lundi 16 juillet 2012

زيارة كلينتون ..مشهد جديد للكرامة المصرية

زيارة كلينتون ..مشهد جديد للكرامة المصرية

اختلف المشهد كثيرا ، ما بين آخر زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبين أول زيارة لها في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي .. فروقٌ قد ترى لأول مرة منذ عدة عقود .

اعتاد المصريون طوال سنوات حكم مبارك على شيء قد يبدو غريبا على أي دولة ذات نظام جمهوري .. التجاهل .. طوال 30 عاما تجاهل الشعب التساؤل عن غرض أي زيارة يقوم بها أي مسئول أمريكي .. وقد يكون مرجع ذلك إلى أن النتائج كانت بالنسبة إليهم معروفة مقدما فسياسة الخضوع والخنوع التي سار عليها مبارك كانت تؤكد دوما أن أمريكا تملي شروطا وأن الإدارة المصرية تلتزم بالتنفيذ ، ولأن المصريين كرهوا ذلك فإنهم في مجملهم عزفوا عن متابعة أخبار السياسية المصرية - الأمريكية المشتركة .

مظاهر الإهانة لم تغب عن أعين المصريين ، والأمثلة على ذلك عديدة ، ففي عام 1998 توجه مبارك إلى الولايات المتحدة .. وكان في شرف استقباله (مدير بلدية نيويورك !).

وبالطبع يمكن تخيل حجم الإهانة حينما يتوجه مبارك في زيارة أخرى فيظل في انتظار مقابلة الرئيس جورج بوش الأبن لمدة أسبوع كامل .. وقتها تحجج النظام بأن الرئيس أجرى مقابلات مع الجالية المصرية غاية في الأهمية - خلال فترة انتظاره - إلا أن ذلك لم يشف صدور قومِ مصريين .

ومع فوز أول رئيس مصري منتخب بدت لدى المصريين حالة من التحفز لكرامتهم خصوصا في مواجهة الأمريكان فتوجهت أنظارهم إلى أول لقاء يجمع بين رئيسهم وبين وزيرة الخارجية الأمريكية في أول زيارة لها بعد توليه مهام منصبه .

بداية لم يستقبل مرسي هيلاري كلينتون لدى وصولها في مطار القاهرة كما كان يفعل سلفه حسني مبارك ، ولم يعقد معها مؤتمرا صحفيا كما كان يحلو لمبارك أن يفعل وإنما عقد المؤتمر مع نظيرها المصري محمد كامل عمرو ، ولم يذهب الرئيس مرسي إلى زيارة وزيرة خارجية أمريكا في قصر القبة - الذي تقيم فيه أثناء زيارتها - وإنما توجهت كلينتون إليه في مقره بقصر "الاتحادية" .

مرسي نجح في أول اختبار "شكلي"

ظاهر الفعل يؤكد أن محمد مرسي نجاح في أول اختبار "شكلي" في "السياسة الخارجية" للدولة المصرية الجديدة ، أما الزيارة في حد ذاتها فإنها تؤكد أن أمريكا تسعى من أجل إعادة صياغة العلاقات بين البلدين ، وإن كانت الأسباب المعلنة غير كافية لتروي عطش الساسة .

وصف الدكتور محمد مجاهد الزيات، نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر، بأنها تعكس نوعًا من الرضاء الأمريكي حول تطوير الأوضاع السياسية الحالية في مصر.

وأضاف، كما أنها محاولة للإبقاء على ما شهدته العلاقات بين البلدين في الفترة الماضية من تميز بغض النظر عن تغيير النظام في مصر.

وأشار الزيات إلى أن ما يثار من علامات الاستفهام حول هذه الزيارة هو تفاهمات الولايات المتحدة مع القوى السياسية الجديدة في مصر، خاصة وأن زيارة كلينتون هي الزيارة الثانية لمصر بعد قيام الثورة وفي خلال عام واحد، مشيرا إلى أن هناك لغطا يحتاج إلى تفسير حول التفاهمات التى أجرتها الولايات المتحدة، وعما إذا كان حدث تغير في النظرة الأمريكية لقوى الإسلام السياسي في المنطقة.

وأوضح الزيات أن تصريحات كلينتون قبيل وصولها إلى القاهرة أو خلال وجودها في مصر تطرح العديد من الدلالات حيث تضمنت تقيما للأوضاع السياسة في البلاد بصورة يبدو في بعض جوانبها للبعض تدخلا في الشئون الداخلية المصرية.

الصحف الأمريكية من جانبها ، اعتبرت أن زيارة كلنيتون للقاهرة لم تحقق الهدف المعلن منها وهو محاولة رأب الصدع بين مؤسسة الرئاسة والجيش، مما يسمح بانتقال سلسل للديمقراطية بعد عقود من الديكتاتورية، خاصة بعد تصريحات المشير حسين طنطاوي عقب اجتماعه معها وتصعيد هجومه السياسي على جماعة الإخوان بقوله إن "مصر لن تسقط وهي لكل المصريين وليس لفئة معينة، والجيش لن يسمح بسقوطها".

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن طنطاوي صعد من هجومه على الإخوان حينما قال إن" الجيش منع مصر من السقوط إلى فئة معينة"، مشيرة إلى أن المشير لم يذكر اسم جماعة الاخوان، ولكن ينظر إلى أن هذه الكلمات هي إشارة للجماعة والرئيس محمد مرسي الرئيس المنتخب حديثا، وأحد قادة الإخوان السابقين، وجاءت بعد ساعات من لقاء كلينتون بطنطاوي لمحاولة دفع الجيش لتسليم السلطة للمدنيين، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وأضافت أنه لا يمكن التنبؤ بنتائج النزاع بين الجيش والإخوان في التاثير على تحول مصر من الفوضى ، كما أنه أظهر التحديات التي واجهت كلينتون خلال زيارتها لمصر، وبسبب عدم الثقة في دوافع الولايات المتحدة، فقد اضطرت كلينتون لتجنب دعوات قوية لوضع نهاية سريعة للحكم العسكري، وفضلت الدعوى لحلول بين الطرفين بجانب احترام حقوق الأقليات، ورغم ضعف النفوذ الأمريكي كافحت لإقناع المؤسسة العسكرية ومرسي بحسم الخلاف بينهما.

وتابعت إنها واجهت غضب الزعماء المسيحيين الذين رفضوا الاجتماع معها بسبب ما قالوا إنه تدخل من جانب الولايات المتحدة في الحياة السياسية بمصر لمساعدة الإسلاميين في التمسك بالسلطة، رغم أن هناك القليل من الأدلة على أن الإسلاميين بحاجة إلى المساعدة الأمريكية في التمسك بالسلطة ، إلا أن الشكاوى تعكس القلق والمخاوف المتنامية بين العديد من المسيحيين والمصريين العلمانيين حول حكم الاسلاميين.

زيارة كلينتون لتل أبيب .. مصر لم تبتعد عنها

لم تبتعد مصر عن محادثات الأمريكية مع الصهاينة بتل أبيب ، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي سيلفان شالوم لراديو إسرائيل إن كلينتون "جاءت إلى هنا في وقت هام للغاية حيث يوجد توتر بين إسرائيل ومصر".

وأضاف شالوم "جاءت إلى هنا في وقت مهم للغاية، حيث يوجد توتر بين إسرائيل ومصر .. أعتقد أن هذه الزيارة تهدف إلى تهدئة الأجواء فلدينا مصالح مشتركة ولدينا رغبة متبادلة في الحفاظ على اتفاقية السلام».

وأكد شالوم أن إسرائيل تراقب صعود الإسلاميين في مصر بقلق بالغ خوفا من أن ذلك قد يهدد ثلاثة عقود من سلام بارد ولكنه مستقر في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

الدكتور حسن نافعة رئيس رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة أكد أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر في الأساس جاءت في سياق تهدئة مخاوف (إسرائيل) من التغيرات السياسية الحاصلة في مصر، والخشية الكبيرة من مخاطر إسرائيلية مفترضة بعد رحيل مبارك.

وقال "جاءت كلينتون إلى المنطقة لتستمع إلى مرسي وما يحمله من أفكار ومبادئ، ولتبدد مخاوف (إسرائيل) وتطمئنها من أن الأمور لا تبعث للقلق إلى الدرجة التي تعيشها في الوقت الحالي".

ولفت إلى أن كلينتون جاءت طالبة من مرسي احترام المعاهدات واتفاقيات التسوية مع (إسرائيل)، وتبني ذات السياسات الخارجية للنظام المصري السابق، وعدم اتخاذ أي خطوات جديدة على صعيد العلاقة الخارجية في المرحلة الراهنة.

وأضاف "الولايات المتحدة مهتمة بما يحدث في مصر، فهي تعد إحدى ركائزها الاستراتيجية في المنطقة، وبعد فوز مرسي من المؤكد أن الإدارة الأمريكية تشعر ببعض القلق فيما يتعلق بموقف مرسي من السلام والقضية الفلسطينية".

زيارة كلينتون ..مشهد جديد للكرامة المصرية
صحيفة التغيير
Mon, 16 Jul 2012 07:47:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire