علي الرغم مما تمتعت به طيلة حياتها من نعيم وترف لا مثيل له لمجرد كونها زوجة رجل مهم ، إلا أنها قضت أيامها الأخيرة هاربة وخائفة من الملاحقات الأمنية لها ولزوجها، وكان لذلك أثره الكبير عليها، فقد أصيبت بأزمة قلبية حادة انتهت بوفاتها في لحظات قليلة مساء أمس الأول نتيجة الضغوط النفسية والعصبية التي تعرضت لها عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية.. هي ميشال حبيب زوجة وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، التي هربت معه بعد تعرضها في الفترة الأخيرة - عقب سقوط نظام محمد حسني مبارك - للعديد من الاتهامات بتورطها مع زوجها في قضايا الفساد.
ميشال خليل حبيب صايغ، هي لبنانية الجنسية، وترددت العديد من الأقاويل حول أنها تحمل أيضاً الجنسيات الأمريكية والفرنسية والإيطالية، و هي تصغر زوجها بعدة سنوات تقرب من 20 عاماً، وأنجبت منه ثلاثة أولاد هم: نجيب ونادر ويوسف.
هروب جماعي
عقب قيام الثورة المصرية والانقلاب علي النظام وإحالة معظم الوزراء وغيرهم ممن تولوا مواقع قيادية إلى المحاكمة، قررت ميشال هي وزوجها الهرب بأولادهم خارج البلاد خوفاً من ملاحقتهم الأمنية، وبالفعل فروا هاربين إلى لندن بحجة السفر لمتابعة علاج الزوجة، وصدر بعد ذلك حكم غيابي علي بطرس غالي بالسجن المشدد 30 عاماً، مع عزله عن منصبه ورد المبالغ المستولي عليها والغرامة، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما لإدانته بتهمة تبذير المال العام عبر الإضرار العمدي بأموال أصحاب سيارات كانت قيد التحفظ في إدارة الجمارك بمطار القاهرة الدولي، إضافة إلى حكم آخر بسجنه 15 عاماً بتهمة استغلال النفوذ، حيث اتهمته المحكمة بتسخير العاملين في وزارة المالية وأجهزة الحاسب الآلي والطابعات الموجودة بالوزارة لدعاياته الانتخابية، وتضمن الحكم أيضاً إعادة 30 مليون جنيه مصري (نحو خمسة ملايين دولار) ودفع غرامة قيمتها 30 مليون جنيه أخرى مع العزل عن المنصب، كما حُكم عليه بالسجن المشدد 10 سنوات في قضية استيراد اللوحات المعدنية.
اتهامات ومواجهات
وبعد أن كانت تعيش حياة سعيدة بعيدة عن التهم والانتقادات، واجهت في الأيام القليلة الماضية العديد من الاتهامات، كان أبرزها استيلاءها هي وزوجها علي أرض المحمية الطبيعية والتي يحظر بيعها أو إقامة أية منشآت عليها لبناء قصر داخل هذه المحمية بالمخالفة للقوانين والقرارات الوزارية، وبالفعل أثبتت التحقيقات وتحريات الجهات الرقابية وخبراء الكسب غير المشروع وجود مخالفات في بيع هذه المحمية وفي التصاريح الصادرة من الجهات الحكومية بالتواطؤ مع موظفيها مما أضر بالمال العام.
وكان الإعلان عن أن زوجها يحمل الجنسية الإسرائيلية بمثابة الشرارة التي أوقدت النيران حولها، فقد أرسلت إليها السفارة اللبنانية قبل رحيلها إلى لندن إنذاراً بإسقاط الجنسية اللبنانية عنها إذا لم تقدّم تفسيراً قانونياً واضحاً لما تردّد عن جنسية زوجها الإسرائيلية، وحينما أكدت على حمل زوجها للجنسية الإسرائيلية دون أن تشاركه في ذلك، طالبتها السفارة اللبنانية بتقديم صور من المستندات الإسرائيلية مسجل بها أسماء زوجته وأولاده، وحينها تدخل محامي ميشيل الذي أكد أن الأسماء التي كتبت في السفارة الإسرائيلية على سبيل المعلومات ولم يحصل أولاد يوسف بطرس غالي وزوجته على الجنسية الإسرائيلية.
أثر كل ذلك سلباً على صحة ميشال، فسافرت إلى أمريكا في رحلة علاجية، ولكن وافتها المنية في العاصمة البريطانية جراء أزمة قلبية وجلطة في الرئة، وتم دفنها في العاصمة اللبنانية بيروت، وترددت العديد من الأقاويل حول حضور غالي لمراسم الدفن.
كتبت: مروة عبد العزيز - محيط
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire