كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية حول محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك تقول إن معظم المصريين يعتبرون مبارك وطنيا تحول إلى طاغية. وآخرون يرون فيه رجلا مريضا غلبته مشاكل البلد المتفاقمة في السنوات الأخيرة. وبين هذا وذاك هناك مشاعر
وأحاسيس مختلطة بين المصريين حول محاكمته القادمة.
فمن المفترض أن يمثل مبارك أمام المحكمة الأسبوع القادم بتهم سرقة ملايين الدولارات من أموال الدولة، والأمر بقمع المظاهرات التي كانت تطالب بتنحيه وما أسفرت عنه من قتل أكثر من ثمانمائة شخص خلال الثورة التي كانت بداية هذا العام. والحكم بالإدانة يمكن أن يؤدي إلى عقوبة الإعدام.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن محاكمة الرجل الذي حكم مصر بقوة لا تفتر لمدة ثلاثة عقود تشكل مخاطرة للمجلس العسكري الذي حل محله. فإجراءات المقاضاة تقدم بالتأكيد لمحة عن التعاملات المالية والتحالفات السياسية التي سمحت لمبارك بالسيطرة على البلد، وأفق كشف أسرار الدولة قاد إلى اعتقاد واسع بأن الجنرالات سيجدون مخرجا لتأجيل المحاكمة.
لوس أنجلوس تايمز
لكن أي تحرك يبدو أنه يسمح لمبارك بالمراوغة من العدالة من المؤكد أن يثير رد فعل عنيف عند المصريين الذين يعتبرون الرئيس السابق طاغية. فهم يريدون خضوعه للمحاسبة على ملء السجون بالمعارضين السياسيين، وإدارة حكومة زادت من ثراء ملوك المال والأصدقاء في الحزب الحاكم.
وهذا الشعور قوي في ميدان التحرير بالقاهرة حيث يسير المتظاهرون رافعين لافتات تصور الرئيس المخلوع وحول رقبته حبل المشنقة.
ويصف بعض المصريين الرئيس المخلوع بأنه كان ينظر إلى الصورة الكبيرة لمصر كما لو كان يطل عليها من طائرة ولا يراها من الأرض، وأن المقربين منه لم يبلغوه بحقيقة ما كان يجري على الأرض، وكان قطار العمر يسير به بسرعة وأرادت زوجته أن يكون ابنه جمال محط الأنظار.
وقالت الصحيفة إن الرأي السائد هو أن تقارير صحته المتدهورة خدعة حيث يعتقد المصريون أن علله الكثيرة، بما في ذلك سرطان المعدة وغيبوبته ورفضه الأكل، مجرد حركات مصطنعة لإنقاذه من السجن. وكثيرون يتشككون في محاكمة مبارك ووزير داخليته يوم 3 أغسطس/ آب. ومع اقتراب شهر رمضان يقول البعض إن محامي مبارك سيعلن عن أزمة صحية جديدة خلال الساعات السابقة لاعتلاء القاضي منصة القضاء.
ويشير أحد النشطاء السياسيين إلى أن مبارك غاب عن حكم البلاد منذ عام 2005 وأن مصر أصبحت منذ ذلك الحين تزاوجا بين المال والسلطة السياسية أداره جمال مبارك ورجال الأعمال الموالون له. ولم تكن هذه حكومة بل عصابة تحكم. وعندما مات حفيد مبارك كانت تلك الضربة القاضية التي أرهقته وجعلته يفقد اهتمامه بحكم البلاد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire