mercredi 27 juin 2012

هل انقلب الفلول ؟؟ - محمد على يوسف

أرى أن فكرة الانقلاب التى يحلو للبعض - بنظرة تشاؤمية واضحة - المسارعة لتردادها بعد انقلاب بعض الإعلاميين على المجلس العسكرى بل و تلويح عكاشة بها و بشكل يكاد يكون تصريحا لا تلميحا هى فكرة مستبعدة فى تقديرى تماما  
أولا لأن الجيش و ضباطه و جنوده لن يحتملوا تلك الفكرة الآن و خصوصا فى أعقاب انتخابات تحدث لأول مرة فى تاريخ مصر و الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية فى مصر تعلم جيدا أن أى انقلاب الآن غير مضمون و لا مأمون العواقب على الإطلاق سواءا داخل الجيش و أسلحته المختلفة أو خارجه عبر العمق الشعبى الذى يحتاج أى انقلاب إلى وجود دعم منه
حتى الفئة التى يراهن عليها عكاشة و من وراءه و هى فئة مؤيدى شفيق هى آخر الفئات التى يُستند إليها فى خطوة خطيرة مثل هذه الخطوة خاصة أنهم ما انتخبوا شفيق فى الغالب الأعم منهم إلا طمعا فى استقرار أو نكاية فى الإخوان و ليسوا بالمجمل أصحاب رسالة أو فعلوا ذلك عن عقيدة هم على استعداد للموت من أجلها ( أقول الأغلب و ليس الكل فربما هناك استثناءات خدعت به أو بدعايته الرخيصة )، لذلك لا أظن أن يعول عليهم فى حشد شعبى أو مواجهة مفتعلة و أعتقد أن الجهات التى خلف عكاشة تعلم ذلك جيدا

أما عن الضباط و الجنود فهم فى عمومهم لا يشعرون بالغضب الذى تشعر به بعض القيادات بل أقول أن كثيرا منهم و أنا أجزم بما أقول يشعر بارتياح شديد لأنه كُفى مؤنة ما كان سيحدث لو تم تزوير الانتخابات لصالح شفيق و هم الآن ليسوا مضطرين ليعودوا إلى تلك الورطة و لن يفعل أغلبهم على ما أتوقع إن شاء الله و أيضا الجهات المذكورة تعلم ذلك جيدا
لكن يبقى السؤال قائما: لماذا أقدموا على تلك التلويحات الليلة و دفعوا خدمهم لتهديد بها ؟؟
بالطبع لا أحد يستطيع أن يجزم بالإجابة لكننى أظن أنه احتمال من احتمالين و الله أعلم:

* إما أنه استكمال لمسلسل الضغط التفاوضى مع الإخوان و لكن بشكل أكثر خشونة لإمرار الإعلان غير الدستورى المكبل و التجاوز عن حل البرلمان و الدفع للسيطرة على بعض الوزارات السيادية قد رأينا مثل هذا المسلسل الأيام التى سبقت النتيجة و الشائعات الممنهجة و التأجيل المتكرر الذى اتضح فى تقديرى أن غرضه الأساسى كان التلاعب بأعصاب المفاوض

* أو أنه تنازع بين أجهزة و جهات لم تبتلع النتيجة و تريد أن تمهد لإثارة قلاقل و فتن فى البلاد لأغراض لم تتضح بعد لكن أكرر لا أرى أن من بينها الانقلاب الكامل و الصريح غير مضمون العواقب كما بينت، و يظل احتمال التشنج و التخبط الأخير لفلول الحزب الوطنى و رجال أعماله و أذنابه فى كثير من أجهزة الدولة فيما يحلو للبعض تسميته بالدولة العميقة و التى منيت بأثقل هزائمها إحتمالا قائما و إن كان ليس المقدم عندى لطبيعة الشخصيات التى تكلمت الليلة و معرفتى بمن يوجهها
الأهم الآن فى رأيى أن نثبت انفعاليا و ألا ننجر كما الأيام السالفة للقلق و الذعر الذى أصاب البعض تدريجيا حتى نجحت وسائل الاعلام الموجهة و أجهزة الشائعات الممنهجة ان تشكك بعضنا فى النتيجة المؤكدة و الموثقة و صار منا من يشبه الريشة فى مهب رياح الإرجاف و التخويف
علينا الآن بالهدوء و الثقة و مساندة الثورة فى أهم معاركها
معركة تسليم السلطة و علينا ألا نقع و نوقع غيرنا فريسة للخوف و لا الاطمئنان الزائد و لكن أخذ الحذر مع الثقة فى عدالة قضيتنا و يقيننا بربنا ألا يخزينا فيها بفضله و كرمه
" وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "

المصدر: رصد

هل انقلب الفلول ؟؟ - محمد على يوسف
قسم الأخبار
Wed, 27 Jun 2012 19:16:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire