لسنا من سوء النية بحيث نفترض علاقة تآمرية بين تصريحات غاضبة للواء حسن الروينى، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخروج بضع عشرات من جماعة «آسفين يا ريس سابقاً / خليك يا مجلس حالياً» من ميدان روكسى يوم الجمعة فى مسيرة إلى مبنى وزارة الدفاع تطالب بالمشير رئيساً وبالفريق نائباً وبمجموعة أخرى من المطالب، من بينها محاكمة بعض الإعلاميين – بلال فضل وإبراهيم عيسى ومحمود سعد وعادل حمودة وريم ماجد والعبد لله – بتهمة تحريض ميادين التحرير، لكننا فى الوقت نفسه لسنا من السذاجة بحيث نفترض عدم وجود علاقة بينهما على الإطلاق.
يوحى تسلسل الأحداث على مدى الأيام القليلة الماضية بنفاد صبر البعض أمام اعتصامات وتظاهرات وإضرابات تشهدها عشر محافظات دفعة واحدة، وربما تكون هذه ظاهرة مفهومة أمام حدث ضخم فى مرحلة دقيقة. لكن الذى ليس مفهوماً هو الإصرار على افتراض أن المشكلة تكمن فى ذلك الإعلام الذى ينقل ما يحدث، وأنه إذا توقف عن نقل ما يحدث فإن ما يحدث سيتوقف بالضرورة عن الحدوث.
يمكننا ببساطة أن نغلق أعيننا أمام الغولة لكن هذا لا يعنى انتفاء الغولة من الوجود. يمكننا أن ندفن رؤوسنا فى الرمال لكن هذا لن يمنع الآخرين من تحديد مواقعنا. يمكننا أن نمسح الذاكرة المعاصرة لكن هذا لن يغير قدر أنملة فى حقيقة أن صفوت الشريف أهدى الرئيس المخلوع أعظم وكسة فى تاريخ الإعلام المصرى عندما لجأ إلى الأسلوب نفسه أمام «خطر» قناة الجزيرة على «الأمن القومى» – أعظم حتى من وكسة إعلام 5 يونيو.
يمكننا أيضاً أن نصم الآذان عما يقوله مبدع عربى مصرى فلسطينى مثل تميم البرغوتى لأنه لا يعجبنا فنقول إنه ليس منا، بل يمكننا أيضاً أن نتمادى فى العنصرية فنقول إن ملامحه لا تشبه ملامحنا ولهجته لا تشبه لهجتنا. يمكننا أن نفعل هذا وأكثر منه لكن هذا لن يغير قدر أنملة فى حقيقة أن أول رئيس لمصر بعد حركة الضباط الأحرار عام 1952 كانت حالته الاجتماعية تماماً كحالة البرغوتى، وأن الذى بنى جيش مصر الحديث كله كان خواجة شعره أشقر وعيونه زرق خلع عليه محمد على باشا اسم «سليمان باشا الفرنساوى» الذى لايزال تمثاله يزين ساحة المتحف الحربى حتى اليوم.
ما لا يمكننا أن نفعله رغم ذلك هو أن نتوقع صلاح الأمور من تلقاء ذاتها بينما نحن نعلم أن من كانوا يتمتعون بكامل «نقاوة» العنصر المصرى هم الذين خربوها ولم ينل أحد منهم جزاءه حتى الآن. وما لا يمكنه أن يحدث هو أن يتبخر الشعب المصرى فى الهواء إلى غير رجعة لمجرد أن أحداً ما قرر ألا يراه.
سأشرف دائماً باستضافة تميم البرغوتى وأمثاله فى برنامجى، لإيمانى بأن نهر النيل يسرى فى كل قطرة من دمه خالصاً نقياً بينما يسرى فى دماء «مصريين» آخرين سم الفساد. من يتأذون من هذا لا ينبغى عليهم أن يحزنوا، فلديهم 23 قناة تليفزيونية و17 محطة إذاعية تركها لهم قائد الكتيبة الإعلامية المصرية صفوت الشريف، ومن بعده أنس الفقى، إضافة إلى سرايا أخرى لا حصر لها من المنافقين.
ما حدث فى روكسى هو وسام على صدرى لا أستحقه.لسنا من سوء النية بحيث نفترض علاقة تآمرية بين تصريحات غاضبة للواء حسن الروينى، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخروج بضع عشرات من جماعة «آسفين يا ريس سابقاً / خليك يا مجلس حالياً» من ميدان روكسى يوم الجمعة فى مسيرة إلى مبنى وزارة الدفاع تطالب بالمشير رئيساً وبالفريق نائباً وبمجموعة أخرى من المطالب، من بينها محاكمة بعض الإعلاميين – بلال فضل وإبراهيم عيسى ومحمود سعد وعادل حمودة وريم ماجد والعبد لله – بتهمة تحريض ميادين التحرير، لكننا فى الوقت نفسه لسنا من السذاجة بحيث نفترض عدم وجود علاقة بينهما على الإطلاق.
يوحى تسلسل الأحداث على مدى الأيام القليلة الماضية بنفاد صبر البعض أمام اعتصامات وتظاهرات وإضرابات تشهدها عشر محافظات دفعة واحدة، وربما تكون هذه ظاهرة مفهومة أمام حدث ضخم فى مرحلة دقيقة. لكن الذى ليس مفهوماً هو الإصرار على افتراض أن المشكلة تكمن فى ذلك الإعلام الذى ينقل ما يحدث، وأنه إذا توقف عن نقل ما يحدث فإن ما يحدث سيتوقف بالضرورة عن الحدوث.
يمكننا ببساطة أن نغلق أعيننا أمام الغولة لكن هذا لا يعنى انتفاء الغولة من الوجود. يمكننا أن ندفن رؤوسنا فى الرمال لكن هذا لن يمنع الآخرين من تحديد مواقعنا. يمكننا أن نمسح الذاكرة المعاصرة لكن هذا لن يغير قدر أنملة فى حقيقة أن صفوت الشريف أهدى الرئيس المخلوع أعظم وكسة فى تاريخ الإعلام المصرى عندما لجأ إلى الأسلوب نفسه أمام «خطر» قناة الجزيرة على «الأمن القومى» – أعظم حتى من وكسة إعلام 5 يونيو.
يمكننا أيضاً أن نصم الآذان عما يقوله مبدع عربى مصرى فلسطينى مثل تميم البرغوتى لأنه لا يعجبنا فنقول إنه ليس منا، بل يمكننا أيضاً أن نتمادى فى العنصرية فنقول إن ملامحه لا تشبه ملامحنا ولهجته لا تشبه لهجتنا. يمكننا أن نفعل هذا وأكثر منه لكن هذا لن يغير قدر أنملة فى حقيقة أن أول رئيس لمصر بعد حركة الضباط الأحرار عام 1952 كانت حالته الاجتماعية تماماً كحالة البرغوتى، وأن الذى بنى جيش مصر الحديث كله كان خواجة شعره أشقر وعيونه زرق خلع عليه محمد على باشا اسم «سليمان باشا الفرنساوى» الذى لايزال تمثاله يزين ساحة المتحف الحربى حتى اليوم.
ما لا يمكننا أن نفعله رغم ذلك هو أن نتوقع صلاح الأمور من تلقاء ذاتها بينما نحن نعلم أن من كانوا يتمتعون بكامل «نقاوة» العنصر المصرى هم الذين خربوها ولم ينل أحد منهم جزاءه حتى الآن. وما لا يمكنه أن يحدث هو أن يتبخر الشعب المصرى فى الهواء إلى غير رجعة لمجرد أن أحداً ما قرر ألا يراه.
سأشرف دائماً باستضافة تميم البرغوتى وأمثاله فى برنامجى، لإيمانى بأن نهر النيل يسرى فى كل قطرة من دمه خالصاً نقياً بينما يسرى فى دماء «مصريين» آخرين سم الفساد. من يتأذون من هذا لا ينبغى عليهم أن يحزنوا، فلديهم 23 قناة تليفزيونية و17 محطة إذاعية تركها لهم قائد الكتيبة الإعلامية المصرية صفوت الشريف، ومن بعده أنس الفقى، إضافة إلى سرايا أخرى لا حصر لها من المنافقين.
ما حدث فى روكسى هو وسام على صدرى لا أستحقه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire