان اسمها «آمال»، وقد أذاع التليفزيون أن المطرب «أبوالليف» قرر أن يغير اسمه إلى «أبوالريش» ليواكب الأحداث مع الاحتفاظ بنفس الأغانى والحصص التموينية، فلماذا لا نتعلم منه المرونة ونودع مؤقتاً موائد الحوار ونتجه إلى موائد الرحمن؟ الشعب يريد إجازة فى رمضان دون مظاهرات أو اعتصامات أو وقفات ويكفينا وقفة العيد، فحتى البراكين تثور ثم تهدأ ليأتى السائحون، وفى ليلة القدر قد تتحقق المطالب.. وعلينا أن نتعلم الصبر من زهرة الصبار التى تحورت لتلتقط «الندى»، وأن نتعلم الإصرار من نادى الزمالك الذى سحب منه الأهلى درع الدورى بالملعب ففكر هو أن يسحبه منه بالمحكمة.. وليس هناك أضعف من خيوط العنكبوت، وليس هناك أطول من حبال المحاكم.. فإذا كان تأجيل الجلسات حتى يتم استدعاء عزرائيل، فلماذا لا يتم تأجيل المظاهرات مع فرح لواحظ صباحية العيد.
لقد كانت شعبية الفوازير مثل شعبية المظاهرات ومع ذلك توقفت فى رمضان وكانت النتيجة هى حل الحزب بدلاً من حل الفوازير.. فخذ نفساً عميقاً واكتمه عن أقرب الناس إليك ثم أخرجه زفيراً حاراً صباحية العيد، فالميدان مغلق للتحسينات.
وبين «رمضان جانا» و«والله لسه بدرى» علينا أن نتوقف ونتأمل وأن نتابع برامج الطهو بدون بخار، وأن نراجع حصص التموين مع البقال ومستحقات الثورة مع المسؤولين ثم نحضر فرح لواحظ ونأخذها من الكوافير فى عربة مكشوفة إلى ميدان التحرير لنزفها هناك.. غداً تتفتح الزهور والميادين وأقفاص المتهمين.. وطول الأجل يبلغ الأمل فليس هناك «حليب» كامل الدسم ولا «حبيب» كامل الأوصاف.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire