على شاطئ الأنفوشى حضرت زمان تأجير «المايوهات» والعراك بإيد الشماسى، ثم كبرت وحضرت تأجير «فساتين» العرايس والعراك بالسيوف، فلا ينبئك عن أبعاد الحدث مثل خبير قديم، ولا يخبرك عن أسعار الذهب مثل عريس جديد، لذلك فإن «معايرة» الأستاذ المحامى «صبحى صالح» كل شوية عبر وسائل الإعلام بأنه كان «صول» هى قلة وعى، تصل أحياناً إلى قلة الذوق، وآخر من سمعتها منهم هو الفيلد مارشال أوف عكاشة، عضو لجنة السياسات، وصاحب قناة «الفراعين» التى لا تضم إلا الرتب الكبيرة، وأنا لا أعرف أى «صول» سوى مفتاح «صول» فى الموسيقى،
لكننى أعرف أن الغلبان فى هذا البلد مهان فقد يكون الصول فقيراً لكنه غنى النفس والأستاذ «صبحى صالح» كان «صولاً» لكنه لم يكن «لصاً» واستطاع باجتهاده أن يصبح واحداً من فقهاء القانون والدستور المرموقين.. ما يحدث يثير إشكالية أن هذا البلد المتعجرف ليس فيه حزب أو جماعة أو تنظيم يعبر حقيقة عن الغلابة فيه ويدافع عنهم ويجعلهم دائماً محل تقدير أو محل احترام أو حتى محل كشرى.. بلدياتى الأستاذ «صبحى صالح» وصل إلى مكانته بالدم والعرق والدموع وليس بتقبيل أيدى الوزراء..
والعجيب أنه لا أحد يمثل الغلابة فى هذا البلد ولا حتى هم يمثلون أنفسهم، فالأستاذ «صبحى صالح» كمثال اختار أن ينضم إلى جماعة تمثل عتاة الرأسمالية العالمية وتقف ضد العامل والفلاح والصول الذين قدموا للوطن أفضل أبنائه، ثم يطلق هو من فترة لأخرى تعليقات متعجرفة مغرورة ضد الشعب الذى احتضنه وربّاه، لذلك تحتار هل العيب فيهم أم فينا أم فى حضارة سبعة آلاف عام وشهرين وثلاثة أيام وكأنها سن التقديم فى الحضانة؟! وزمان حضرت على شاطئ الأنفوشى تأجير المراجيح التى تعلو بالإنسان حتى يلامس السماء ثم تهبط به ليلامس الأرض.. لكن لا أحد فى هذا البلد يتعظ، لا الفيلد مارشال ولا حتى حضرة الصول، فأين تذهب هذا المساء؟!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire