dimanche 30 octobre 2011

الشرق».. فنان صعيدي رسم لوحاته العالمية علي ورق اللحمة

85

حسن الشرق أمام لوحاته
١٨ عاماً كاملة، اختفت فيها أعماله داخل منزل بسيط في المنيا.. ١٨ عاماً، لم يشاهده أحد أو يعترف به أحد.. والده يقوده بقوة إلي محل «الجزارة».. بينما تصرخ فيه زوجته: «ما هذه الشخابيط» ..حتي جاءت الفرصة وتحولت لوحاته التي صنع فرشاتها من «ليف» النخيل وأوراق محل الجزارة وشكائر الأسمنت إلي لوحات عالمية، وأصبحت مادة لـ ١٧ رسالة ماجيستير ودكتوراه.
حسن الشرق، ٥٨ سنة، من قرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا ولد في حضن الجبل والنيل وأكبر أشقائه الـ ٦ الذكور كان طبيعيا أن يكون جزاراً مثل والده، ولكنه فشل في أن يجمع بين شعور الفنان والدبح والنفخ والسلخ فاعتقد أهله أن به مساً من الشيطان.
كان يخاطر بتسلق النخلة لتخليص الليف الناعم منها ويصنع منه فرشاة يرسم بها ويذهب للعطار ويأخذ من مساحيقه بدائل الألوان فزهرة الغسيل هي الأزرق والتفته «صبغة المخللات» هي «الأحمر» والعرق سوس هو «البني» والأصفر هو الشعير.. كان يختلس ورق اللحمة من دكان والده وتطور الأمر ليستخدم شكائر الأسمنت الفارغة.
١٨ عاماً لم يعرفه أحد أو يعترف بفنه مسؤول وجد نفسه مضطراً للعمل في دكان والده في مهنة لا تستهويه.. وعندما تزوج كانت زوجته غاضبة: ماذا تفعل!؟ وماذا تستفيد من هذه الشخبطات؟! والمفارقة أنه بعد نجاحه تحولت إلي الناقدة التشكيلية الأولي في حياته.
المفاجأة التي غيرت مسار حياته عندما اكتشفت موهبته مستشرقة ألمانية تدعي أورسولا شيرنج تملك قاعة لعرض وتدريس تاريخ الفن بألمانيا وكان لها الدور الأكبر في اكتشاف العديد من الفنانين الفطريين بمصر.. «أخبرها البعض عن أعماله زارته في بيته الريفي البسيط.. وشاهدت الصندوق الذي وضع فيه أعماله».
وانحنت السيدة من انبهارها لتمشي علي يديها ورجليها فوق اللوحات.. وأقامت أول معرض بمعهد الدكتور حسن رجب للبرديات بشارع البحر الأعظم وعرضت به ٤٠ عملاً بيعت جميعها بعد ١٨ سنة من رسمها يقول: كنت أذهب إلي ألمانيا بترتيب مع تلك المستشرقة التي تبنتني فنياً ويتم استقبالي بالموسيقي وعقد المؤتمرات الصحفية وأنا غير مصدق،
ثم أبدأ في التحرك إلي اليونان وفرنسا فتشيكوسلوفاكيا وإسبانيا.. حتي جابت معارضه جميع أنحاء العالم من بكين وطوكيو في الصين واليابان حتي واشنطن وبيجوتا في كولومبيا كنت أخاطب كل شعب بطريقته مراعياً ثقافته.
وعن مقتنياته يقول الشرق: لي مقتنيات في كثير من متاحف العالم ولكن ما يزيدني فخراً وإعزازاً أن لي لوحتين ضمن مقتنيات متحف اللوفر الفرنسي أكبر وأهم متحف في العالم وهما ليسا إهداء بل اشتراهما مني كذلك المتحف القومي الألماني بجانب الأميرة الجميلة نفرتيتي والمتحف القومي الكولومبي والمتحف القبطي، ومتحف محمد محمود خليل، مجلس الوزراء المصري، ومعظم السفارات الأجنبية في القاهرة بجانب أفراد وهيئات ومؤسسات في مصر والخارج. وكذلك في أحد مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة.
«حسن الشرق والريف المصري» هو كتاب أعدته السفارة الألمانية بالقاهرة تحت إشراف السيدة أورسولا شيرنج باللغة العربية والإنجليزية والألمانية وانتجت ثلاثة أفلام تسجيلية ترصد رحلته الفنية وهي فرنسية، سويسرية، ألمانية بينما تكفل التليفزيون المصري بحوارات تليفزيونية قليلة.. وتم نشر ٢٥ عملاً من أعماله كأغلفة لكتب في مهرجان القراءة للجميع .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire